يبدو أن اليونان تراوغ بشأن طبيعة علاقتها مع تركيا, وذلك وفقا لتصريحات وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس.
ففي الساعات الماضي, انتقد دندياس تصرفات تركيا بشأن قبرص, مبينا في ذات الوقت أن بلاده “اليونان” منفحته دوما على الحوار مع حكومة “أنقرة”.
العلاقة مع تركيا
وبحسب تصريحات وزير الخارجية اليوناني أمام لجنة الدفاع الوطني والشؤون الخارجية بالبرلمان, فإن بلاده حريصة على عدم إفساد علاقتها مع تركيا.
لكنه قال: “تركيا تواصل أعمالها الاستفزازية بخصوص قبرص (…), يجب عليها التوقف عن ذلك”.
وفي الوقت نفسه, شدد على أن بلاده منفتحة دوما على الدوام مع تركيا, وفقا للقانون الدولي.
وطالب الوزير اليوناني, الجمهورية التركية, بالهدوء, وعدم القيام بأعمال استفزازية من شأنها أن تزيد الأمور سخونة.
ملفات ومشاكل
ولا يعدّ ملف قبرص الأول الشائك بين الجمهورية التركية واليونان, إذ أن هناك قضايا شائكة أخرى بين الطرفين.
وبخصوص ملف قبرص, فإن حكومة “أنقرة” تعترف باستقلال شمال الجزيرة, عكس اليونان.
وقبل 4 شهور, أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان, أنه مؤيد لقرار تقسيم قبرص.
إقرأ أيضا: تركيا تنتقد اليونان وتطالب أوروبا بتحمُّل مسؤولياتها والوفاء بالتزاماتها الإنسانية
وكانت أنقرة قد اجتاحت شطر قبرص الشمالي عام 1974, بسبب الانقلاب الذي قاده المجلس العسكري المدعوم من “أثينا” لضم الجزيرة إلى اليونان.
كما يبرز ملف الهجرة غير الشرعية بين البلدين خلال السنوات الأخيرة على وجه الخصوص.
ويتبادل البلدان العضوان في حلف شمال الأطلسي “الناتو”, الاتهامات بهذا الملف.
وترى تركيا أن اليونان لا تتعامل بالشكل المطلوب للحد من تدفق المهاجرين إلى أوروبا, فيما ترد اليونان بنفس الوتيرة.
كما أن هناك توتر بين الطرفين, بشأن التنقيب عن الغاز, والحقوق المتنازع عليها شرق البحر المتوسط.
مطالبات
وكانت تركيا, قد طالبت الاتحاد الأوروبي بتحمل مسؤولياته والوفاء بالتزاماته الإنسانية الخاصة بملف أزمة الهجرة.
وفي ذات الوقت, انتقدت سياسة اليونان التي تنتهجها تجاه المهاجرين في بحر إيجة.
وقال رئيس مجلس النواب التركي مصطفى شنطوب في تصريحات له على هامش مشاركته في الدورة 143 للجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي: في ظل هذه الأزمة الإنسانية، أود أن أذكّر أوروبا أنها تتحمل مسؤولية الضمير والإنسانية تجاه الشعوب الذين استعمروهم سابقا”.
وأوضح في تصريحاته, التي ذكرها أواخر نوفمبر الماضي, أن موقف بلاده من أزمة المهاجرين, حظي بتقدير من ألمانيا.
كما أن بعض دول الاتحاد البرلماني الدولي أشادت بموقف تركيا من الهجرة غير النظامية.
ولفت إلى أن لدى تركيا سياسة واضحة في سبيل تذليل الصعوبات والمشاكل التي قد يواجهها المهاجرون.
وعبّر عن استغرابه من انشغال بعض السياسيين في الاتحاد الأوروبي بمواضيع جانبية لا تتعلق بالمشكلة (الهجرة)، في الوقت الذي يواجه فيه العالم مشكلة جدية وساخنة.
وشدد على أن أزمة الهجرة تفاقمت نتيجة ما فعله جزء من أوروبا والولايات المتحدة في دول مثل أفغانستان وسوريا وليبيا والعراق.