يحرص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ سنوات, على بناء علاقات قوية مع كافة الدول, بما يضمن تحقيق مصالح بلاده بالدرجة الأولى.
ويتعامل الرئيس التركي مع قضايا بلاده بذكاء واضح, ما يجعله لا يخسر علاقاته مع أحد, الأمر الذي يؤسس لمستقبل واعد للجمهورية.
الاتحاد الأوروبي
ولعل أكبر دليل على الحنكة السياسية للرئيس التركي, تصريحاته الأخيرة بشأن احتمالية انضمام “أنقرة” للاتحاد الأوروبي.
فقد أكد الرئيس التركي في محادثة هاتفية مع المستشار الألماني الجديد أولاف شولتس، على ضرورة بناء علاقات قوية بين “أنقرة” و”بروكسل”.
وذكر أردوغان في بيان صادر عن الرئاسة التركية, أنه من المهم لبلاده حاليا بناء علاقات قوية مع الاتحاد الأوروبي.
ويستند الرئيس التركي في تصريحاته, إلى احتمالية وجود بلاده ضمن التكتل خلال الفترة القادمة.
إقرأ أيضا: الاتفاق الأخضر على رأس مباحثات تركيا والاتحاد الأوروبي
وخلال المكالمة الهاتفية, هنأ أردوغان, شولتس بمهامه الجديدة كمستشار لألمانيا, خلفا لأنجيل ميركل.
كما بحث معه ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بين تركيا وألمانيا.
وعبّر رئيس الجمهورية التركية, عن ثقته بأن الرؤية الاستراتيجية في العلاقات بين تركيا وألمانيا ستستمر خلال الفترة المقبلة.
ولفت إلى أن عملية التواصل المستمرة بين البلدين ستعود بالفائدة عليهما بشكل كبير.
موقف الاتحاد الأوروبي
وقبل حوالي أسبوع, كشف الاتحاد الأوروبي عن موقف جديد بخصوص انضمام تركيا إليه وكذلك التعاون في المجالات ذات الاهتمام بينهما.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان أصدره إثر انتهاء اجتماع لوزراء شؤون الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية “بروكسل”, إنه يرغب بالحفاظ على حوار مفتوح وصادق مع تركيا.
وذكر أن العلاقة بين الطرفين قائمة على التعاون والمنفعة المتبادلة.
وشدد على أن تركيا لا تزال تحافظ على وضعها باعتبارها دولة مرشحة للانضمام للاتحاد.
إقرأ أيضا: موقف جديد من الاتحاد الأوروبي بخصوص عضوية تركيا
وبيّن أن تركيا ستظل رئيسيا في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك.
ولفت إلى أنه مستعد لإقامة علاقة تدريجية مع تركيا في المجالات التي تتضمن منفعة مشتركة مثل الهجرة والصحة والمناخ ومكافحة الإرهاب والقضايا الإقليمية”.
بدوره، أشاد مسؤول بعثة الاتحاد لدى تركيا، السفير نيكولاس ماير-لاندروت, بالخطوات الأخيرة المتخذة في موضوع تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي.
وأوضح لاندروت أن المجلس الأوروبي اتخذ خطوات ملموسة في مارس الماضي, في سبيل إزالة عقبات التجارة بين الاتحاد وتركيا.
وأشار إلى أن الدراسات الفنية مستمرة، واللجنة المشتركة عقدت اجتماعا لبحث تحديث الاتفاقية.
وأعرب لاندروت عن ارتياحه من تصديق تركيا على اتفاق باريس للمناخ.
وأكد أن هذا الأمر جعل الجمهورية التركية على الطريق نفسه مع الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي.
وقال: “اتخذت تركيا العديد من القرارات المتعلقة بالمناخ وأعدت كافة الخطط اللازمة، والاتفاق الأخضر سيخلق مجالا جديدا للتعاون مع الاتحاد الأوروبي”.
وشدد على أهمية الهدف الذي أعلن عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشأن جعل تركيا دولة محايدة للكربون بحلول عام 2053.