لا تزال قضية قبض السلطات التركية على شبكة للموساد الإسرائيلي في الفترة الأخيرة, حديث الكثير من وسائل الإعلام العالمية.
وبرزت تقارير صحفية في الساعات الأخيرة, تؤكد وجود تعاون أمني فلسطيني تركي في هذا الملف المهم.
وبحسب صحيفة “الأخبار” اللبنانية, فإن فصائل المقاومة الفلسطينية قدّمت معلومات أمنية للسلطات التركية, ساهمت في الكشف عن شبكة للموساد الإسرائيلي.
وتؤكد “الأخبار”, وفقا لمصادرها الأمنية الخاصة, أن المعلومات التي وصلت تركيا من طرف المقاومة الفلسطينية, لعبت دورا في إحباط مخططات الموساد الإسرائيلي.
كما أسهمت في القبض على أفراد الخلية بالكامل المتهمين بالتجسس لمصلحة إسرائيل.
تجنيد بدور خفي
وتشير الصحيفة اللبنانية المشهورة, إلى أن أغلب أفراد الشبكة لم يكونوا على علم بعملهم مع الموساد الإسرائيلي.
وتم تجنيد بعض الأشخاص تحت مسميات تعمل لمصلحة الاتحاد الأوروبي, وفقا لمصادر الصحيفة.
كما أن ذريعة عملهم هي دراسة أوضاع الفلسطينيين في تركيا, بهدف مساعدتهم ماديا.
ولكنها شددت على أن البعض الآخر, كانوا على تواصل مباشر مع الموساد, بل ونفذوا العديد من المهام الاستخباراتية الدقيقة لمصلحتها.
استغلال الحاجة
وتبيّن الصحيفة اللبنانية, أن ما سهّل عمل الموساد الإسرائيلي مع الشبكة, هو استغلال الأخيرة الأوضاع المادية الصعبة للفلسطينيين في تركيا.
ويعاني بعض الطلبة والمقيمين الفلسطينيين في تركيا من تواضع في أمورهم المادية والمعيشية.
هذا الأمر دفع الموساد الإسرائيلي للاستفادة منهم بطرق غير مباشرة, عبر جمع معلومات تخص المقربين من المقاومة والقيادات.
أما آخرين, فقد كلّفهم جهاز الموساد الإسرائيلي بجمع معلومات دقيقة عن التطور التقني في تركيا عبر الأبحاث العلمية.
عام كامل
وفي وقت سابق, كشفت التقارير التركية, أن شبكة الموساد تتكون من 15 شخصا.
وبيّنت التقارير, فإن الأفراد منظمين في خلايا من ثلاثة أشخاص تنشط بهدف التجسس في تركيا.
واستغرق تفكيك الشبكة حوالي عام كامل, قبل أن يتم الكشف عن كافة الأسرار المتعلقة بها.
وجاءت عملية القبض على الشبكة, خلال مهمة سرية تم تنفيذها في السابع من أكتوبر الحالي, بعد رصد ومتابعة دقيقة لكافة عناصرها.
وأشارت التقارير إلى أنه تم استجواب جميع العملاء، وجميعهم من أصل عربي, وبعد إنهاء المخابرات التركية من استجوابهم فإنه سيتم تعميق التحقيق بشكل أكبر وإعداد لوائح اتهام ضدهم.
كما أن إحدى الخلايا كانت على تواصل مباشر مع الموساد الإسرائيلي, وعقدت اجتماعات عدة معهم.
رؤية مشتركة
وتأتي المعلومات التي تشير إلى التعاون الفلسطيني التركي في هذا الملف, بعد ساعات من بيان الخارجية التركي, بخصوص بناء وحدات استيطانية جديدة في الضفة.
وأكدت وزارة الخارجية التركية في بيان صحفي, رفضها المطلق لبناء وحدات استيطانية جديدة.
إقرأ أيضا: تركيا تعلق على الخطة الاستيطانية الجديدة في الضفة
وكان المجلس الأعلى للتخطيط الإسرائيلي قد وافق مؤخرا على بناء 3100 منزل جديد في مختلف المستوطنات الإسرائيلية.
كما بيّنت أن إسرائيل تحاول منع أنشطة حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة على طريقتها الخاصة.
ويدلل بيان الخارجية التركية على مدى العلاقة القوية بين فلسطين وتركيا, خاصة فيما يتعلق برؤتهم المشتركة حول رفض الوحدات الاستيطانية.