ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن قوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غير محدودة في تركيا، متساءلة هل تستطيع المعارضة التركية زحزحته في الانتخابات المقبلة.
وأشارت الصحيفة إن المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها تركيا قد تعزز آمال المعارضة في تركيا للإطاحة بالرئيس القوي للبلاد الذي ظل في الحكم لفترة طويلة.
وقالت الصحيفة نقلا عن الكاتب ديفيد غاردنر، إن قوة أردوغـان غير محدودة، منذ أن استبدل الديمقراطية البرلمانية في تركيا بنظام رئاسي على غرار روسيا.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، أمر بطرد 10 سفراء غربيين، بما في ذلك سفير الولايات المتحدة، الأمر الذي كان سيقطع أخر الجسور المتوترة بين تركيا العضو في الناتو، مع الغرب. ولكنه تراجع عن التهديد.
غير أن التضخم الذي يسيطر على اقتصاد البلاد يعزز اعتقاد المعارضة بقدرتها أخيرا على الإطاحة بأردوغان واستعادة الديمقراطية البرلمانية في تركيا. ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في يونيو/حزيران من العام المقبل.
ويشير الكاتب إلى أن أردوغـان يمكن أن يدعو إلى خوض معركة مبكرة يلوم فيها المنافسين على الأخطاء التي وقعت.
واوضح ان الرئيس لم يترك معارضة له داخل حزبه، وتخلص من قيادات حزب العدالة والتنمية، أحد أنجح الأحزاب الحاكمة في العصر الحديث.
وتساءل الكاتب هل يمكن للمعارضة أن تتحد خلف مرشح يستطيع المنافسة وتفجر موجة انتخابية (تسونامي سياسي) لن يكون قادرا على مقاومتها؟.
اقرأ ايضا/ استطلاع يظهر تفوق شعبية أردوغـان عربيا.. كاتب بريطاني يعلق
بعد أربعة أشهر من تخفيض مستمر لسعر الفائدة بواقع نقطة مئوية شهريًّا، قرر البنك المركزي التركي إبقاء سعرها الرئيس عند 14 في المئة دون تغيير، ما أثر إيجابيا على سعر صرف الليرة في الوقت الذي ارتفعت فيه شعبية الرئيس رجب طيب اردوغان.
وقررت لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي برئاسة محافظ البنك شهاب قاوجي أوغلو في العاصمة أنقرة، إبقاء الفائدة لمراقبة تأثير قراراته السابقة بشأن السياسة النقدية،
وتوقعت اللجنة أن يبدأ انخفاض التضخم قريبًا بما يحقق استقرارا مستداما في الأسعار والأسواق، كما من توقعت كذلك أن يحقق الحساب الجاري فائضا في العام الحالي.
وأشارت إلى أن استمرار التحسن في الميزان عامل مهم في تحقيق هدف استقرار الأسعار، في الوقت الذي ارتفع معدل التضخم في الشهر الماضي إلى 36% مسجلًا أعلى مستوى في 19 عامًا.
ومباشرة تأثرت الليرة بهذا القرار وارتفعت الليرة التركية 1% غير أنها ما ما زالت مستقرة عند مستويات قريبة من 13.40 ليرة للدولار الواحد.
وشدد البنك المركزي في بيان له أنه سيواصل استخدام جميع الأدوات المتاحة له حتى تظهر مؤشرات قوية تشير إلى انخفاض دائم في التضخم، ويتحقق هدف 5% على المدى المتوسط، بما يتماشى مع الهدف الرئيس المتمثل في استقرار الأسعار.
وكشف عن ارتفاع احتياطاته بمقدار 104 ملايين دولار في 14 يناير/كانون الثاني الجاري لتبلغ 109 مليارات و549 مليون دولار.
وعلى إثر التحسينات التي ظهرت مع السياسة النقدية الجديدة لحكومة الرئيس أردوغان أظهر استطلاع لمؤسسة (ميتروبول) امس أن شعبية أردوغان ارتفعت 2.1 نقطة مئوية في يناير/كانون الثاني مع استقرار وضع الليرة الأسابيع الماضية.
ووفقا للاستطلاع، فقد ارتفعت شعبية أردوغان من 38.6% في ديسمبر/كانون الأول إلى 40.7% في يناير/كانون الثاني. كما انخفض من يعارضونه 2.8% الفترة ذاتها لكن نسبتهم لا تزال مرتفعة عند 54.4%، بحسب ما نقلت رويترز.
والاسبوع الماضي تصدر حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، نتائج أولى استطلاعات الرأي التي أجرتها شركة ORC Research Company في عام 2022 حول نتائج الانتخابات التركية وشعبية الأحزاب .
كما تفوق حزب العدالة التنمية على الأحزاب الأخري في آخر استطلاع للرأي، وحصل على نسبة تصويت 30.2%، فيما حصل حزب الشعب الجمهوري المعارض 24.2% .
كما حصلت باقي الأحزاب الأخري مثل حزب الجيد على 15.3% وحزب الحركة القومية 8.5 % وحزب الشعوب الديمقراطي 8.4%، حزب المستقبل 3.1% .
وعلق الرئيس أردوغـان على النتائج الاستطلاع قائلا: أن معدل تصويت الإنتخابات يرتفع لصالح حزب العدالة والتنمية ولقد أخذنا المقدمة .
وفي وقت سابق أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن مركز الإنتاج والتجارة العالميين بدأ يتغير في وقت تبرز تركيا كأقوى بديل.
اقرأ أيضًا/هل تضخ زيارة أردوغان المليارات السعودية إلى البنك المركزي التركي؟
وحث أردوغان في تصريح له الأتراك والشركات التركية على تحويل مدخراتهم بالعملة الأجنبية إلى الليرة (العملة الوطنية) في وقت تسعى أنقرة لتعزيز الطلب على الليرة.
كما أوضح أن 163 مليار ليرة (12.2 مليار دولار) جرى إيداعها بحسابات، في إطار نظام حكومي يحمي الودائع بالليرة من انخفاضات سعر الصرف.
والآلية المالية الجديدة المسماة وديعة اللـيرة التركية المحمية من تقلبات أسعار الصرف، تضمن للمودع بالليرة عدم الوقوع ضحية لتقلبات أسعار الصرف، والحصول على الفائدة المعلنة، يضاف إليها الفرق في سعر الدولار بين وقت الإيداع والسحب.
وفي سياق آخر قال أردوغـان إن بلاده نجحت في تصنيع الطائرات المسيّرة المسلحة رغمًا عن الأطراف التي استخفت بقدراتها في هذا الإطار، في الوقت الذي تعمل المصانع الموجودة في الصناعة بكامل طاقتها، يتم تنفيذ استثمارات جديدة باستمرار.
وأضاف: اقتربنا من حدود 30 مليونا في مجال التوظيف من خلال الوصول لمستوى أعلى مما كنا فيه قبل جائحة كورونا، مؤكدًا أن حجم التجارة الخارجية لتركيا بلغ 500 مليار دولار، منها أكثر من مبلغ 225 مليارا يعود للصادرات.
المصدر: تركيا الان