ذكرت مصادر إعلامية أن روسيا بدأ في سحب أكثر من 2000 جندي ينضون تحت منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها موسكو من كازخستان، في الوقت الذي أعلنت فيه تركيا إدانتها للعنف في الأراضي الكازخية، في حين شرعت قوات الأمن الكازخية في حملة اعتقالات طالت مئات العناصر الذين شاركوا في الانتخابات.
وقالت المصاد إن أكثر من 2000 جندي من التحالف الذي تقوده روسيا مغادرة كازاخستان بداوا بعد انتشارهم هناك الأسبوع الماضي لمواجهة الاضطرابات في جميع أنحاء البلاد.
وأشارت الدفاع الروسية إلى إن “قوات حفظ السلام الجماعية … بدأت في تجهيز المعدات والعتاد للتحميل في طائرات النقل الجوي للقوات الجوية الروسية والعودة إلى نقاط الانتشار الدائم”.
ودخل هؤلاء الجنود إلى البلاد بطلب من الرئيس الكازاخي، قاسم توكاييف، بعد تصاعد الاحتجاجات التي أشعلها ارتفاع أسعار الوقود، وتدهور مستويات المعيشة والفساد المستشري، والتي تحولت بعد ذلك إلى عنف غير مسبوق أودى بحياة العشرات.
من جهة أخرى أعلنت السلطات الكازاخية أنها اعتقلت 1678 شخصا يوم أمس لمشاركتهم في الاحتجاجات الأسبوع الماضي.
اقرأ ايضا/ كيف تنظر تركيا إلى الأحداث في كازخستان ومع من ستقف؟
واندلعت الاضطرابات احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود في الدولة الواقعة في آسيا الوسطى الغنية بالنفط والغاز ويبلغ عدد سكانها 19 مليون نسمة في الثاني من يناير/ كانون ثاني.
كما اتسعت رقعتها لتشمل جميع أنحاء البلاد، مصحوبة بشعارات سياسية تعكس استياء واسع النطاق من الحكومة الاستبدادية. وتحولت الاحتجاجات خلال الأيام القليلة التالية إلى أعمال عنف أسفرت عن مقتل العشرات المدنيين وعناصر إنفاذ القانون.
غير أنه مع تصاعد الاضطرابات، حاولت السلطات تهدئة المحتجين ووضع حد أقصى لأسعار الوقود لمدة 180 يوما والإطاحة بنور سلطان نزارباييف، الرئيس السابق للبلاد، من منصبه المؤثر كرئيس لمجلس الوزراء ومجلس الأمن القومي.
بدوره عبر تركيا عن إدانتها ل أعمال العنف التي تهدد حياة الناس، وتضر بالنظام العام وتلحق الضرر بالممتلكات في كازاخستان.
وقال البرلمان التركي في بيان ضم أحزاب العدالة والتنمية، والشعب الجمهوري والحركة القومية وإيي ورئيس البرلمان مصطفى شنطوب: إن تركيا تراقب بقلق التطورات الأخير في كازاخستان الشقيقة، مشددًا أن سلام واستقرار كازاخستان مهم بقدر السلام والاستقرار في تركيا.
وأوضح أنه يرحب بهدوء الوضع وعودة الأمور إلى طبيعتها، بفضل تعقل شعب كازاخستان والموقف الحكيم للإدارة هناك، ودعا بالرحمة لمن فقدوا حياتهم في الأحداث، معربا عن تعازيه لأقرباء الضحايا، وتمنى الشفاء للمصابين.
واضاف: “ندين أعمال العنف التي تهدد حياة الناس، وتضر بالنظام العام وتلحق الضرر بالممتلكات، وندعم أجندة الحكومة الكازاخية لزيادة رفاهية الشعب”، مشيرًا إلى أن تركيا ستواصل تقديم جميع أنواع الدعم لسلام واستقرار كازاخستان التي يحمل أهمية من أجل المنطقة.
اقرأ أيضا/ أردوغان يجري اتصالًا هاتفيًا برئيس كازاخستان لبحث تطورات البلاد
وفي وقت سابق ذكرت وزارة الخارجية التركية أن الوزير مولود تشاووش أوغلو يسعى لحل مشكلة كازخستان من خلال اتصالاته بنظرائه الروسي سيرغي لافروف والأذربيجاني جيهون بيرموف.
وقالت الوزارة في بيان لها إن تشاووش أوغلو بحث مع نظيره الروسي ، العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية، والمستجدات في كازخستان.
وأشارت إلى أن الجانبين بحثا العلاقات الثنائية واجتماع مجلس الناتو – روسيا (سيعقد في 12 يناير) إلى جانب المستجدات في كازاخستان والبوسنة والهرسك والقوقاز.
ومن جانب آخر تباحث أوغلو، مع نظيره الأذربيجاني جيهون بيرموف، الخميس، التطورات الأخيرة في كازاخستان.
وأوضحت ان الجانبين أجريا المباحثات عبر الهاتف وأجريا نقاشا حول الحلول المقترحة للخروج من الأزمة التي وقعت فيها البلاد.
وبداية الأسبوع انطلقت احتجاجات في كازاخستان على زيادة أسعار الغاز المسال، تخللتها أعمال نهب وشغب في مدينة ألماتي.
والأربعاء، أعلنت الحكومة استقالتها على خلفية الاحتجاجات، تلاها فرض حالة الطوارئ في عموم البلاد، بهدف حفظ الأمن العام، وفق إعلام محلي.
المصدر: تركيا الان