أكد معهد التمويل الدولي أن أزمة الليرة التركية الحالية مؤقتة، في الوقت الذي بدأت تتعافى فيه مقابل الدولار الأمريكي بعد أن هدأت الأزمة الدبلوماسية الأخيرة المتمثلة في التهديد بطرد السفراء العشرة.
ووفق التدوالات الأخيرة، فقد ارتفعت الليرة أكثر من 0.7 في المئة عقب تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة التي اعتبرت تهدئة دبلوماسية.
ووصل سعر صرف الليرة مقابل الدولار 9.57 بعد أن كان صباح اليوم قد وصل إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق عند 9.85.
اقرأ أيضا/ الليرة التركية تتهاوى إلى مستوى قياسي جديد
وفي هذا السياق قال كبير الاقتصاديين في معهد التمويل الدولي روبن بروكس إن سعر صرف الليرة الحالي لن يخلق أزمة اقتصادية جديدة في تركيا.
وأكد بروكس أن هذه الأزمة أقل بكثير من الأزمة التي اجتاحت تركيا عام 2018، مؤكدا أن تركيا قادرة على اجتيازها كما اجتازت تلك الفترة.
وأوضح أن قطاعي المال والشركات في البلاد في وضع جيد يسمح لهما أن يجتازا هذه الأزمة بنجاح.
ودعا المتابعين ورجال الأعمال إلى عدم الالتفات الى توقعات البعض التي تقول إن الوضع الحالي فيما يخص الليرة التركية والدولار سيستمر إلى ما لا نهاية، مؤكدا أنها التحليلات جميعها غير منطقية.
وفي وقت سابق من اليوم تراجعت أمريكا عن بيان المطالبة عن الإفراج عن عثمان كافالا، بعد أن لوّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بطرد عشرة سفراء دفعة واحدة ، على رأسهم السفير الأمريكي.
ووفق الرئاسة التركية، فقد رحب الرئيس أردوغان ببيان السفارة الأمريكية الذي قالت فيه: “نؤكد مراعاتنا المادة 41 من اتفاقية فيينا التي تنص على عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول المضيفة.
جاء بيان السفارة في تغريدة نشر على حسابه على تويتر، وسرعان ما أعادت نشره كل كندا وفنلندا والدنمارك وهولندا والسويد والنرويج ونيوزلندا.
وفي مضمون البيان فقد تراجعت تلك السفارات عن عن موقفها حول المدعو عثمان كافالا، المحبوس بتهمة الضلوع في محاولة الانقلاب عام 2016.
وتنص اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية على احترام الدبلوماسيين والسفراء قوانين الدولة المعتمدين لديها.
ولم يقتصر إعادة التغريد على الدول الموقعة على البيان بل أعادت دول أخرى تغريد بيان السفارة الامريكية، معربين عن مشاطرتها الرأي ذاته.
اقرأ أيضا/ اردوغان يكشف عن الجهة التى تسعى الى نشر الفوضى والدمار الاقتصادي في تركيا
وفي آخر تصريح له أكد الرئيس أردوغان أن بلاده ستواصل الرد بالشكل المناسب على السفراء الذين يتجاوزون حدودهم طالما لم يقروا بخطئهم.
وأوضح أن تدخل السفراء بواقعة كافالا “يعد إساءة كبيرة لقضاتنا ومدعينا العامين ومحامينا وكافة أعضاء جهازنا القضائي”.
وقال أردوغان: “بصفتي رئيسا للبلاد، من واجبي قبل أي شخص آخر الرد على هذا الازدراء (بيان السفراء) الذي استهدف السلطة القضائية المستقلة لدينا”.
وأضاف: “لا يمكننا أن نتسامح مع تدخل مجموعة من السفراء في نظامنا القضائي الذي لا تستطيع حتى أجهزتنا التشريعية والتنفيذية التدخل فيه بموجب الدستور”.
ومضى قائلا: “سنواصل الرد بالشكل المناسب على هؤلاء الذين يفسرون كالعادة لباقة تركيا على أنها ضعف، طالما لم يقروا بخطئهم”.
ولفت أردوغان إلى أن السفارات العشرة أصدرت اليوم بيانا جديدا يعد بمثابة تراجع عن الافتراءات تجاه تركيا وقضائها.
وقبل أيام أصدر أردوغان تعليمات إلى وزير الخارجية، لإعلان السفراء العشرة أشخاصا غير مرغوب فيهم بأسرع وقت.
وقال وقتها : “يجب على هؤلاء السفراء معرفة تركيا وفهمها وإلا فعليهم مغادرة بلادنا”.
وعقب القرار سجلت الليرة التركية مستوى قياسيًا جديدًا بعدما هبطت أكثر من 1 في المئة مقابل الدولار الأمريكي.
ووفق التعاملات المالية الآسيوية المبكرة، فقد وصل سعر صرف الليرة لأول مرة في تاريخها إلى 9.8 مقابل الدولار.
المصدر: تركيا الان