تحدث بروفيسور تركي عن مكاسب عودة العلاقات التركية السعودية، خلال الفترة المقبلة، وفق ما هو متوقع.
وقال البروفيسور التركي نجم الدين أجار: “شهدت الآونة الأخيرة إشارات للتقارب بين تركيا والمملكة العربية السعودية بعد تراجع ملحوظ في العلاقات دام لبضع سنوات”.
وأضاف أجار: “العام الماضي أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالا هاتفيا مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في إطار قمة مجموعة العشرين، وكان الاتصال أول تواصل رفيع المستوى بين البلدين منذ مدة طويلة”.
بروفيسور تركي
ومن المقرر أن يزور أردوغان، السعودية في شهر فبراير المقبل، وهو ما يفتح الطريق لعودة العلاقات بشكل أفضل.
وأدت المشاكل الأمنية الناتجة عن ضعف مظلة الأمن الأمريكية، ورغبة السعودية في تحقيق أهداف رؤيتها لعام 2030، فضلا عن رغبتها في الاضطلاع بدور أكبر في مبادرة الحزام والطريق الصينية، إلى تشجيع السعوديين على رفع مستوى علاقاتهم مع الدول الفاعلة بالمنطقة.
كما وأكد أجار أن العلاقات التركية السعودية كانت تسير على نحو إيجابي إلى حد ما حتى فترة الربيع العربي.
وأدى تبني كلتا الدولتين مواقف مختلفة بخصوص ثورات الربيع العربي إلى تراجع كبير في العلاقات بينهما.
ووفق البروفيسور التركي، فإنه بالنظر إلى الدولتين في يومنا الحالي، نرى أنه لم تطرأ تغيرات مهمة على مواقفهما بخصوص القضايا الإقليمية إلا أننا نلاحظ انخفاض في حدة التوتر ورغبة متبادلة في الارتقاء بمستوى العلاقات”.
أسباب التقارب
وتطرق أجار للحديث عن أبرز العوامل التي شجعت الطرفين على التعاون، ضعف مظلة الأمن الأمريكية، ومبادرة الحزام والطريق الصينية، والمشاكل الاقتصادية، والتنافس الاقتصادي بين الفواعل الإقليمية.
وقال: “منذ الحرب العالمية الثانية وحتى العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين كانت الولايات المتحدة أكبر داعم لأمن الخليج وضامن استقرار أنظمته ووحدة أراضيه”.
وأشار إلى أنه: “في البداية لم تكن الرياض تواجه صعوبة في التعامل مع أي تهديدات تواجهها بفضل الضمانات الأمنية الأمريكية، إلا أنها بدأت في الفترة الأخيرة بالبحث عن بدائل تمكنها من التغلب على التهديدات التي تواجهها”.
في حين، أدت مبادرة الحزام والطريق التي أعلنتها الصين عام 2013 والممرات الاقتصادية الناتجة عن المبادرة، إلى تقارب الفاعلين الإقليميين.
وبالطبع، فإن مشاركة تركيا في الممر الأوسط بالمبادرة تؤثر تأثيراً هاماً على مستوى العلاقات مع السعودية.
ففي إطار المشروع يتم إنشاء خط واصل من الخليج إلى أوروبا مروراً بتركيا. وهو خط شبيه بخط سكة حديد برلين-بغداد الذي كان قائماً بالقرن التاسع عشر.
وختم البروفيسور التركي حديثه: “ويجعل هذا الخط تركيا شريكاً مهما للسعودية التي تبدي اهتماماً فائقاً بالمبادرة الصينية. ولعل وجود بدائل لدى تركيا تتمثل في خط إسلام آباد- طهران- إسطنبول، يشجع السعودية أكثر على التعاون الوثيق مع تركيا. إذ أنها ترغب في لعب دور فعال في المبادرة ولا تريد إضاعة الفرصة”.