أثبت الفلسطينيون أصالتهم, إثر موقف فريد جسدته عائلة العالول بشأن أمانة وضعها ضابط تركي لديها قبل أكثر من 100 عام.
وذكرت تقارير صحفية فلسطينية, أن عائلة العالول من نابلس أعادت أمانة وضعها ضابط تركي لديهم, خلال مشاركته في الحرب العالمية الأولى.
حفل خاص
وجرى حفل خاص لتسليم الأمانة من عائلة العالول إلى السفير التركي في القدس, أحمد رضا ديمير.
وقال ديمير خلال كلمته في الحفل الذي جرى بمحافظة نابلس شمال الضفة المحتلة, إن موقف العائلة يجسّد حقيقة أخلاق الشعب الفلسطيني.
وبيّن أنه سعيد بالتواجد في مدينة نابلس, والمشاركة في هذا الحدث الفريد, وفقا لتعبيره.
وأضاف: “استلام الأمانة بعد مرور أكثر من 100 عام, يدلل على أن العائلة حافظت عليها”.
وأوضح أن الشعبين التركي والفلسطيني “أخوة”, خاصة فيما يتعلق بمسألة الدفاع عن القضية الفلسطينية.
وتمنى السفير التركي في ختام كلمته, نهاية معاناة الفلسطينيين من الاحتلال.
كما عبّر عن آماله في تحقق السلام في المستقبل القريب.
الحرب العالمية
من جانبه, أكد راغب حلمي العالول, الذي كانت الأمانة موجوده عنده, إن جده ووالده حافظا عليها طوال تلك السنوات.
وبيّن أنها وديعة وضعها جندي تركي عام 1914 لدى جده “عمر العالول”, دون أن يعرف اسمه.
وأوضح أن الجندي كان يعرف شقيق جده “مطيع العالول”, الذي كان يتواجد في الجيش العثماني, خلال الحرب العالمية الأولى.
وعقب اندلاع الحرب, أعطى الجندي الأمانة لمطيع العالول, الذي بدوره وضعها مع شقيقه “عمر”, ثم ذهبا للمشاركة في القتال, هكذا يؤكد راغب.
كما بيّن أن الأمانة لم يُكتب عليها اسم الضابط العثماني.
وشدد على أن الأخبار انقطعت مع شقيق جده “مطيع” والجندي, عقب ذهابهم للحرب.
وسبق تسليم الأمانة, اتصالات رسمية فلسطينية, لضمان تسليط الضوء على الموقف الرائع لعائلة العالول.
وتمنى راغب العالول أن يتم وضع الأمانة في إحدى المتاحف “التركية”, مع الإشارة لدور عائلته في تسليمها.
قيمتها حاليا
وبحسب العالول, فإن الأمانة تحتوي على 152 ليرة عثمانية قديمة, موجودة في قطعة قماش.
وتعادل قيمة النقود في وقتنا الحالي حوالي 30 ألف دولار أمريكي, وفقا لتقديرات مؤخرين وخبراء أتراك في هذا المجال.
ولعل ما يفسر وجود جندي تركي في الأراضي الفلسطينية, كون الأخيرة كانت خاضعة للحكم العثماني خلال الفترة من عام 1516-1917.
وانتهى حكم العثمانيين لفلسطين عام 1917, بعد هزيمتهم أمام بريطانيا, خلال الحرب العالمية الأولى.
تركيا وفلسطين
يأتي تسليم الأمانة, بعد مرور أقل من 48 ساعة على لقاء فلسطيني تركي في “أنقرة”.
وزار وفد من حركة “حماس” السفارة الفلسطينية في “أنقرة”, للحديث عن المستجدات المتعلقة بقضية فلسطين.
وأكد الوفد الزائر, أن الدور التركي مهم في القضية الفلسطينية, على صعيد الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة.
إقرأ أيضا: ماذا دار بين وفد حماس والسفير الفلسطيني في تركيا؟
كما تطرق وفد حماس في اللقاء, للحديث عن العدوان الإسرائيلي المتكرر على الشعب الفلسطيني.
بالإضافة لمناقشة قضية الأسرى الذين يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي.