أوقفت الليرة التركية نزيفها بعد جلسات من الهبوط، في وقت هدأت فيه الأسواق من خفض الفائدة، نهاية الأسبوع الماضي.
ووصل سعر صرف الليرة التركية إلى 11.17 مقابل الدولار الأمريكي، ليتراجع من مستوى 11.32 شهدته الجمعة الماضية.
وتعيش الليرة التركية أسوأ أداء لها على الإطلاق في ثامن جلسة من الهبوط القياسي على التوالي.
الليرة التركية
وفقدت الليرة، منذ بداية العام الجاري، أكثر من نصف قيمتها، بما يعادل 51.5%، إذ استهلت تعاملات بداية 2021 عند
مستوى 7.37 ليرات للدولار، قبل أن تهبط تدريجا.
وتزايدت وتيرة التراجع بالأسابيع الأخيرة، في ضوء مخاوف متزايدة لدى المتعاملين بشأن التدخل السياسي في السياسة النقدية،
بعد ضغوط الرئيس أردوغان المتكررة على البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة، فضلا عن إجراء تغييرات سريعة في قيادة
البنك.
والجمعة الماضية، خفّض البنك المركزي سعر الفائدة بنسبة 1%، لتصل إلى 15% رغم بقاء التضخم قرب 20%.
كما وخفّض المركزي التركي، سعر الفائدة بواقع 2% في أكتوبر الماضي.
ويهدف أردوغان من خفض أسعار الفائدة إلى خفض تكاليف الأعمال التجارية بهدف تحفيز النمو.
ووضعت هذه السياسات الاقتصاد التركي على مسار تحقيق نمو اقتصادي بنسبة 10% هذا العام، لكنها في المقابل رفعت معدل التضخم السنوي.
ضغوط إضافية!
وترزح الليرة تحت وطأة ضغوط إضافية من جراء مخاوف من رفع مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي معدلات الفائدة بأسرع من المتوقع للتصدي لارتفاع التضخم في الولايات المتحدة.
الخطوة السابقة ستجعل حيازة الدولار أكثر جاذبية، ويدفع الاستثمارات إلى الهرب من الأسواق الناشئة، ومنها تركيا.
ولكن الرئيس التركي، كان قد أكد في حديث تلفزيوني مؤخرا، أن المؤشرات الرائدة في الاقتصاد تدل على استمرار منحى النمو.
وأشار إلى أن الاقتصاد التركي نما بنسبة 1.8%، بفضل الإجراءات الحكومية، لتكون تركيا ثاني أكبر دولة، بعد الصين، حققت نمواً إيجابياً خلال عام كورونا.
وتظهر البيانات الرسمية تراجع نسبة البطالة في تركيا لتصل إلى 11.7% في الربع الثالث من العام الجاري في مؤشر على الانتعاش الاقتصادي، فضلاً عن تحقيق الصادرات قفزات كبيرة وتحسن السياحة بشكل لافت.