تعوّل تركيا على الصناعات الدفاعية، وتعمل على تطويرها وزيادة الصادرات في هذا القطاع، مع تنامي التحديات الاقتصادية التي تمر بها الجمهورية.
ويركز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الدفع بالصناعات الدفاعية التركية نحو الأمام، في ظل أزمة العملة والتضخم وغير ذلك من المؤشرات السلبية.
وتغطي الصناعات الدفاعية (أس. أس. بي) مساحة كبيرة من مهمتها لتحقيق طموح تركيا في أن تصبح منافسا رئيسيا بين أكبر مصدري الأسلحة في العالم وتحقيق حلم الدخول إلى قائمة العشرة الأوائل في المجال في غضون سنوات.
الصناعات الدفاعية
ويؤكد محللون أن مساعي الحكومة لترسيخ قدرة القطاع ليكون نقطة ارتكاز في الصناعة وزيادة مساهمته في الاقتصاد تبدو كما لو أن صناعة الدفاع المزدهرة تتقدم إلى الأمام، إلا أنها تواجه مجموعة من العقبات التي يمكن أن تبطئ تطورها على المدى الطويل.
ويبرز ذلك من خلال تسريح شركات القطاع لبعض الموظفين جراء الأزمة الصحية ونقل التكنولوجيا رغم أن تركيا تحاول الاعتماد على نفسها، ما يعني أن تحقيق الأهداف رهين لعدة عوامل قد تؤثر على مواعيد تسليم الطلبيات سواء للسوق المحلية أو لبعض الأسواق الدولية.
وباتت تقنيات المُسيرات والمقاتلات وبناء السفن والمركبات المدرعة تتقدم باطراد في البلاد خلال السنوات القليلة الأخيرة، حيث وجد زبائن أجانب لهذه الأنظمة بسبب المعايير التكنولوجية العالية والأسعار التنافسية.
وأكد أردوغان مرارا أنه يهدف إلى إنهاء الاعتماد على الأنظمة الأجنبية في هذه الصناعة بحلول العام 2023، وهي الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية.
ورغم المؤشرات الإيجابية التي ترصدها الجهات العالمية المتخصصة في هذا المجال يعتقد بعض الخبراء أن تركيا منتشية بأحلام الريادة في مجال الصناعات العسكرية ومنافسة كبار اللاعبين في هذه السوق، وهذا لن يتحقق قريبا.
وتتفاخر تركيا بأن لديها أنواعا من المسيرات والمقاتلات التي يمكن تسويقها بسهولة.
وترى أن مكاسب نهضة الصناعات الدفاعية المحلية تتخطى النواحي السياسية والعسكرية إلى مكاسب مالية مهمة تعود بالنفع على الاقتصاد.
وتعمل الشركات التركية على إظهار نفسها أنها تستطيع تقديم منتجات عسكرية تنافسية وبإمكانها الفوز بصفقات أكبر لزيادة الصادرات والاستفادة من كون الأسلحة الغربية مكلفة ليس فقط عند الشراء، بل لعمليات الصيانة، ناهيك عن الكلفة السياسية.
التقنيات التكنولوجية
وإلى جانب المسيرات رخيصة الثمن، والتي تزخر بالتقنيات التكنولوجية الأساسية مثل بيرقدرا التي تنتجها شركة بايكار المتخصصة في صناعة الطائرات دون طيار، حولت شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (توساش) “حر قوش”، وتعني الصقر الحر، من مشروع طائرة تدريب إلى مقاتلة.
وأكد تمل كوتيل، المدير العام لتوساش، لوكالة الأناضول أن الشركة وصلت إلى مرحلة الإنتاج التجاري والتسليم في كل مشاريع الطائرات والمروحيات التي طورتها مثل طائرة حر قوش والمروحية القتالية أتاك.
وقال إن الشركة “تواصل العمل من أجل تسليم طائرتين من هذا الطراز سيتم تصديرهما للنيجر في فصل الصيف”. وأشار إلى أن توساش تلقت طلبات من دول أخرى لشراء طائرات حر قوش.
ومن المتوقع أن تسلم الشركة أول نماذج لهذه الطائرة في مارس القادم.
وتقول إنه يمكن استخدامها في مهام الدعم الجوي – الأرضي، كما تعمل الشركة على إنتاج نسخ مختلفة للاستخدام في أغراض أخرى من بينها نسخة مزودة بأسلحة.
ولم تكشف الشركة عن قيمة حر قوش لكن يبدو أن المقاتلة تناسب الكثير من الدول الفقيرة والمتوسطة لأسعارها الرخيصة رغم أن موعد تسليم أولى الطائرات سيكون في 2028 وهو يشكل تحديا كبيرا لأنقرة حتى تثبت مدى قدرتها على تفادي العديد من العقبات.