طالبت تركيا الاتحاد الأوروبي بتحمل مسؤولياته والوفاء بالتزاماتها الإنسانية الخاصة بملف أزمة الهجرة، في الوقت الذي انتقدت فيه سياسة اليونان التي تنتهجها تجاه المهاجرين في بحر إيجة.
وقال رئيس مجلس النواب التركي مصطفى شنطوب في تصريحات له على هامش مشاركته في الدورة 143 للجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي: في ظل هذه الأزمة الإنسانية، أود أن أذكّر أوروبا أنها تتحمل مسؤولية الضمير والإنسانية تجاه الشعوب الذين استعمروهم سابقا”.
اقرأ أيضا/ وزير الهجرة اليوناني في أنقرة.. الرئاسة التركية: لا يمكن لأوروبا بناء مستقبل بهذه الطريقة
وأضاف شنطوب في تصريحاته أن موقف بلاده من أزمة المهاجرين الراهنة على الحدود البيلاروسية البولندية، لقي الإشادة والتقدير من قِبل ألمانيا وبعض دول الاتحاد البرلماني الدولي.
وأشار رئيس البرلمان إلى أن لدى تركيا سياسة واضحة في سبيل تذليل الصعوبات والمشاكل التي قد يواجهها المهاجرون.
وأبدى شنطوب اندهاشه من انشغال بعض السياسيين في الاتحاد الأوروبي بمواضيع جانبية لا تتعلق بالمشكلة (الهجرة)، في الوقت الذي يواجه فيه العالم مشكلة جدية وساخنة.
وشدد على أن أزمة الهجرة تفاقمت نتيجة ما فعله جزء من أوروبا والولايات المتحدة في دول مثل أفغانستان وسوريا وليبيا والعراق.
وأوضح أن واشنطن وبعض العواصم الأوروبية تتحمل المسؤولية الأكبر على هذا الصعيد، منتقدًا السياسات التي تنتهجها اليونان تجاه المهاجرين في بحر إيجه.
ولفت شنطوب إلى أن التزام أوروبا الصمت حيال الممارسات اليونانية غير الإنسانية وإجبارها المهاجرين على العودة إلى المياه التركية والتسبب في غرق قواربهم، يعد مشكلة إنسانية.
وأكد أن بلاده أرسلت تقارير أعدتها بعض المبادرات المدنية في اليونان، إلى العديد من السلطات العليا في أوروبا حول أوضاع الهجرة في بحر إيجه.
وفي وقت سابق انتقدت الرئاسة التركية سياسة الاتحاد الأوروبي في التعامل مع المجتمعات الإسلامية، في الوقت الذي استقبل فيه وزير الداخلية التركي سليمان صويلو وزير الهجرة اليوناني في أنقرة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن: إنه لا يمكن لأوروبا بناء مستقبل أفضل لها عبر محاربة الإسلام، داعيا إلى حوار فاعل بين المجتمعات الإسلامية والغربية.
جاءت تلك التصريحات في كلمة لقالن خلال لقائه بمجموعة من الأكاديميين الشباب القادمين من دول أوروبية في مكتب الرئاسة بقصر “دولمة باهتشة” في إسطنبول.
وشدد على أنه يتعين على المجتمعات الإسلامية والغربية فهم بعضها وإصغاء كل منها إلى الآخر بشكل أفضل، لافتا إلى أنه لا يمكن لأوروبا أن تصف نفسها بالتعددية بينما تعمل على إقصاء الإسلام.
اقرا أيضا/ بعد قرار أردوغان طرد السفراء العشرة.. أوروبا لم تتعظ بعد
وأكد قالن على ضرورة إنهاء مظاهر تهميش المسلمين، مشيرا إلى أن أوروبا التي تضم أثرى دول العالم، أخفقت في اختبار قضية اللاجئين، سواء السوريون منهم أو الأفغان.
وأوضح ان هذا الموقف غير الإنساني ينم عن مشكلة أخرى أعمق ينبغي التوقف عندها وتحليلها، مشيرا إلى بلاده قدمت درسا للبشرية في ملف اللاجئين من خلال استضافتها قرابة 4 ملايين سوري من منطلق إنساني.
ولفت إلى أنه لولا هذه السياسة التي انتهجتها أنقرة بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، لربما كان عشرات آلاف السوريين الموجودين في تركيا الآن، قد قتلوا إما في بلدهم أو لقوا مصرعهم خلال رحلة اللجوء في البحر المتوسط أو بحر إيجة.
وفي سياق آخر أفادت التقارير الإعلامية أن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو قد التق وزير الهجرة واللجوء اليوناني نوتيس ميتاراكيس في أنقرة.
وقالت التقارير إن الوزيرين اجتمعا في مركز التنسيق المعني بالأمن والحالات الطارئة، مشيرة إلى ان الاجتماع تمحور حول مواضيع الهجرة، ومكافحة الإرهاب، والأمن.
الصدر: تركيا الان