قبل أيام أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ سيزور تركيا خلال شهر مارس المقبل، في المقابل سيتم إرسال ممثلين أتراك إلى إسرائيل قبيل تلك الزيارة.
غير أن المصادر الإعلامية أوردت أنباء عن وجود اشتراطات إسرائيلية على أنقرة قبيل زيارة هرتسوغ منها إعطاء تعليمات لوسائل الإعلام التركية بعدم وصف إسرائيل بدولة الاحتلال، وأن على تركيا ترحيل عناصر حماس من اراضيها.
هذه الأنباء لم تنفها السلطات التركية ولم تؤكدها، إلا أن الكاتب والمحلل السياسي التركي طه داغلي قد أشار إلى أن تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب لم يحدث بعد، ولكن قد تتجه لذلك، وقبيل بدء المحادثات هناك مزاعم لا صحة لها يجري تداولها.
وأوضح داغلي أن زيارة هرتسوغ إلى أنقرة لا تعني الشيء الكثير وذلك لأن منصب “الرئيس” في “إسرائيل” يعد رمزيا، لافتا في الوقت ذاته إلى أن هذه الزيارة تعد مهمة لمستقبل العلاقات بين البلدين.
ولفت إلى ان العلاقات قطعت بشكل كامل بين البلدين بعد مجزرة سفينة “مافي مرمرة” والتي مر عليها 12 عاما، ووضعت أنقرة شروطا لإعادة العلاقة.
وأشار الباحث السياسي إلى أن إسرائيل اعتذرت ووافقت على دفع التعويضات، وخففت قليلا الحصار عن قطاع غزة”، أما في العام الماضي فتغير رئيس الوزراء نتنياهو الذي كان المصدر الرئيس للمشكلة.
اقرأ أيضا/ هل تنجح إسرائيل في تحريك مياه العلاقات الراكدة مع تركيا؟
وأوضح أنه على الرغم من أن بديله نفتالي بينيت ليس صديقا لتركيا، فإن غياب نتنياهو عن العلاقات التركية الإسرائيلية عامل حاسم، مشيرا إلى أنه لم تجر أي لقاءات رسمية منذ 12 عاما بين أنقرة وتل أبيب، لكن التجارة والسياحة متواصلة بين الجانبين وهي بازدياد.
وقال داغلي: “ليس لدى تركيا أي مشكلة مع “الشعب اليهودي” بل مع “الاحتلال وسياسة إسرائيل الصهيونية”، ونتنياهو قام بتغذية ذلك، وعليه فإن غيابه فرصة بشأن العلاقات التركية الإسرائيلية”
وأضاف: “هناك من سيقول إنه ما دواعي اللقاء مع إسرائيل، ويمكننا الإجابة على هذا السؤال عبر القول ماذا ربحنا من خلال عدم اللقاء معها؟”.
وأوضح أنه قبل 12 عاما لم يكن بإمكان المستوطنين دخول المسجد الأقصى، كان هناك المزيد من الفلسطينيين في القدس، والاعتداءات الإسرائيلية تزايدت عن قبل 12 عاما، واعتبرت الولايات المتحدة القدس عاصمة لإسرائيل، وتزايدت الدول العربية الصديقة لها عن السابق، كما أن الخارطة الاحتلالية توسعت، وعدم اللقاء مع الإسرائيليين لم يكسب فلسطين شيئا”.
ولفت داغلي إلى أن هذه المعضلات لن تزول في حال تطبيع تركيا مع إسرائيل وأنها لن تتراجع عن سياستها الاحتلالية وستواصل اعتداءاتها، لكن الدبلوماسية تبقى دبلوماسية”.
وتابع: “إذا أردنا مساعدة الفلسطينيين، للأسف فإن طريق ذلك يمر عبر إسرائيل، ولم تتوقف تركيا عن تقديم المساعدة للقدس وغزة والضفة الغربية منذ 12 عاما، وواصلت دعمها في ظل علاقات دبلوماسية ضئيلة مع إسرائيل”، زاعما بأن الدعم سيزداد أكثر بعد عودة العلاقات بين أنقرة وتل أبيب.
وأشار إلى أن اللقاءات مع الإسرائيليين لا تعني “التحالف معهم”، وإذا عادت العلاقات اليوم فسيكون مركز ذلك قضية “الطاقة” (في إشارة إلى منطقة شرق المتوسط).
وشدد على أنه “يستحيل طرح تعاون عسكري استخباراتي أحادي الجانب مجددا كما كان في حقبة التسعينيات، والتي وصفها الموساد بالعصر الذهبي مع جهاز المخابرات التركي”.
أفادت مصادر إعلامية أن تركيا ستبدأ حقبة جديدة من العلاقات مع إسرائيل، في حين يتم يجري حاليا تسمية السفراء بين الجانبين بعد قطيعة دبلوماسية استمرت عدة سنوات.
وقالت المصادر إن الحقبة الجديدة في السياسة الخارجية، ستكون مبنية على “السلام والاستقرار والأمن الدبلوماسي” مع دول المنطقة.
وأوضحت أنه خلال الاجتماعات التي عقدها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وطواقمه في الأشهر الماضية، تمت مناقشة مراجعة السياسة الخارجية بالكامل، وتقرر البدء بعملية جديدة.
وكشفت أن الرئاسة التركية عملت على تشكيل مجموعات عمل بشأن الخطوات الواجب اتخاذها عبر تحديد أهداف لتطوير العلاقات مع الولايات المتحدة وإسرائيل وأرمينيا ودول الخليج.
وأشارت إلى أنه تم اتخاذ الخطوات الأولى لتحسين العلاقات مع إطلاق سراح سائحين إسرائليين بعد اعتقالهما بتهمة التقاط صورة لمنزل الرئيس أردوغان.
اقرأ أيضا/ اليونان وإسرائيل في مهب الريح.. أمريكا لن تدعم مشروعهما الجديد الذي ترفضه تركيا
والعام الماضي أطلقت السلطات التركية سراح “إسرائيليين” اثنين، أوقفتهما لأيام بشبهة التجسس، إثر تصويرهما منزل الرئيس، تبعه أول اتصال هاتفي بين أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت.
وبينت المصادر أن المكالمة الهاتفية بين قادة الجانبين تسببت في بدء ذوبان الجليد، وفي المرحلة المقبلة ستكون أهم سياسة متبعة هي الانتباه إلى اللغة المستخدمة بين الجانبين.
ولفتت إلى أنه من المتوقع أن يعيد الجانبان فتح سفارتيهما بشكل متبادل في الفترة المقبلة، كاشفة أن أنقرة وتل أبيب قد حددتا اسمي السفيرين اللذين سيتم إرسالهما بشكل متبادل.
وأضافت أن قادة الجانبين من المتوقع أن يعقدوا اجتماعا في وقت لاحق.
المصدر: تركيا الان