ذكرت وسائل الإعلام أن أمريكا أبرمت اتفاقًا ثنائيا مع اليونان على مستوى الدفاع، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقة بين اليونان وتركيا توترات شديدة.
وأوضحت التقارير أن الاتفاق الموقع بين الطرفين يسمح للقوات الأمريكية بالتدريب والعمل في قواعد إضافية خارج قواعدها الحالية في اليونان.
واعتبر المحللون والمتابعون للشأن التركي أن هذه الاتفاقية تحديثا لاتفاقية الدفاع المشترك القائمة ودعم كبير ضد تركيا التي تعد حليفا إستراتيجيا لأمريكا.
ولفتت التقارير إلى أن الاتفاق الأمريكي الجديد مع اليونان يأتي في الوقت الذي صادق فيها برلمانها على اتفاق دفاعي كبير مع فرنسا، تبلغ قيمته ثلاثة مليارات يورو يتضمن شراء ثلاث فرقاطات.
اقرأ أيضا/ الخارجية التركية: أمريكا تدعم الإرهاب في سوريا وعليها التخلي عن سياستها الخاطئة
وتتهم تركيا أطرافا أوروبية بالوقوف وراء التصعيد بينها وبين اليونان. كما أن الصحف اليونانية تروج لحرب بشكل غير مفهوم، وفق المتابعين.
وفي هذا الشأن أوضح الباحث التركي بنيامين آيغون في حديث له أن البلدين الأكثر استفادة من اليونان هما فرنسا والولايات المتحدة.
ولفت أن تركيا تواجه الآن أخطر أزمة منذ عام 1974، في حين أن اليونان تصرفت خلافا لاتفاق باريس لعام 1947، حيث حولت حوالي 20 جزيرة إلى قواعد عسكرية.
واشار آيغون إلى أنه رغم التحذيرات التركية فإن اليونان تواصل التسلح وتبرم الصفقات، موضحا أن ميزانيتها خصصت منها 40 بالمئة للدفاع والتسلح، رغم الأزمات الاقتصادية والمديونية.
وفيما يخص فرنسا أكد الباحث أنها تحاول أن تصبح قوة في البحر الأبيض المتوسط، وبدأت تشعر بالذعر مع زيادة القوات التركية أسطولها البحري في السنوات الأخيرة،مستخدمة اليونان لبيع الأسلحة واستفزاز تركيا.
وأضاف أن أمريكا تعمل على ضبط تركيا من خلال اليونان، في الوقت الذي تدعم فيه إنشاء دولة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في الشمال السوري، موضحا أنها تحاول إلهاء تركيا في قضايا البحر المتوسط وبحر إيجة مع اليونان، وتخطط لإقامة دولة كردية في الساحة الخلفية لتركيا في سوريا.
وختم بأن الحملة الأمريكية الأوروبية هدفها الأساسي حشر تركيا في الزاوية وإجبارها على تصحيح موقفها أو مسارها.
اقرأ أيضا/ تركيا: اليونان تصعّد ضدنا بلا جدوى.. وهذا هو الحل الوحيد لكل التحديات العالمية
وفي وقت سابق قالت تركيا إن الولايات المتحدة الأمريكية تتعمد إخفاء الحقيقة، داعية إياها إلى التخلي عن سياساتها الخاطئة وخاصة بشأن الأوضاع في سوريا.
صدرت تلك التصريحات عن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو تعليقا على قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن، تمديد حالة الطوارئ بشأن سوريا، وتوجيهه انتقادات إلى أنقرة.
وأضاف الوزير التركي خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الفنزويلي فيليكس بلاسينسيا، في أنقرة أن البيان الذي تلاه الرئيس الأمريكي عبارة عن عبارات نسخ لصق.
وبين تشاووش أوغلو أن الجمل والفقرات التي ترددها الإدارة الأمركية التي وردت بشان حالة الطوارئ هي جمل مكررة وهي منافية للحقيقة.
وشدد على أن واشنطن لا تقول الحقيقة عند إرسال خطاب إلى الكونغرس أو تقديم معلومات للشعب الأمريكي، مؤكدا أنها تقدم دعما كبيرا لتنظيم “ي ب ك” الإرهابي”.
واشار أوغلو إلى أن هذا الدعم الذي تقدمه أمريكا للإرهابيين في سوريا يشكل جريمة بموجب القانون الأمريكي.
وجدد تأكيده على أن الجيش الوحيد في العالم الذي قاتل ضد داعش وجها لوجه هو الجيش التركي، مبينا أن بلاده تعلم جيدا الغرض من وجود أمريكا في سوريا وهو بالتأكيد ليس مكافحة داعش.
وسبق أن أكد وزير دفاع تركيا خلوصي أكار أن التصريحات اليونانية الاستفزازية بلا أي قيمة ولا جدوى، في الوقت الذي شدد فيه وزير خارجيتها مولود تشاووش أوغلو على أن الدبلوماسية المبدئية والإنسانية هي السبيل الوحيد لمعالجة التحديات العالمية.
فقد استنكر أكار الخطابات والأفعال العدوانية الصادرة عن اليونان تجاه بلاده، مشدد على أنها محاولات بلا جدوى لتحقيق التفوق على تركيا.
وأوضح أن تصريحات كبار السياسيين في اليونان غير منطقية، ولا تتوافق مع القانون الدولي وعلاقات حسن الجوار.
المصدر: تركيا الان