بعد أن صادق البرلمان التركي على مذكرة لتمديد تفويض الحكومة لإرسال قوات لإجراء عمليات عسكرية في سوريا والعراق مدة عامين، أثارت تصريحات غريبة في أوساط المعارضة وخاصة لزعيم الحزب الجمهوري كليتشدار أوغلو بأنه رفض التصويت لها لأنها تعتبر خيانة.
وتعد هذه أول مرة يرفض فيها حزب الشعب الجمهوري التصويت لصالح المذكر، في حين صوت أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم، وحليفه الحركة القومية، بالإضافة إلى حزب “الجيد” المعارض لصالح المذكرة.
وحسب المصادر فإن موقف الحزب الجمهوري جاء دون تنسيق مع حزب الجيد حليفه في المعارضة، وجاء منسجما مع طموحات حزب الشعوب الديمقراطي الكردي.
وأوضحت المصادر فإن حزب الشعوب كان قد ابتز حلف المعارضة واشترط عليها التصويت ضد المذكرة لبقائه في التحالف، ما أثار موجة من السخط في أوساط حزب الجيد الذي يبدي حساسية تجاه الحزب الكردي.
وفي تصريحات سابقة، ألمح حزب الشعوب الديمقراطي الكردي إلى انفصاله عن تحالف المعارضة بسبب عدم تلبية متطلباته.
بدوره قال كليتشدار أوغلو، إنه “إذا صوتُّ بـ”نعم” لصالح المذكرة الرئاسية فقد أخون الجمهورية”، زاعما أن المذكرة الرئاسية تتضمن بند “وجود قوات أجنبية في تركيا”، متساءلا “من هذه القوات التي سيتم نشرها في تركيا؟”.
اقرأ أيضا/ اغتيالات سياسية قبيل الانتخابات الرئاسية في تركيا.. ما الذي تقصده المعارضة؟
وفي هذا السياق يقول الكاتب التركي عبد القادر سيلفي في مقال له: إن التصويت بـ”لا” هز حزب الشعب الجمهوري، الذي يجد صعوبة في تفسير موقفه، بالإضافة إلى كلمة “الخيانة” التي أطلقها كليتشدار أوغلو.
وتساءل الكاتب هل كان حزب الشعب يخون الجمهورية عندما كان يصوت سابقا لصالح القرار؟ كما أن حزب الجيد صوت لصالح المذكرة.. هل خان شريكه الجمهورية؟ وفي هذه الحالة هل يتحالف مع حزب خان الجمهورية؟”.
وأكد أن موقف حزب الجيد تجاه المذكرة كان صائبا، متسائلا: “من كان سيسيطر على الأماكن التي يخليها الجنود الأتراك في العراق وسوريا، إذا لم يتم قبول المذكرة؟.. حزب العمال الكردستاني أم تنظيم الدولة؟”.
وتابع، بأن موقف “الشعب الجمهوري” أسعد منظمة العمال الكردستاني التي اعتبرت أن التصويت بـ”لا” يأتي لصالحها، وهذا يعد مشكلة بحذ ذاته.
ورأى الكاتب التركي، أن موقف حزب الشعب الجمهوري منح ورقة رابحة لحزب الحركة القومية الذي هاجم زعيمه بهتشلي، كليتشدار أوغلو مخاطبا إياه بالقول: “لقد أحرقت نفسك، وأحرقت حزبك”.
اقرأ أيضا/المعارضة التركية تخسر الانتخابات قبل إجرائها.. 3نقاط ضعف تهز تحالفها
قررت النيابة العامة في تركيا فتح تحقيق جاد بخصوص مزاعم ادعتها احزاب المعارضة التركية حول اختمالية حدوث عمليات اغتيال سياسية في البلاد قبيل الانتخابات عام 2023.
وقبل أيام اثار زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو جدلا عاما في تركيا بتصريحات ابدى تخوفه فيها من احتمالية عودة الجرائم السياسية التي نشطت في البلاد سابقا.
وادعى كليجدار أوغلو أن الرئيس أردوغان سيسعى جاهدا وبكل الطرق للبقاء في السلطة”، معبرا عن قلقه من حدوث عمليات اغتيال سياسية.
وتقود المعارضة في تركيا حملة مضادة للحزب الحاكم وتحالف الجمهور الذي يقوده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وذلك تحضيرا للانتخابات المقبلة.
وتحاول المعارضة إثارة مشاكل وقضايا عديدة في وجه القيادة التركية منها “المشكلة الكردية” و”الاقتصاد” وغيرها.
وتوالت التصريحات من المعارضة التركية بتصريحات مشابهة لأوغلو، فقد قال كوراي آيدن نائب رئيسة حزب “الجيد” المعارض في تصريح له: “لقد سمعنا أيضا أن اغتيالات سياسية قد تحدث بالبلاد”.
أما رئيس حزب الديمقراطية والتقدم التركي، علي باباجان، فقال إن القلق الذي أبداه كليتشدار أوغلو مبرر.
وأوضح أن البلاد شهدت الكثير من العنف السياسي في الفترة الماضية طالت اعتداءات على صحفيين ومسؤولين كبار في الأحزاب السياسية.
المصدر: تركيا الان