بثت قناة “بي بي سي عربي” الجمعة، تقريرا يتضمن “تسجيلات صوتية” للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، وبعض
مسؤولي الدولة وأصدقاء له إبان هروبه من تونس في 14 يناير/ كانون الثاني 2011 إثر اندلاع الثورة التي أطاحت به.
تُظهر تسجيلات اللحظة الأخيرة كيف انهارت سلطته وكيف انتهى حكمه الفردي الذي استمر 23 عامًا وما تلاه من ثورات “الربيع العربي”
الديمقراطية في المنطقة.
ووفق التسجيلات قال بن علي في حديث دار بينه وبين رجل الأعمال المعروف المنتج السينمائي طارق عمار، بعد خطابه الشهير
يوم 13 يناير 2014: “لا يفهمون (الشعب) إلا باللهجة العامية (في إشارة إلى إلقائه الخطاب بالعامية)”.
وأجابه بن عمار مشيدًا بالخطاب: “هذا هو ابن الشعب وهذا زين الشعب (يقصد بن علي) وكل المؤسسات الإعلامية الأجنبية
فرانس 24 والعربية شكرتك، العالم معك والشعب معك”.
وورد في التقرير أن بن علي “لم يكن ينوي مغادرة تونس، وأنه فقط كان يتجه لإيصال عائلته إلى وجهة آمنة”.
وأضاف أنه “أثناء مرافقته لعائلته قام بن علي بالاتصال بوزير الدفاع آنذاك رضا قريرة، الذي أخبره أن الوزير الأول محمد الغنوشي قد تولى الحكم”.
فأجابه بن علي، بحسب التسجيلات: “سأعود خلال ساعات قليلة، فيما وعده قريرة بأن وزارة الدفاع ستكون معه إذا ما عاد”.
وأشار التقرير إلى أن “بن علي لم يكن قد علم أن رئيسا مؤقتا حل محله”، وأضاف أنه “أجرى اتصالا آخر مع رجل الأعمال صديقه كمال
لطيف، الذي أخبره بدوره، أن ما قام به الجيش غير كاف وأن الأمور ليست على ما يرام”.
“من ثم قام بن علي بالاتصال برئيس أركان الجيش رشيد عمار الذي نصحه بالتريث”، بحسب التقرير.
ولفت إلى أنه “بعد منتصف تلك الليلة حطت طائرة بن علي وعائلته بمطار جدة بالسعودية، وعادت الطائرة إلى تونس وعلى متنها طاقم الطائرة فقط”.
و”في صبيحة 15 يناير 2011 أجرى بن علي مكالمته الأخيرة مع وزير الدفاع إذ قال الأخير، بحسب التسجيلات، إن هناك فرضية
انقلاب لا ندري من وراءه حتى الآن، وأعتقد أن الخوانجية (في إشارة إلى الإسلاميين) وراءها”.
وأكد الوزير، وفق التسجيلات، أنه “ليس باستطاعتهم تأمينه (بن علي) فالشارع غاضب بطريقة غير عادية”.
فيما قال بن علي حينها: “إذا ما كانت الأمور مستقرة سأعود الآن.. ما الذي قمت به للشارع (الشعب) أنا خدمتهم”.
وأطاحت ثورة شعبية في 2011 بالرئيس التونسي آنذاك، زين العابدين بن علي (1987- 2011)، ما أطلق شرارة احتجاجات في دول عربية أخرى.