يتردد اسم الاقتصادي جميل إرتيم كثيرا في الإعلام التركي، خلال الأيام الأخير، في ظل نجاحه في رسم الخطة الاقتصادية الجديدة.
ويعتبر جميل إرتيم صاحب “النموذج الاقتصادي الجديد” والذي يعتبر نقلة نوعية في الاقتصاد المالي العالمي.
وساعد إرتيم، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخطة “الاستقلال الاقتصادي”، الذي من المستحيل أن يجرى في ظل سياسة مالية قائمة على أسعار الفائدة المرتفعة أو توصيات صندوق النقد الدولي.
جميل إرتيم
وذهبت صحف تركية إلى أن إرتيم صاحب فكرة الإنقاذ الأخيرة، وهو من أشار على الرئيس التركي برمي الحزمة الأخيرة “نقدية ومالية بآن واحد” لتستعيد الليرة التركية نحو 50% من خسائرها خلال الأيام الأخيرة من ديسمبر الماضي.
ويتحسن سعر الصرف من أكثر من 18 ليرة للدولار إلى أقل من 11 ليرة بعد أيام قليلة من الإعلان عن هذه الحزمة، لكن سرعان ما عاودت الهبوط، لكنها تظل في نطاق أفضل من ذي قبل عند 13.2 ليرة للدولار.
ربما ليس اسم إرتيم، المولود في مدينة دوزجة شمالي تركيا، غريبا عن الإعلام الاقتصادي، إذ كتب الكثير من المقالات الاقتصادية في العديد من الصحف التركية، “أكشام”، “ستار”، “نقطة”، “طرف” و”يوم”.
كما عمل محررا للاقتصاد في نشرات تلفزيون “ايه تي في” ليحصل على جائزة أفضل كاتب اقتصادي من جمعية موصياد عام 2011، إلى جانب إصداره العديد من الكتب، منها كتاب “النهر الذي وجد قاعه: الاقتصاد السياسي في عهد أردوغان”، وكتاب “نهايات وبدايات”، وكتاب “النظام العالمي الجديد”.
كبير الاستشاريين
واستفاد جميل إرتيم، الذي درس الاقتصاد والماجستير والدكتوراه في جامعة إسطنبول، من خلفيته الأكاديمية، سواء عبر الدراسة أو التدريس في كلية الاقتصاد.
فنهج، خلال كتاباته الاقتصادية، نهجاً قريباً مما يتبناه الرئيس التركي اليوم، والمتمثل في “تخفيض سعر الفائدة وتقليل الواردات وصولاً إلى نسبة تضخم أقل ونمو أكبر”، فلفت منذ عام 2015 نظر أردوغان، فاستقطبه ليكون كبير المستشارين الاقتصاديين في رئاسة الجمهورية.
كما يشغل جميل إرتيم عضوية مجلس إدارة “بنك وقف” منذ عام 2018، ويستمر بالكتابة في صحف “ديلي صباح” و”ملييت” و”طرف” حتى اليوم، والتي عزا من خلالها أسباب تأزم الليرة إلى “هجوم جبهة فاشية تتكون من الانقلابيين ولوبي الفائدة بهدف التضييق على الرئيس أردوغان”.
كما أورد في صحيفة “طرف” في نوفمبر الماضي، إضافة لمقالات عدة يؤكد خلالها عدائه لسعر الفائدة المرتفع، ما لفت انتباه المسؤولين ومنهم أردوغان، الذي طلب منه خطة حول النهج الذي ينطلق من تخفيض سعر الفائدة.
وقدم بحسب الإعلام التركي عرضاً للرئيس أردوغان بعنوان “النموذج الاقتصادي الجديد: الأسباب والفوائد”، يركز على المشاكل الاقتصادية المزمنة التي واجهتها تركيا، ونجمت عن ارتفاع تكاليف الاقتراض وانخفاض أسعار الصرف.
وركز عرض إرتيم على فكرة الاستقلال الاقتصادي الذي تحدث عنه أردوغان مراراً، إذ من المستحيل برأي إرتيم أن تكون مستقلاً اقتصادياً أثناء تنفيذ سياسة مالية قائمة على أسعار الفائدة المرتفعة أو توصيات صندوق النقد الدولي، لأن سياسة أسعار الفائدة المرتفعة تؤدي إلى حلقة مفرغة من انخفاض الصادرات، وانخفاض العمالة، وارتفاع الواردات، وتفاقم الديون الخارجية، وزيادة الاعتماد على الخارج.
ويرى أن الأمر الذي يتطلب مرة أخرى أسعار فائدة أعلى وأعلى، ما يزيد عجز الموازنة والدين الخارجي، ويفتح الباب على هجمات اقتصادية خارجية جديدة.