بعد أن انتقدت الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة ترمب صفقة اس 400، واصل بايدن نفس النهج وأقر استبعاد أنقرة من مشروع مقالات اف 35 ولوّح بعقوبات إضافية، ما زاد من حدة التوتر في العلاقة بين تركيا وأمركيا.
وما زاد الطين بلة تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شديدة اللهجة التي انتقدت بشكل مباشر بعض المواقف الأمريكة، الأمر الذي وضع علامات استفهام حول مستقبل العلاقات بين البلدين.
اقرأ أيضا/ وزير الخارجية التركي: لماذا على تركيا الاختيار بين روسيا والولايات المتحدة؟
أما الموضوع الأكثر حساسية والذي أجج الصراع الخفي أكثر هو الدعم الأمريكي المستمر لقوات سوريا الديمقراطية التي تراها أمريكا حليفا محليا موثوقا في مكافحة “داعش” ، في حين تعدُّها أنقرة منظمة انفصالية وواجهة سورية لحزب العمال الكردستاني.
اقرأ أيضا/ العلاقات الأمريكية التركية تعيش أسوأ مراحلها.. أردوغان: أمريكا ستدفع الثمن
وأشار الحاج إلى أن التوترات عادت من جديد بعد تصريحات أردوغان في لقاء مع صحفيين في “البيت التركي” الذي افتتحه مقابل مبنى الأمم المتحدة في نيويورك: إن “أميركا هي من عليها دفع الثمن هنا”، وإنه من غير المتصور أن تفتح تركيا أبوابها وتستقبل لاجئين جدد.
وأوضح الباحث السياسي أنه يمكن ربط تصريحات أردوغان السلبية تجاه الولايات المتحدة بسببين رئيسين. الأول التعبير عن الانزعاج من الإصرار الأميركي على المواقف السابقة وعدم إبداء المرونة في أي من الملفات، رغم ما قدمته أنقرة خلال الفترة السابقة من خطاب وتوجهات ومواقف.
والسبب الثاني هو القمة التي جرت بين أردوغان وبوتين في سوتشي، وبذلك تكون انتقادات أردوغان لإدارة بايدن -وحديثه عن صفقة إضافية محتملة من “إس-400” وإمكانية التفكير -ضمنا- بمقاتلات “سوخوي” كبديل عن مقاتلات “إف-35”- استثمارا تركيا لإنجاح القمة وتمتين العلاقات مع موسكو، خصوصا أنها شهدت مؤخرا تراجعات غير معلنة.
وختم: يبدو أن المساعي التركية لترطيب الأجواء مع واشنطن على مدى الأشهر السابقة قد وصلت لطريق مسدود، وأن أنقرة لا ترغب في الاستمرار بها بلا طائل، وإنما ستحاول إعادة الدفء للعلاقات الفاترة مؤخرا مع روسيا، لتجنب سيناريوهات غير مفضّلة في شمال سوريا.
المصدر: تركيا الان