تحيي تركيا في الخامس عشر من نوفمبر تشرين الثاني من كل عام ذكرى أليمة حصلت قبل 77 عامًا، وذلك حين نفت قوات الاتحاد السوفييتي أتراك أهيسكا من ديارهم في عام 1944.
وفي هذا الصدد قال فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي: ” لا يزال الألم في الأفئدة مثل اليوم الأول بعد 77 عاماً، ولم ولن ننسى أتراك “أهيسكا” الذين جرى نزعهم من وطنهم الأم بكل قسوة ونفيهم في 14 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1944″.
ومثله نشر رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوبدب حين قال: “أتذكر بالرحمة أشقاءنا الذين فقدوا أرواحهم، هذه وصمة سوداء في سجل التاريخ”، مستذكرا النفي الذي تعرض له أتراك “أهيسكا”.
اقرأ أيضا/ أردوغان: هذا الفعل يشجع أعداء الإسلام.. ولن ننس أتراك أهيسكا
وأوضحت الوزارة في بيانها أن أتراك “أهيسكا” ينتشرون اليوم في 9 دول ويبلغ عددهم حوالي 500 ألف، مشيرة إلى أنهم حافظوا طوال هذه الفترة على هويتهم التركية، رغم المصاعب كافة التي واجهتهم، وأورثوها إلى الأجيال التالية.
وشددت الوزارة على أنها ستواصل عن كثب بعد اليوم أيضاً مساعي عودة أتراك “أهيسكا” إلى وطنهم الأم، وتقديم جميع أشكال الدعم لهم، لافتة إلى أنها تشاركهم مآسيهم في ذكرى نفيهم وسط ظروف صعبة للغاية، دون تمييز بين نساء وأطفال وشيوخ.
كما استذكرت بالرحمة والتقدير كافة الضحايا الذين سقطوا خلال تهجيرهم من ديارهم قبل 77 عاماً.
وأعادت تركيا 72 عائلة من أتراك “أهيسكا” إلى منطقة “أخلاط” التابعة لولاية بيتليس، عام 2016 بتعليمات من الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأتراك أهيسكا، كانوا يقيمون في منطقة تحمل اسمهم جنوب غربي جورجيا، ويبلغ تعدادهم أكثر من نصف مليون نسمة، إلا أن الحكومة السوفييتية نفتهم، في 14 أكتوبر/تشرين الثاني 1944، إلى قرغيزيا وكازاخستان وأوزبكستان وأذربيجان وأوكرانيا وسيبيريا.
واستقر عدد كبير من أتراك أهيسكا، في منطقة وادي فرغانة بأوزبكستان، إلا أن حوالي 100 ألف منهم اضطروا إلى ترك المنطقة، بعد اضطرابات بينهم وبين الأوزبك عام 1989، وهاجروا إلى أذربيجان وكازاخستان وقرغيزستان وروسيا وأوكرانيا.
ويقدر عدد أتراك “أهيسكا”، الذين يعيشون خارج موطنهم الأصلي بـ500 ألف، يعيش منهم 20 ألفاً في الولايات المتحدة الأمريكية.
اقرأ ايضا/ وزير الخارجي التركي: سنمنح الجنسية للأهيسكا المقيمين بالولايات المتحدة
وفي وقت سابق قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: “أولئك الذين ألقوا محاضرات على تركيا عن الديمقراطية والقانون طرحوا السجادة الحمراء للديكتاتوريين والإرهابيين الذين قتلوا عشرات الآلاف من الناس”.
وتشير التقارير إلى أن ما يقرب من 550،000 من أتراك أهيسكا يعيشون خارج منازلهم، وقال أردوغان إن المشاريع القادمة ستمكن موسيقى أهيسكا والفولكلور والثقافة والفن من الوصول إلى المزيد من الناس.
وقال إنه لا ينبغي السماح لأعمال أتراك أهيسكا الأوربية بالتلاشي.
وأضاف أردوغان: “يجب أن نكافح لحماية تراثنا التاريخي المشترك ونقله إلى الأجيال القادمة من خلال أعمال الترميم”، مضيفًا أن كل قطعة يتم نفيها وتدميرها تأخذ أيضًا جزءًا من الذاكرة.
وقال الرئيس التركي إن الإدارة السوفيتية أرسلت أتراك أهيسكا- دون تمييز بين النساء أو المسنين أو الأطفال- إلى معسكرات العمل.
وأضاف “في هذه المعسكرات، كان الآلاف من إخواننا وأخواتنا في أهيسكا ضحايا البرد والمعاملة اللاإنسانية”.
كما تحدث خلال اللقاء زيتين الدين كاسانوف، رئيس الاتحاد العالمي لأتراك أهيسكا، وقال إنه تم نفي حوالي 100000 تركي من أهيسكا إلى مناطق في آسيا الوسطى، وتم تجنيد ما يقرب من 40.000 آخرين في الخدمات العسكرية السوفيتية.
وقال كاسانوف إن ما يقرب من 17000 من أتراك أهيسكا الذين تم إرسالهم إلى مناطق الحرب لم يتمكنوا من العودة أبدًا.
وأضاف “لقد ذبحونا لكن الحمد لله أننا لم ننس لغتنا وديننا وتقاليدنا”.
المصدر: تركيا الان