مع تجاوز تركيا المرحلة الحرجة في التعامل مع فيروس كورونا، أطلقت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان سلسلة تحفيزات مهمة لتطوير السياحة العلاجية في البلاد.
وذكرت التقارير أن الحكومة أدارت الأزمة باقتدار عالٍ، وعملت على إزالة كثير من الإجراءات المتعلقة بالسفر ومنع التجمع، وفتح المرافق الترفيهية والتاريخية والطبيعية أمام الزائرين.
وأوضحت أنه في الآونة الأخيرة شهدت البلاد انتعاشا كبيرا في قطاعات الجذب السياحي، وعادت الأنشطة والفعاليات الدولية المرتبطة بالسياحة إلى جميع الولايات التركية على رأسها أسطنبول.
وأشارت إلى أن الكثير من المراكز الطبية والمشافي استأنفت أنشطتها في دعوة المرضى والراغبين في العلاج لزيارة البلاد.
اقرأ أيضا/ تركيا الوجهة الأفضل لـ”السياحة الحلال” وخاصة للنساء.. ماذا تعرف عنها؟
وفي أكتوبر الجاري أصدرت الحكومة التركية قرارا بتسهيل شروط الحصول على التأشيرة الطبية عبر تخفيف متطلباتها من الراغبين بالقدوم إلى البلاد لأغراض السياحة العلاجية.
فقد صرح وزير الصحة التركي ياووز سليم قيران أن بلاده تعمل على الاستفادة من النمو العالمي المتسارع لقطاع السياحة العلاجية العالمي.
واضاف أن إحصاءات متعددة إلى أن متوسط حجمه يبلغ قرابة 439 مليار دولار، مشيرا إلى أن عدد المسافرين من أنحاء العالم في رحلة البحث عن العلاج بلغ نحو 50 مليون سائح سنويا ينفق كل منهم ما يراوح بين 3 آلاف و6 آلاف دولار في المتوسط العام.
متابعون وخبراء رأوا أن هذه القرارات من شأنها أن تزيد من نشاط هذا القطاع السياحي والتعويض عن الخسائر التي تكبدها خلال شهور الإغلاق بسبب وباء كورونا.
وأوضحوا أن قطاع السياحة الطبية واحدا من أسرع القطاعات الاقتصادية نموا في تركيا، إذ سجل نموا بمقدار 25% في السنوات الخمس الأخيرة لتبلغ قيمته 3 مليارات دولار في عام 2019 قبل انتشار الجائحة.
وتوقعوا أن يحلّ في صدارة القطاعات المختلفة من حيث نسبة النمو في السنوات الخمس القادمة، وذلك بعد أن كان مقتصرا في البداية على بعض العمليات التجميلية مثل زراعة الشعر، لكن الحكومة ركزت جهودها عليه مع تطور الطب في البلاد.
وارتفع حجم الزيارات من 75 ألف زائر في عام 2007 إلى 700 ألف زيارة علاجية في عام 2017، في حين تخطط الحكومة لرفع عائداته السنوية إلى 10 مليارات دولار.
وفي هذا السياق يقول خالد دياربكرلي، مالك ومدير شركة “Avem” السياحية في إسطنبول إن هناك مجموعة من الإجراءات أقرت حديثا مثل تخصيص المستشفى الموجود في مطار أتاتورك للسياحة العلاجية بعد انتهاء جائحة كورونا، وتنظيم المراكز التي كانت تعمل في هذا المجال ومتابعتها.
وأوضح أن حكومة بلاده كثفت برامجها التشجيعية لحث الشركات السياحية على زيادة العمل بهذا القطاع،مشيرا إلى أن هذا الأمر أدى إلى ارتفاع تقييم مكانة تركيا وسمعتها في السياحة العلاجية، إذ برز عدد من المراكز والأطباء المشهورين عالميا.