بعد لقاء أردوغان وبوتين.. من يتحمل مسؤولية الانتهاكات في إدلب؟

على الرغم من اللقاء الذي جمع بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في سوتشي الروسية إلى أن القصف لا يزال مستمرا في إدلب شمالي سوريا، في حين يؤكد كل طرف من الأطراف أنه يؤدي التزاماته المنوطة به.

فتركيا أكدت عبر وزارة الدفاع قبل ايام أنها تواصل الالتزام بالمسؤوليات المترتبة عليها في إطار التفاهمات المعنية بهدف ضمان الأمن والاستقرار وإدامة وقف إطلاق النار في إدلب.

وروسيا عبر وزارة خارجيتها أعربت عن قلقها لما أسمته “استمرار التهديد الإرهابي” في إدلب، مشيرا إلى أنه يتزايد في بعض الأماكن.

وأكدت أنها تنفذ بشكل كامل الاتفاقيات التي وقعها الرئيسان التركي والروسي، مشددة على ضرورة عزل الإرهابيين.

اقرأ أيضا/ العدالة والتنمية يهاجم الرئيس الفرنسي ويحذِّر من هجرة جديدة من إدلب

وفي هذا السياق يقول المحلل السياسي التركي سيدات أرغين في حديث له إن الهجمات الجوية المنفذة على إدلب تضع الجميع في حالة حيرة، حول من الدولة التي تفي بالتزاماتها، تركيا أم روسيا.

وأضاف أن الميدان ونصوص الاتفاقيات هما الحكم وسنجد الجواب من خلالهما، مشيرا إلى أن الجانبين يتصرفان على أنهما نفذا البنود الموقعة في الاتفاقيات.

وفي 2018 وقع الرئيسان مذكرة تفاهم حول إدلب حيث أعلن أنها “منطقة خفض التصعيد”، ونص الاتفاق على أن روسيا ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان تجنب تنفيذ عمليات عسكرية وهجمات على إدلب، والإبقاء على الوضع القائم.

وأوضح المحلل السياسي أن الهدف الرئيس من الاتفاق آنذاك هو الحفاظ على حالة عدم الصراع في إدلب، بحيث تتعهد روسيا بحسب الاتفاق بلجم نظام الأسد من أجل الامتثال لوقف إطلاق النار.

ولفت إلى أن الاتفاق ينص على  إعادة حركة المرور على الطريقين السريعين “أم4” و”أم5″، بحلول نهاية عام 2018، مشيرا الى أن مسؤولية ذلك كان يقع على عاتق القوات التركية حيث إن تلكما المنطقتين في ذلك الوقت تخضعان لسيطرة المعارضة السورية.

لكن الطريق “أم5” والذي يربط بين دمشق وحلب شمالا وجنوبا، أصبح تحت سيطرة النظام بعد الاشتباكات أواخر عام 2019 وبدايات عام 2020، فيما لا يزال الطريق الدولي “أم4” الرابط بين حلب واللاذقية يخضع لمنطقة المعارضة حيث تتواجد القوات التركية بقوة عسكرية كبيرة.

وشدد أرغين على أنه كان يتعين على روسيا الحفاظ على الالتزام بوقف إطلاق النار، وقد تصرفت وفق ذلك لفترة طويلة بعد اتفاق 5 آذار/ مارس 2020، لكنها كثفت من هجماتها الجوية منذ تموز/ يوليو الماضي.

اقرأ أيضا/ بعد لقاء بوتين أردوغان.. هل تغير تركيا استراتجيتها العسكرية في إدلب؟

وأوضح أنه بحلول الأسبوع الأخير من أيلول/ سبتمبر كانت الهجمات التي شنتها خلال عام 2021 تقترب من 450 هجمة، وأكمل النظام السوري هذه الحملة الروسية بشن قصف مدفعي وهجمات صاروخية.

وعقب لقاء القمة بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أواخر الشهر الماضي، توقع الكثير من المحللين أن تغير تركيا الإسترايجية العسكرية في إدلب وخاصة التي تتعلق بالنقاط العسكرية للجيش|، في ظل القصف المتواصل من النظام السوري وداعميه.

وفي هذا السياق خرجت وزارة الدفاع التركية في مؤتمر صحفي كشفت فيه رؤيتها المتعلقة بالنقاط العسكرية في إدلب السورية، أكدت فيه التزامها بكل الالتزامات والتفاهمات التي وقعتها فيما يخص الوجود العسكري هناك.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته الرائد في مستشارية الإعلام والعلاقات العامة بوزارة الدفاع التركية بينار قره في العاصمة التركية أنقرة.

وأوضحت قره في بيانها أن وجود الجيش التركي في إدلب جاء عقب تفاهمات مع الأطراف المعنية بهدف ضمان الأمن والاستقرار وإدامة وقف إطلاق النار في إدلب، مشيرة إلى أن الوزارة لا تنوي إجراء أي تغيير بشأن نقاط المراقبة التركية وأنشطتها في إدلب.

جاءت تلك التصريحات بعد ورود أنباء ميدانسة بوجود أعمال عسكرية ميدانية يجريها الجيش التركي في إدلب.

المصدر: تركيا الان

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.