قبل أيام، هاجم رئيس الكتلة البرلمانية لنواب حزب الشعب الجمهوري المعارض بتركيا، أوزغور أوزال، دورات حفظ القرآن الكريم، التي أطلقتها رئاسة الشؤون الدينية الرسمية للأطفال من عمر 4-6 أعوام.
ووصف أوزال دورات حفظ القرآن للأطفال بأنها “عقلية القرون الوسطى”، وأضاف: “أنشأوا مدارس ابتدائية دينية، وهم يحاولون مأسسة هذه المدارس لتكون إلزامية”.
وتابع: “بهذه العقلية، لن يحصل الطلاب على درجات مرتفعة في العلوم والفيزياء والرياضيات، حين يذهبون إلى الجامعة، ولا فائدة للجمهورية أو الشعب بالتحول إلى عقلية القرون الوسطى وإضفاء الطابع المؤسسي عليه، كما أن هذه الدروس لا تتوافق مع الدستور”.
وبلغ عدد المساجد المنتشرة في جميع الولايات التركية قرابة 90 ألف مسجد، وبقيت القبلة الأول للطلبة الراغبين في حفظ القرآن وتعلم تفسيره وأحكامه وتعاليمه.
كما بلغ عدد مدارس الأئمة والخطباء التي دخلت على الخط وبدأت تُعنى بتحفيظ القرآن للطلبة الراغبين بجانب تدريسها للمناهج الدراسية سواء العلمية أو الأدبية أو المهنية، والتي وصل عددها خلال العام الدراسي 2022-2021 إلى ألف و673 مدرسة ثانوية يرتادها قرابة 667 ألف طالب وطالبة.
اقرأ أيضا/ أردوغان يرد بقوة على نائب معارض انتقد تحفيظ القرآن للأطفال
وسبق أن أعلن رئيس وقف الديانة التركي عن بدء دورات حفظ القرآن الكريم وجهاً لوجه دون انقطاع في 81 ولاية، بما يعادل 1679 دورة قرآنية وبمشاركة 6 آلاف و839 معلماً ونحو 71 ألفاً و437 طالباً، مشيرا إلى أنه أثناء الشهور الأولى من العام الماضي أكمل 12 ألف طالب حفظهم لكتاب الله وحصلوا على شهادة الحافظ.
أما قادر دينج، المدير العام للخدمات التعليمية داخل مديرية الشؤون الدينية التركية، فأوضح أن تدريب الحافظ يستمر طوال العام في المدارس والدورات النهارية بجانب المدارس الداخلية.
وأشار إلى أن مدة حصول الطلاب على شهادة الحافظ تختلف باختلاف طاقتهم، وقال: “77 ألف و190 من طلابنا يواصلون تدريبهم لإتمام حفظ القـرآن الكريم من خلال برنامج تدريب الحفظ. ويمتد هذا البرنامج على فترة ثلاث سنوات تقريباً، وسنة واحدة من التحضير وسنتين من الحفظ”.
وفي إشارة إلى أن 9 آلاف طفل يذهبون إلى المدرسة ويتلقون تدريباً في دورات القرآن، ذكر دينج إن التدريبات يقدمها مدرسون من الحافظين أيضاً.
ولفت دينج إلى أنهم اتخذوا قراراً بإلزام حفظة القرآن الكريم بتعلم اللغة العربية خلال مراحل إتمامهم الحفظ أوضح أن هذه الخطوة تهدف إلى الإلمام بمعاني القرآن إلى جانب حفظه.
صرح رئيس الشؤون الدينية، علي أرباش، أنه يوجد ما يقرب من 200 ألف حافظ حصلوا على شهادته في جميع أنحاء تركيا، وأن ما يقرب من 80 ألف طالب يواصلون تدريبهم للحصول على شهادة الحافظ خلال دورات حفظ القرآن المنتشرة في عموم البلاد.
اقرأ أيضا/ شلت اليد التي تهين القرآن .. هاشتاق يجتاح مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا
وفي وقت سابق قال رئيس وزراء جمهورية شمال قبرص التركية إنّ بلاده لا تنوي إغلاق مراكز تحفيظ القـرآن الكريم.
ووفق ترجمة “تركيا الآن”، قال رئيس الوزراء إرسان سانير إنّ الحكم القضائي يتعلق فقط بإلغاء الإذن الممنوح لهيئة الشؤون الدينية بفتح دورات لتحفيظ الـقرآن الكريم.
وأضاف “لذلك لا أحد في البلاد لديه أي نية لإغلاق مراكز تحفيظ القرآن. لقد أسيء فهم القضية”.
كما شدد على أنه “لا يمكن أبدًا أن تكون لدينا فكرة لإغلاق مراكز تحفيظ القرآن، لأنه حق دستوري وحاجة اجتماعية لكل مواطن لتلقي التعليم الديني”.
وتابع أن القضية المرفوعة أمام المحكمة الدستورية تتعلق بما إذا كانت هيئة الشؤون الدينية لها سلطة تنظيم دورات لتحفيظ القرآن.
كما أضاف أن “جمهورية شمال قبرص التركية بلد مسلم، ومن غير الوارد إغلاق مراكز تحفيظ القرآن في البلاد”.
المصدر: تركيا الان