أكدت تقارير إعلامية مؤخرا أن الدنمارك تسعى لاستغلال الطاقة الخضراء من أجل تعزيز تعاونها التجاري مع تركيا، في الوقت الذي أقر فيه البرلمان التركي اتفاقية باريس للمناخ.
وأوضحت التقارير أن الدنمارك وضعت هدفا طموحا للتنمية الاقتصادية مع تركيا، وذلك من أجل التعاون لرفع حجم التجارة إلى 5 مليارات يورو.
وأشارت إلى أن حجم التجارة بين البلدين لا يتجاوز حاليا حاجز 2 مليار يورو، وسط جهود لتحفيز قطاعات معينة للنهوض بأرقام التبادل التجاري السلعي والخدمي.
وعلى الرغم من صغر مساحتها، يمكن وصف الدنمارك بأنها “قوة عظمى” في مجال طاقة الرياح وتقنيات الطاقة المتجددة الأخرى والابتكار.
اقرأ ايضا/ قرارات الحكومة الدنماركية تهدد حياة اللاجئين في أوروبا
وفي هذا السياق قال السفير الدنماركي لدى أنقرة داني أنان إن الطاقة الخضراء تعد إحدى القطاعات الهامة التي ستساعد على تحقيق ذلك، من خلال تفوق الدنمارك في مجال طاقة الرياح وتصنيع أدواتها، لافتا إلى أن تركيا رائدة في تصنيع ألواح الطاقة الشمسية.
وأضاف السفير في تصريحات له أن الأولوية في التجارة الثنائية بين البلدين، ستركز بشكل أساسي على الطاقة الخضراء، وتقنيات كفاءة الطاقة، والقطاعات الصيدلانية، والمنسوجات، والتدفئة والتبريد، وإدارة مياه الصرف الصحي، موضحا أن هذا القطاع تطور بالفعل في السنوات الأخيرة.
ولفت أنان إلى انه منذ بداية جائحة كورونا في 2020، تسبب الانخفاض الكبير في الطلب العالمي على الطاقة والاستثمارات في مزيد من الاضطراب، أكثر من أي حدث آخر في التاريخ الحديث”.
وأشار إلى أن الوباء تسبب في انخفاض الصادرات الدنماركية إلى تركيا بنحو 12.5 بالمئة كما انخفضت الصادرات التركية إلى الدنمارك 2 بالمئة.
وتوقع السفير مزيدا من التفاعل بعد فترة الوباء، بين رجال الأعمال الأتراك والدنماركيين، سيعزز التجارة إلى الأرقام المنشودة، وسيساعد ذلك زيادة الاستثمارات في كلا البلدين”.
وفي الفترة بين يناير/كانون ثاني ويوليو/تموز الماضيين، قفزت خلالها الصادرات الدنماركية إلى تركيا بنسبة 40 بالمئة بينما ارتفعت الصادرات التركية إلى الدنمارك بنسبة 30 بالمئة.
وأوضح: “تركيا لديها بعض الحوافز مقارنة بالقوى الصناعية الأخرى في جميع أنحاء العالم، مثل قربها الجغرافي من أوروبا، والقوى العاملة الشابة، والبيئة الصديقة للأعمال، ويمكن أن تكون البلاد بديلاً رائعا لقاعدة الإنتاج”.
“تركيا تعد الحل لكل المشاكل اللوجستية التي نواجهها الآن بسبب الوباء العالمي، فهي على بعد حدود واحدة فقط من الأسواق الداخلية في أوروبا.. قرب الشواطئ من تركيا يمكن أن يكون بديلاً موثوقا وقويا”.
وفي سياق منفصل وافقت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي على مشروع قانون يعتبر اتفاقية باريس للمناخ مناسبة للمصادقة عليها.
ووافق أعضاء اللجنة بالإجماع على مشروع القانون في الجلسة التي عقدت الثلاثاء، برئاسة النائب عن حزب العدالة والتنمية عاكف تشاغاطاي قليج.
اقرأ ايضا/ أردوغان: تركيا في مقدمة المكافحين للتغير المناخي
يشار إلى أن تركيا من بين الدول التي أبدت تأييدها لاتفاقية باريس للمناخ عام 2015، إلا أنها لم تطرحها على برلمانها للمصادقة خلال الفترة الماضية، بسبب اعتراضها على الاجحاف الذي كان يطالها فيما يتعلق بموضوع الالتزامات.
ومؤخرا أوضح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الحكومة قررت طرح الاتفاقية على أجندة البرلمان للمصادقة عليها، إثر مستجدات حصلت في الموضوع وتعهدات جرى تقديمها لتركيا.
وسبق أن أكد أن تركيا في مقدمة البلدان المكافحين للتغير المناخي، رغم ضآلة مسؤوليتها التاريخية.
وجاء ذلك من خلال مقطع مصور بعث به إلى “قمة التنوع البيولوجي” التي تم العمل على تنظيمها في إطار فعاليات الدورة الـ 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأشار الرئيس أردوغان إلى أن فيروس كورونا ليس مشكلة صحية فقط، بل هو سبب ايضاً في تدهور النظام البيئي.
وأوضح أن العشر سنوات القادمة ستحدد مصير البشرية، مضيفاً إلى أن هناك حاجة ماسة للحفاظ على التنوع البيولوجي من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف: “رغم ضآلة مسؤوليتنا التاريخية عن التغير المناخي، إلا أننا في طليعة من يكافحه”.
المصدر: تركيا الان