الناظر إلى العلاقات التركية الخارجية يلاحظ الاهتمام المتزايد لقارة إفريقيا ففي الآونة الأخيرة مهدت تركيا لبسط علاقاتها الاقتصادية مع الدول الأفريقية من خلال إنشاء العديد من المجالس الاقتصادية في إطار ثنائي.
كما يلاحظ أيضا بلوغ هذه المجالس نحو 31 مجلسا مع 31 دولة، في حين تصل الخطوط الجوية التركية إلى نحو 48 جهة في 31 دولة أفريقية.
وتعد الوساطة بين السودان وإثيوبيا التي أعلنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد قبل أيام إلى تركيا خطوة على طريق تمتين العلاقات بين تركيا ودول قارة إفريقيا بشكل عام.
اقرأ أيضا/ السودان وإثيوبيا.. ما سر الاهتمام التركي المتصاعد تجاه دول إفريقيا؟
هذه الوساطة ليست وليدة اليوم، وليست أولى العلاقات بين تركيا وقارة إفريقيا وإنما امتدادًا لإستراتيجية العلاقات الاقتصادية التي وضعتها في عام 2003، ومهدت تركيا لتلك الإستراتيجية من خلال توسيع رقعة تمثيلها الدبلوماسي في أفريقيا، فارتفع عدد سفاراتها بأفريقيا من 12 سفارة فقط عام 2003 إلى نحو 39 سفارة الآن.
ولإكمال هذه المهمة يعتزم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إجراء جولة إفريقية تشمل 3 بلدان.
وذكرت التقارير أن الدول التي يعتزم أردوغان زيارتها هي أنغولا ونيجيريا وجمهورية توغو، وستبدأ الجولة الأحد المقبل الموافق 17 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وتستمر 4 أيام.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس نظيره الأنغولي جواو لورنسو، وسيناقش الجانبان سبل تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين البلدين، ورفع حجم التبادل التجاري إلى 500 مليون دولار.
في حين أن أردوغان سيعقد في المحطة الثانية للجولة لقاءً مع نظيره النيجيري محمد بخاري، إلى جانب مشاركته في اجتماع منتدى الأعمال التركي النيجيري.
كما أوضحت التقارير أنه سيتم توقيع 3 اتفاقيات في مجالات مختلفة خلال الزيارة لنيجيريا التي ستشهد أيضًا مباحثات حول مكافحة تنظيم “غولن” في البلد الإفريقي.
أما في توغو فسيلتقي أردوغان بنظيره فور اسوزيمنا جناسينجبي، ليناقشا سبل تعزيز التبادل التجاري الذي بلغ 150 مليون دولار، نهاية العام الماضي.
وفي وقت سابق حدد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الموعد الرسمي لعقد القمة الثالثة للشراكة التركية الإفريقية، في الوقت التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي.
فقد قال الوزير مولود تشاووش أوغلو خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، في أنقرة: “من المقرر أن نعقد القمة الثالثة للشراكة التركية الإفريقية، يومي 17 و18 ديسمبر/ كانون الأول القادم.
اقرأ أيضا/ رئيس المفوضية الإفريقية يرحب بالتعاون والشراكة مع تركيا
وأوضح أوغلو أن العلاقات بين تركيا ودول القارة الإفريقية في تطور مستمر في المجالات كلها، لافتا إلى أن بلاده تؤمن بمبدأ أنه يجب على الأفارقة إيجاد حلول مشاكل قارتهم بأنفسهم.
وأضاف: ” سنبقى مستمرين في مواصلة دعم جهود التنمية في إفريقيا، وتطوير العلاقات التجارية والثقافية والإنسانية”، مشيرا الى ارتفاع عدد السفارات التركية من 12 عام 2002، ليبلغ 43 الوقت الحالي.
وأوضح أنه في القريب العاجل سنرفع عدد السفارات إلى 44 عندما نفتتح سفارة في غينيا بيساو، مبينا أن تركيا تهدف إلى افتتاح 49 سفارة من أصل 54 بلدا إفريقيا.
كما اشار تشاووش أوغلو إلى أن حجم التجارة بين تركيا وعموم القارة الإفريقية بلغ بنهاية 2020 حوالي 25.4 مليار دولار، بعدما كان 5.4 مليارات فقط عام 2003، لافتا إلى أن انعقاد قمة الشراكة التركية الإفريقية الأولى كان في عام 2008، والثانية في 2014.
وشدد على أن “رئيس مفوضية الاتحاد أبلغنا خبرا سعيدا اليوم، وهو أنه يمكن عقد القمة الثالثة يومي 17 و18 ديسمبر”، مردفا إلى أن إسطنبول ستستضيف يومي 21 و22 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل النسخة الثالثة من منتدى الأعمال التركي الإفريقي.
وتعقيبا على تكليف “نجلاء بودن” بتشكيل الحكومة التونسية، قال تشاووش أوغلو إن تونس دولة شقيقة، وعلاقاتها الثنائية مع تركيا كانت جيدة على الدوام، مشيرا إلى ان بلاده تتابع الوضع في تونس عن كثب.
واكد أن إحلال السلام والاستقرار في تونس، مهم لعموم دول المنطقة والقارة الإفريقية، معبرا عن امتنانه جراء تكليف أول سيدة في تونس والعالم العربي بتشكيل الحكومة، “ونرجو أن تساهم الحكومة الجديدة في إحلال الاستقرار والرفاه بالبلاد”.
في حين جدد تاكيده على استعداد تركيا لتقديم شتى أنواع الدعم لعملية التنمية في تونس الشقيقة.
المصدر: تركيا الان