تطوّرت علاقة تركيا مع دول القارة “السمراء” في الأعوام الأخيرة, وذلك وفقا للخطة التي يتبعها الرئيس رجب طيب أردوغان.
وحرص أردوغان على زيارة أغلب دول إفريقيا في الفترة الماضية, لتعزيز مصالح تركيا مع الأفارقة.
علاقة تاريخية
ولعل ما يؤكد أن خطة الرئيس التركي تسير بالشكل الأمثل, التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد علي بهذا الخصوص.
وقال أبي أحمد علي, بعد لقائه مع أردوغان في “إسطنبول” خلال الساعات الماضية, إن الاجتماع بين الطرفين كان “تاريخيا”.
وبيّن أن العلاقات الثنائية بين تركيا وإثيوبيا “متجذرة” في قوتها ومتانتها.
وأضاف عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “التقى وفدي مع الرئيس التركي أردوغان في لقاء ثنائي على هامش القمة التركية الإفريقية”.
وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي, أن العلاقات التاريخية بين البلدين مبنية على أساس الاحترام المتبادل.
إقرأ أيضا: أردوغان: قلقون من التوتر بين السودان وإثيوبيا
وشدد على أن التعاون الإثيوبي التركي سيستمر على أساس المشاركة البناءة.
وفي نفس السياق, أكد مكتب الرئاسة التركية أن “الرئيس أردوغان استقبل رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد وعدد من قادة وزعماء الدول الإفريقية, على هامش قمة الشراكة التركية الأفريقية الثالثة في إسطنبول”.
وذكر المكتب في بيان صحفي وصل وسائل الإعلام التركية, أن أعمال القمة الثالثة للشراكة (التركية- الإفريقية)، انطلقت خلال الساعات الماضية.
وأوضح أن القمة انطلقت تحت شعار (تعزيز الشراكة من أجل التنمية والازدهار المشترك).
شراء طائرات مسيرة
وفي وقت سابق, أكدت تقارير صحافية بريطانية, أن إثيوبيا تسعى للاستفادة من تحالفها مع تركيا خلال الفترة القادمة.
وبحسب صحيفة “غارديان” البريطانية, فإن إثيوبيا تخطط لشراء الطائرات المسيرة التي تصنعها تركيا.
وأوضحت أن إثيوبيا تمر بفترة حرجة حاليا على صعيد الأمن في البلاد, ما يجعلها في حالة تأهب دائم.
وتمر إثيوبيا في الفترة الحالية بأوضاع صعبة, إذ أن القوات الحكومية تقاتل في حربها “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” وقوى معارضة بجانبها.
وتكسب الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي حاليا الأرض في حربها ضد الجيش الإثيوبي, وعلى مقربة من العاصمة.
ويعني هذا الأمر, أن قوات الحكومة الإثيوبية الحالية, من الممكن أن تخسر قتالها أمام المعارضين.
استغلال الاتفاق
وفي ظل المعطيات الحاصلة في إثيوبيا, بدأت الحكومة بطلب طائرات تركية مسيرة من طراز “بيرقدار تي بي 2”.
ويعدّ هذا النوع من الطائرات من ضمن الأحدث في العالم, ومن المؤكد أنها ستساعد قوات الحكومة ضد جبهة تحرير تيغراي.
وتأمل الدولة الإفريقية استغلال اتفاقها الأخير مع تركيا, لتسهيل شراء الطائرات المسيرة.
وكان رئيس وزراء حكومة إثيوبيا, آبي أحمد علي, قد زار العاصمة التركية “أنقرة” منذ عدة شهور.
وأدت هذه الزيارة لتوقيع اتفاقية تعاون عسكري بين إثيوبيا وتركيا, لكن دون الكشف عن تفاصيل الاتفاقية الخاصة بين البلدين.
وجاءت زيارة آبي أحمد علي لأنقرة, بعد هزيمة القوات الإثيوبية في مدينة “ميكيلي” أمام قوات جبهة تحرير تيغراي.