صدمت تركيا الصين في مجلس الأمن على لسان مبعوثها الدائم فريدون سينيرلي أوغلو، في الوقت الذي لا تزال الصين تمارس أبشع الجرئم بحق الأويغور.
وقال أوغلو في كلمة له في الجلسة الخاصة حول التطورات في سوريا: إن تركيا لا يمكن أن تأخذ دروسا في حقوق الإنسان ممن يقوم بانتهاكها، في إشارة إلى إلى الصين وانتهاكاتها ضد أتراك الأويغور.
جاءت هذه التصريحات ردا على تهامات وجهها نائب المندوب الصيني جينغ شوانغ إلى تركيا، في شمال سوريا، واتهمها بارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة، معتبرا أنها المسؤولة عن تناقص منسوب المياه في نهر الفرات وانقطاع المياه في محطة العلوك.
اقرأ أيضا/ وثائق مسربة تكشف انتهاكات الصين بحق الأويغور في معسكرات الاعتقال
كما زعم أنها تحتل مناطق شمال شرق سوريا، وجاءه الرد القوي بأن الصين آخر من يتحدث عن حقوق الإنسان.
وأضاف المندوب التركي أن تقرير الأمم المتحدة تضمن سبب المشكلة في محطة العلوك، لافتا أن النظام السوري وتنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” يستغلان هذا الملف لخدمة نواياهما السيئة.
كما لفت إلى أن “ي ب ك/ بي كا كا” يشكل خطرا كبيرا على الأمن والاستقرار بالمنطقة، ويستهدف المدنيين وتركيا، فقبل نحو أسبوعين شن هجوما في عفرين اسفر عن مقتل 6 مدنيين.
وشاركت تركيا مع 42 دولة الأسبوع الماضي في إصدار بيان مشترك يدين انتهاكات الحكومة الصينية الواسعة النطاق لحقوق الإنسان ضد أقلية أتراك الأويغور المسلمة في إقليم شينجيانغ (تركستان الشرقية).
وفي الآونة الأخيرة زادت التصريحات التركية الأخيرة حول إمكانية شن الجيش التركي عملية عسكرية في شمال سوريا ، ما يوحي بأن العملية قد اقتربت.
وكان من أهم التصريحات تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن صبر بلاده قد نفد، وذلك تعقيبا على الهجمات الإرهابية التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية على الجنود الأتراك والجيش الوطني السوري.
وخلال الشهرين الماضيين تم رصد أكثر من 122 عملية اعتداء، آخرها هجمات لقسد سقط نتيجتها شرطيان تركيان في إعزاز.
وصرح وزير الخارجية التركي بأن الولايات المتحدة وروسيا لم تفيا بتعهداتهما في شمال سوريا بعد عملية نبع السلام، فيما يخص إبعاد مسلحي قسد عن الحدود التركية.
وأشار إلى روسيا وأمريكا “يتحملان مسؤولية الاعتداءات” على القوات التركية، ومؤكدا على أن بلاده “ستقوم بكل ما يلزم” لوقفها.
اقرأ أيضا/ العملية العسكرية التركية في شمال سوريا قد تكون نهاية العلاقة مع روسيا
وتعقيبا على هذه التصريحات يقول الكاتب والباحث في الشأن التركي إن لها 3 احتمالات كلها واردة، الأول هو أن تركيا اتخذت قرارها واستعدت لعملية عسكرية، وأنها باتت قرب قوسين أو أدنى من الهجوم.
وهذا الاحتمال يدعمه زيادة الاعتداءات والاستهدافات دون أن يكون هناك جهد حقيقي من موسكو أو واشنطن لمنعها، فضلا عن الحرج الذي تسببه للحكومة التركية داخليا، ومنعا لمزيد من الخسائر مستقبلا.
أما الاحتمال الثالث فإن التصريحات جاءت في سياق رفع سقف خطابها وتأكيد لجهوزيتها الميدانية، وهذا الاحتمال يدعمه التخوف من اتفاق ما بين روسيا وأمريكا تقول بعض التقارير إنه بات وشيكا وتخشى أنقرة من أن يكون شاملا وعلى حسابها في بعض بنوده، وفق الكاتب.
وأوضح أن لقاء وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في قبل أيام مع قائد أركان الجيش وقادة القوات البرية والبحرية والجوية هو رسالة واضحة في هذا الاتجاه، مشيرا الى أنه رسالة بالجاهزية للعملية، ما يمكن أن يدفع الأطراف الأخرى لإعادة حساباتها.
وشدد الكاتب على أنه إذا اتجهت تركيا نحو إطلاق عمليتها المتوعدة في سوريا، فإن المرجح أن تكون عملية محدودة السقف، محددة الأهداف، قصيرة المدة.
وتوقع الحاج أن المستهدف منها سيكون إلزام موسكو وواشنطن بالتفاهمات السابقة أو إبرام تفاهمات إضافية معهما بنفس الاتجاه، في حين لا تبدو فرص عملية واسعة ومتدحرجة على نسق درع الفرات وغصن الزيتون كبيرة في الوقت الراهن ووفق معطياته.
المصدر: تركيا الان