يبدو أن الزيارة التاريخية الأخيرة لولي عهد أبو ظبي, الشيخ محمد بن زايد آل نهيان, إلى تركيا, قد فتحت المجال أمام التعاون الثنائي بين البلدين من جديد.
وبحسب التقارير, فإنه جرى توقيع العديد من الاتفاقيات المشتركة بين تركيا والإمارات في مختلف المجالات.
تعاون عسكري
وأوضحت التقارير, أن وفدا عسكريا إماراتيا تواجد في تركيا قبل حوالي يومين.
والتقى الوفد العسكري الإماراتي مع العديد من المسؤولين العسكريين الأتراك.
كما زار الشركة المصنعة للطائرات المسيّرة التركية, وشركات تصنيع عسكرية أخرى، ومنها شركة “أسيلسا”ن.
وتأتي هذه الزيارة, بعدما وقّعت “أنقرة” و”أبو ظبي” اتفاقات بشأن استثمارات بمليارات الدولارات قبل نحو أسبوعين.
وبحسب مسؤول عسكري تركي, فإن الوفد الإماراتي اجتمع مع إدارة الصناعات الدفاعية التركية.
ويبدو أن هذا الاجتماع, يمهد لإمكانية تعاون مرتقب بين البلدين في مجال الصناعات الدفاعية العسكرية.
شركة “أسيلسان”
وفيما يتعلق بشركة “أسيلسان” للصناعات الدفاعية التركية التي زارها الوفد الإمارات, فقد نفت إدارتها التقارير التي تحدثت عن بيعها لمستثمرين أجانب في الخارج.
وكانت الشركة قد تأسست عام 1975 بمبادرة من مؤسسة تعزيز القوات المسلحة التركية.
وجاء هدف إنشاء “أسيلسان”, لتلبية احتياجات الجيش التركي في مجال أجهزة الاتصالات، وتشتهر بصناعة أنظمة وأجهزة إلكترونية لأغراض عسكرية.
وأوضحت إدارة الشركة, أن التقارير التي انتشرت بخصوص بيعها, كاذبة ولا تمت للواقع بصلة.
وقالت: “الشركة تأسست بتبرعات المواطنين الأتراك وتمتلك القوات المسلحة التركية الحصة الأكبر فيها”.
وبيّنت أن لديها كافة الحقوق القانونية للرد على الادعاءات الكاذبة, لا سيما أن الشركة مصدر فخر للشعب التركي.
طبيعة عملها
وفيما يتعلق بطبيعة عمل “أسيلسان”, فهي من الشركات الرائدة بتصميم وإنتاج وتركيب أدوات أنظمة الاتصالات بين القوات البرية والجوية والبحرية.
وتعمل الشركة التركية وفقا للمعايير العسكرية, لضمان الحفاظ على السرية التامة في مجالها.
كما أبدعت الشركة الرائدة في الفترة الأخيرة, بعدما طوّرت نظام استشعار كهروضوئي للاستطلاع والمراقبة والاستهداف.
ويتم تخصيص هذا النظام للمركبات الجوية الغير مأهولة, وجرى ذلك بالتعاون مع شركة “بايكار” المصنعة لمسيرات “بيرقدار” التركية.
كذلك, لعبت الشركة دورا رئيسيا في تطوير نظام الاستشعار الكهروضوئي المسمى (CATS), لأغراض الاستهداف والاستطلاع والمراقبة.
إقرأ أيضا: الإمارات رابعًا.. أمريكا على رأس قائمة المستوردين للصناعات الدفاعية التركية
ويهدف هذا النظام لتلبية احتياجات المنصات الجوية التركية بمختلف أنواعها، ويحل محل الأنظمة الأجنبية التي تخضع لقيود عند الشراء من الخارج.
وبعد تجربة نظام الاستشعار الكهروضوئي في العديد من المرات, تم تصديره إلى 5 دول حتى الآن, ما يدلل على نجاحه التام.
صادرات الصناعات الدفاعية
وفيما يتعلق بصادرات الصناعات الدفاعية والجوية التركية, فقط بلغت رقما قياسيا خلال العام الحالي 2021.
وبحسب مجلس المصدرين الأتراك, فقد أوضح أن الصادرات وصلت لرقم غير مسبوق, رغم تداعيات انتشار فيروس “كورونا”.
إقرأ أيضا: التقارب مع الإمارات: هل تغير تركيا سياستها الخارجية؟
وحتى شهر نوفمبر الماضي وصل حجم الصادرات إلى مليارين و793 مليونًا و974 ألف دولار محققة زيادة بنسبة 39.7% عن الفترة ذاتها من العام الماضي، لتسجل رقمًا قياسيًا لصادرات المنتجات الدفاعية والجوية.
وأشار المجلس إلى أن الاقبال على المنتجات الدفاعية والجوية التركية ازداد في العالم، بعدما أثبتت فاعليتها الكبيرة في الكثير من المجالات.