المتتبع لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحادة تجاه الإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن يتأكد تماما أن العلاقة بينهما ليست على ما يرام، خاصة في ظل جملة من التوترات بين البلدين كدعم أمريكا لما أسمتهم تركيا الإرهابيين شمالي سوريا وصفقة اس 400 مع روسيا، إضافة إلى فرض عقوبات أمريكية على مسؤولين أتراك.
فقد قال الرئيس أردوغان إنه كان يتمنى أن تتطور العلاقة بين البلدين في إطار الصداقة ووليست أجواء من الخصومة خاصة أننا دولتان يجمعنا حلف واحد، إلا أن المسار لا يبشر.
اقرأ أيضا/ الأحداث في شمال سوريا.. تركيا ملتزمة بورقة التفاهم وأمريكا تزوّد الإرهابيين بالسلاح
وأوضح أن صفقة إس-400 منهية بالنسبة لتركيا ضمن القانون الدولي وأن قرار إخراجنا من برنامج المقاتلة إف-35 (F-35) لن يضغط علينا، مشيرا إلى أن أميركا لا بد أن تدفع ثمن ما ارتكبته من أخطاء في أفغانستان.
ولفت إلى أن إدارة بايدن تواصل إرسال السلاح إلى التنظيمات الإرهابية شرق الفرات كما كان يفعل سلفه دونالد ترامب، مشددا على أن اللقاء بالقيادة الروسية لن يتم على مستوى الهيئات بل بشكل منفرد ومباشر بين الرئيسين”.
محللون رأوا أن تلك التصريحات تعبر عن غضب تركي من الإدارة الأميركية، مشيرين إلى أن العلاقات تدهورت أكثر عندما حصلت أنقرة على منظومة الدفاع الجوي الروسية المتطورة “إس-400” مما دفع واشنطن لتعليق مشاركة أنقرة في برنامج تصنيع طائراتها “إف-35”.
كما أن الإدارة الأمريكية فرضت عقوبات على إدارة الصناعات الدفاعية التركية ورئيسها إسماعيل ديمير و3 مسؤولين فيها، عقابا لأنقرة على شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية، في خطوة اعتبرت أنقرة أنها ستضر العلاقات مع واشنطن، مشيرة إلى أنها سترد بما يلزم.
وفي هذا الاتجاه يقول الباحث التركي طه عودة أوغلو إن كان هناك تعويل تركي على إجراء لقاء بين أردوغان وبايدن على هامش قمة الأمم المتحدة بعد التنسيق الذي جرى بينهما مؤخرا بالملف الأفغاني.
وأوضح أن عدم حدوث اللقاء كشف عن حجم الخلافات بين البلدين والتي ظهرت بوضوح من خلال تصريحات أردوغان الأيام الماضية، مشيرا إلى أن العلاقات التركية الأميركية “تعيش حاليا أسوأ حالاتها في الوقت الراهن.
اقرأ أيضا/ أردوغان يعرب عن أسفه فيما يخص طالبان ويتحدث عن علاقة “غير جيدة” مع أمريكا
ولفت عودة أوغلو إلى انه حتى اللحظة يبدو أن المحاولات التركية لطمأنة الجانب الأميركي بخصوص ملف إس-400 والعلاقة مع روسيا لم تنجح، متوقعا أن الأشهر المقبلة ستشهد تصعيدا كبيرا بين الأميركيين والأتراك في ظل تمسك أنقرة بمنظومة الدفاع الجوي الروسية المتطورة.
بدوره قال الخبير في الشأن التركي سمير صالحة إن ردة فعل أردوغان تقول إن ما دفعه للتصعيد على هذا النحو ضد بايدن أبعد وأهم من قضية أزمة الصواريخ الروسية.
ورجح صالحة أن يكون الطرح الأميركي شرق الفرات ودعم الأكراد المناهضين لأنقرة هناك، هو السبب الرئيس لتوتر العلاقات.
وأوضح أن الرد التركي الحقيقي على واشنطن سيأتي خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي سيعقده أردوغان مع بوتين في سوتشي الروسية إذا حصل على ما يريده هناك.
وتوقع أن يعرض بوتين الكثير من الخطط والاقتراحات على أردوغان، ونتائج المقايضات هي التي ستقلق واشنطن حتما.
وأشار إلى أن ما جرى قد يكون تأكد أنقرة من حدوث تفاهمات أميركية روسية حول سوريا ترضي إسرائيل وتتجاهل إيران وتحمي قسد (قوات سوريا الديمقراطية) عبر إبقاء النظام السوري في العناية الفائقة بانتظار المرحلة الانتقالية، وتكون على حساب تركيا شمالي سوريا وأن عليها قلب الطاولة قبل أن تعلن ساعة الصفر”.
المصدر: تركيا الان+ وكالات