هاجم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسبب تصريحاته الأخيرة المعادية لتركيا، في حين حذر من هجرة جماعية جديدة من إدلب.
وقال المتحدث باسم الحزب عمر جليك إن أي توتر سينجم في محافظة إدلب السورية سيؤدي إلى موجات هجرة ومآسٍ إنسانية جديدة.
وشدد على أن تركيا تولي أهمية كبيرة للحفاظ على السلام والاستقرار بشكل دائم في إدلب (شمال غرب) ومناطق أخرى من سوريا.
اقرأ ايضا/ بعد لقاء بوتين أردوغان.. هل تغير تركيا استراتجيتها العسكرية في إدلب؟
جاءت تلك التصريحات خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش اجتماع هيئة القرار والتنفيذ المركزي للحزب الحاكم في مقره بالعاصمة أنقرة برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأوضح أن إدلب التي يعيش فيها حوالي 4 ملايين شخص في ظروف صعبة للغاية معرضة لأي توتر، ما سيؤدي إلى موجات هجرة ومآسي إنسانية جديدة.
وأشار إلى أن تركيا تواصل متابعة كل التفاصيل حتى لا يحدث ذلك، لافتا إلى أن لقاء الرئيس أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي يوم 29 سبتمبر/أيلول الماضي مهم في هذا الصدد.
وبين ضرورة التوصل الى حل سياسي من أجل ضمان سلام دائم في سوريا، مشيرا إلى أن بلاده تتابع عن كثب وتقيم التقدم المحرز في عمل اللجنة الدستورية السورية.
وفيما يخص التنظيمات الإرهابية في شرق الفرات والدعم المقدم لها من دول مختلفة، شدد على انها موضوع آخر على جدول أعمال بلاده، موضحا أن بلاده تتابع عن كثب انتهاكات وقف إطلاق النار والهجمات على المدنيين في إدلب.
وفي مايو/ أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران، التوصل إلى اتفاق على إقامة “منطقة خفض تصعيد” في إدلب، ضمن اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.
وفي سياق منفصل أكد المتحدث باسم العدالة والتنمية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يهاجم تركيا، “للتهرب من مواجهة إرث بلاده الاستعماري”.
وأوضح جليك أن الجزائر تطالب فرنسا بمواجهة ماضيها الاستعماري، إلا أن ماكرون عوضا عن ذلك يقوم بتوجيه الاتهامات لتركيا من خلال الإشارة للإمبراطورية العثمانية، مشيرا إلى أن تصريحاته لا يمكن أخذها على محمل الجد وينبغي ألا تصدر عن رئيس دولة.
اقرأ ايضا/ أردوغان: حذَّرنا أوروبا وفرنسا من قبل ولكنهم تجاهلوا وسيدفعون الثمن
وتساءل مستغربا: “إذا كنتم ستدلون بتصريح بشأن دولة معينة، لماذا تزجون باسم تركيا وفخامة رئيسنا والدولة العثمانية بهذا الأمر”، مؤكدا أن تصريح ماكرون بأن الشعب الجزائري والدولة الجزائرية يستخدمان “ذاكرة مستأجرة” ينم عن قلة احترام.
وبين جليك أن الشعب الجزائري ذو كرامة ودولته كذلك، وقيام ماكرون بربط مسيرة تحول الجزائر إلى دولة وأمة بالاستعمار الفرنسي “تصريح خاطئ ومسيء للغاية”، مشيرا إلى أن ماكرون يستهدف تركيا وتاريخها ورئيسها (رجب طيب أردوغان) والدولة العثمانية للتهرب من مواجهة الإرث الاستعماري لفرنسا.
ووصف تصريحات ماكرون بالخاطئة للغاية، داعيا إياه لتوخي الحذر أكثر عند الادلاء بتصريحات، وإلا “فإننا سنواصل الرد عليها”.
وكان ماكرون قد اتهم النخبة الحاكمة في الجزائر بـ”تغذية الضغينة تجاه فرنسا”، متسائلا: “هل كان هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟”.
وزعم ماكرون أنه “كان هناك استعمار قبل الاستعمار الفرنسي” للجزائر، في إشارة لفترة الحكم العثماني بين عامي 1514 و1830.
وقال: “أنا مفتون برؤية قدرة تركيا على جعل الناس ينسون تماما الدور الذي لعبته في الجزائر، والهيمنة التي مارستها، وشرح أن الفرنسيين هم المستعمرون الوحيدون، وهو أمر يصدقه الجزائريون”.
في حين أن المؤرخون يؤكدون على أن التواجد العثماني في البلاد كان عبارة عن حماية طلبها السكان ضد الاحتلال الإيطالي والإسباني في عدة مدن ساحلية.
المصدر: تركيا الان