أبرمت تركيا اتفاقًا مهمًا مع فلسطين يهدف إلى تشجيع المستثمرين ورجال الأعمال الأتراك والمسلمين للاستثمار في الأراضي الفلسطينية وخاصة تقديم كل أشكال الدعم لتعزيز صمود المقدسيين.
وقالت تقارير إعلامية أن هذا الاتفاق جاء خلال اجتماع وزير التجارة التركي محمد موش ونظيره الفلسطيني خالد العسيلي على هامش اجتماع الدورة الـ37 للدول الأعضاء في اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي “كومسيك” في إسطنبول.
وأوضحت التقارير أن الجانبين اتفقا على ضرورة زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، ومساعدة الحكومة الفلسطينية في الانفكاك التدريجي عن الاقتصاد الإسرائيلي.
ولفتت إلى أن الاتفاق تضمن توفير المنتجات والسلع التي لا يتوفر لها بديل وطني، كما أعرب الوزير التركي عن استعداد بلاده “لزيادة حجم التجارة بين البلدين، وتقديم الدعم الفني في مجال حماية الملكية الفكرية”.
بدوره ثمن الوزير الفلسطيني عن شكره وتقديره لمواقف تركيا، رئيسًا وحكومةً وشعبًا، ودعمها المستمر للقضية الفلسطينية في مختلف المجالات، وخص بالتحديد قرار تركيا بزيادة حصة التمور الفلسطينية المعفاة من الجمارك إلى السوق التركية، من ألف طن إلى 3 آلاف طن سنويا.
والأربعاء، بحث العسيلي مع فؤاد اوقطاي، نائب الرئيس التركي، مستجدات العمل في إنشاء المنطقة الصناعية، والمتوقع أن تبدأ باستقبال المستثمرين خلال عام 2022.
وتعتبر تركيا ثاني أكبر شريك تجاري لفلسطين بعد إسرائيل، بحجم تجارة يقترب من 700 مليون دولار، بحسب أرقام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
إقرأ أيضا: تركيا تساند فلسطين بعد غرق قارب يحمل لاجئين
استغل وزير الاقتصاد الفلسطيني, خالد العسيلي, اجتماع الدورة الـ37 للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي “كومسيك”, للحديث عن أبرز المستجدات في منطقة جنين الصناعية بالضفة المحتلة.
وتستضيف مدينة “إسطنبول” التركية خلال الفترة الحالية, مجريات اجتماع منظمة “الكومسيك”.
وقال العسيلي في كلمة ألقاها في الاجتماع, إن تطوير منطقة جنين الصناعية, وسيلة مهمة لتركيا للأجل جذب الاستثمارات.
وأضاف: “نرجو من الجمهورية التركية الإسراع في عملية تطوير المنطقة (…), هذا الأمر سينعكس بالإيجاب على الاستثمارات في العام القادم”.
كما توقع الوزير الفلسطيني, أن يساهم مشروع تطوير منطقة جنين, في إنعاش وجذب الاستثمارات التركية والفلسطينية.
ويرى أن ذلك الأمر سيمهد لإنشاء المصانع في المنطقة خلال منتصف العام القادم.
وعبّر عن امتنانه للجمهورية التركية على دورها الكبير في تطوير البنية التحتية الفلسطينية.
كما أشاد بقرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان, بعد اعتماده المنطقة الصناعية الحرة في جنين لتكون الأولى التي تتبناها الجمهورية خارج حدودها السياسة.
وجاء القرار وفقا لمرسوم رئاسي صدر في شهر مارس من العام الحالي.
وتمنى أن يتواصل سير العمل في المنطقة بالشكل المطلوب, لضمان تحقيق النتائج المرجوة في أقرب وقت, وفقا للمخطط الزمني المتوقع.
ودعا لضرورة الإسراع في الكشف عن تفاصيل عطاء تطوير البنية التحتية الداخلية للمنطقة.
من جانبها, شددت الحكومة التركية على ضرورة إنجاز الترتيبات المخطط لها في منطقة جنين الصناعية.
وأكدت أنها أوعزت بضرورة العمل بجد لإنجاز المطلوب في المنطقة الصناعية بأقرب وقت.
إقرأ أيضا: الرئيس أردوغان يبعث برسالة مهمة إلى نظيره الفلسطيني.. هذا مفادها
ورحبّت بالوفد الفلسطيني الذي تواجد في الاجتماع, ويتقدمهم السفير الفلسطيني لدى “أنقرة”, فائد مصطفى, ومديرة العلاقات الدولية في وزارة الاقتصاد, سها عوض الله.
كما تواجد في الاجتماع, المستشارة الاقتصادية والتجارية في السفارة الفلسطينية رنا أبو صيبعة, والمدير بوزارة الاقتصاد إسراء ملحم.
وتجمع فلسطين وتركيا علاقات تعاون تاريخية, بجانب المشاريع الخيرية التي دعمتها الجمهورية في الأراضي الفلسطينية.
ففي وقت سابق من الأسبوع الماضي, بعث أردوغان, برقية تهنئة إلى نظيره الفلسطيني محمود عباس بمناسبة “عيد الاستقلال”.
وقال أردوغان لعباس في البرقية, إن الجمهورية التركية ستبقى الداعم الأكبر لبلاده.
وشدد على أن تركيا ستبقى حريصة على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة, وعاصمتها القدس.
المصدر: تركيا الان