تعتبر ولاية أسكي شهير، وسط تركيا، من أشهر المعالم السياحية في تركيا، وملاذا للزوار الذين يجدون الطبيعة الخلابة والطيور الجميلة.
ولعل محمية “باليق دامي” في أسكي شهير، أشهر الأماكن والتي تضم 286 نوعا من الطيور.
ويرتاد محبو الطيور حول العالم، محمية باليق دامي للتمتع بالمناظر الخلابة والتقاط الصور، خصوصا الأيام الجارية مع تساقط الثلوج.
أسكي شهير
وتقع باليق دامي على بعد 25 كيلو مترا جنوب مركز قضاء سيفري حصار بالولاية غربي منطقة الأناضول، ويبلغ ارتفاعها 800 مترًا عن سطح البحر.
وبسبب تجمعات المياه التي تشكلت من فيضانات نهر صقاريا أصبحت المنطقة موطنًا لأنواع مختلفة من الطيور والعديد من الكائنات الحية مثل طائر أبو المغازل، وبلشون القطعان (أبو قردان)، وبلشون الليل والبلشون الأبيض والبلشون الأرجواني والرمادي والبجع الأبيض وطائر الفلامينغو والقرقف والصقور.
ومع تساقط الثلوج اكتست المنطقة بحلة بيضاء غطت البرك الصغيرة والتعرجات المائية والأحراش لتضفي عليها رونقاً إضافياً.
في حين، سجلت المنطقة التي تضم برجاً لمراقبة الطيور، محميةً طبيعيةً من الدرجة الأولى، وتتيح الفرصة لمحبي الطبيعة الاستمتاع بمشاهدة وتصوير هذا الجمال الفريد من نوعه.
بدوره، قال جنغيز تورا، رئيس شعبة البيئة بقسم الأحياء بكلية العلوم في جامعة أسكي شهير التقنية، إن باليق دامي وجهة مفضلة للطيور المهاجرة وهي غنية بالنباتات والحيوانات، وقد أُجريت أولى الدراسات حولها في عام 1996 ونُشرت في مجلة علمية.
وأكد تورا على أن باليق دامي واحدة من القيم الطبيعية المهمة في أسكي شهير، وأن هذا النوع من الأراضي الرطبة يعد أنظمة بيئية طبيعية يجب حمايتها لأنها مصدر تغذية وتكاثر للنباتات والطيور والأسماك، وكذلك الحيوانات الأخرى التي تعيش على الأرض وفي الماء.
كما وأضاف أن الأبحاث العلمية التي أجراها علماء وباحثون مختلفون تؤكد على أهمية الحفاظ على محمية باليق دامي.
وأوضح أن الدراسات المختلفة التي أجريت حول التنوع البيولوجي في المنطقة كشفت عن وجود أكثر من 200 نوع من الطيور المحلية والمهاجرة وعدد كبير من الأسماك وأنواع مختلفة من الحيوانات الفقارية، بالإضافة إلى وجود أنواع مختلفة من النباتات تصل إلى 250 نوعًا.
وأشار إلى أنه بسبب كل هذه المميزات وضعت محمية باليق دامي تحت حماية وزارة الزراعة والغابات ولجنة الحفاظ على الثروات الثقافية والطبيعية في تركيا.
محمية طبيعية
وصرح تورا بأن باليق دامي نظام بيئي حساس للغاية للتأثيرات البيئية السلبية الناتجة عن الأنشطة البشرية المباشرة وغير المباشرة.
وذكر أن بعض الأنشطة الزراعية ورعي الحيوانات وغيرها من أنشطة الصيد الجائر للطيور والأسماك وأعمال الصرف التي كانت تتم في محيط المنطقة، حتى تم إعلانها محمية طبيعية، أثرت سلبًا على نظامها البيئي.
وأضاف أن تغير المناخ بسبب الاحتباس الحراري وعدم انتظام المطر من العوامل المؤثرة تأثيرًا سلبيًا على مثل هذه الأراضي الرطبة وعلى الحياة البرية فيها.