إلى أين وصل تحسين العلاقات بين تركيا ومصر؟

في الآونة الأخيرة تعمل تركيا على تصفير المشاكل مع كل الدول والجهات الإقليمية التي شهدت توترا معها خلال الأعوام السابقة أبرزها الإمارات ومصر والسعودية و”إسرائيل”.

ووفق مراقبين فإنه على الرغم من أن بعضا من هذه العلاقات تمضي بوتيرة متسارعة فإن مسار المحادثات مع البعض تسير ببطء.

وأوضحوا أن تركيا طبقت دبلوماسية الباب الخلفي مع دول الخليج و”إسرائيل” وحتى سوريا، وتم كسر العزلة بفضل المفاوضات الاستخباراتية والتطورات في العالم.

وفي هذا السياق قالت صحيفة حرييت نقلا عن مصدر تركي رفيع المستوى إن أهم الأسباب التي سرعت من وتيرة تحسين العلاقات هو ورحيل دونالد ترامب، وحل الأزمة القطرية.

وأوضح أن العلاقات مع مصر منتظمة ولكن مفاوضات التطبيع تسير ببطء.، مشيرا إلى أن النظام المصري غير مرتاح لوجود المعارضين في تركيا التي أكدت أنها لن تسلمهم، لكنها لن تسمح لهم بالقيام بأي بث إعلامي أو عمل ضد السلطات في مصر.

واشار المصدر إلى أنه رغم أن السيسي وأردوغان لا يتحدثان، فإنهما لم يعودا يستهدفان بعضهما البعض، كاشفا عن وجود شخصية تركية رفيعة المستوى تحدثت مع رئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

اقرأ أيضا/ مصر تشترط على تركيا مطالب “مرفوضة” من أجل تطبيع العلاقات معها

 

وعقب انتهاء الجولة الثانية من المحادثات الاستكشافية بين مصر وتركيا تطور الأمر بالحديث عن رفع مستوى العلاقات بين البلدين.

وفي هذا الصدد أوضح وزير الخارجية المصري سامح شكري أن بلاده تحرص على إيجاد صيغة مناسبة لتطبيع العلاقات مع تركيا، لافتا إلى ان أن المحادثات الأخيرة جاءت عقب دعوة من الحكومة التركية.

واضاف شكري في تصريحات صحفية أن رفع مستوى العلاقات مع تركيا سيكون في الوقت المناسب، مشيرا الى انه من المبكر أن نقول أننا استعدنا العلاقات مع تركيا.

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن بلاده حريصة على “إيجاد صيغة لاستعادة العلاقات الطبيعية” مع تركيا.

وأوضح الوزير أن مصـر حريصة كل الحرص على استعادة العلاقة، مستدركا أنهم في هذه المرحلة ما زالوا بحاجة إلى تقييم نتائج المرحلة الثانية من المحادثات، وفي المقام الأول سياق العلاقات الثنائية.

وأكد انه على تركيا أن تعالج بعض المواقف المتخذة فيما يخص العلاقة الثنائية، قائلا: “وعندما نكون راضين بأن هذه القضايا تم حلها فهذا سيفتح الباب أمام تقدم أكبر”.

بدورها قالت وزارة الخارجية التركية إن الجولة الثانية من المشاورات الاستكشافية بين القاهرة وأنقرة، أكدت رغبة البلدين في إحراز تقدم في قضايا محل نقاش، وتطبيع العلاقات.

وأضافت الوزارة، في بيان، أن الجولة الثانية من المحادثات عقدت في أنقرة الثلاثاء والأربعاء، برئاسة السفير سادات أونال، نائب وزير الخارجية التركي، ونظيره المصري حمدي لوزا.

وأوضحت أن “اللقاءات تناولت القضايا الثنائية وعددا من القضايا الإقليمية، بما في ذلك التطورات في ليبيا وسوريا وفلسطين و(منطقة) شرق (البحر) المتوسط”.

وتابعت: “أكد الجانبان رغبتهما في اتخاذ مزيد من الخطوات من أجل إحراز تقدم في القضايا التي تمت مناقشتها، وتطبيع العلاقات بين البلدين، واتفقا على مواصلة المشاورات”.

اقرأ أيضا/ بعد زيارة أردوغان.. هذه ملامح العلاقة بين تركيا ودول البلقان

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد كشف في مايو الماضي عن بدء مرحلة جديدة في العلاقات مع مصر، موضحا أن المحادثات ستتواصل وسيتم تطويرها وتوسيعها، بعد أن كانت العلاقات بينهما على مستوى القائم بالأعمال بشكل متبادل منذ عام 2013.

وتتعلق المباحثات الأخيرة بترسيم الحدود البحرية شرقي المتوسط، بخاصة بعدما احترمت مصر الحقوق التركية وقامت بالتنقيب وفق المخططات التركية المقترحة، فيما سيبحث الطرفان التنسيق المشترك بالملف الليبي، لأن كلا البلدين فاعلان ويسعيان للحل السياسي والاستقرار بليبيا، واحترام سيادة مصر وعدم التدخل بشؤونها الداخلية عبر “ضبط المعارضة المصرية بتركيا”.

والخميس الماضي أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن اللقاءات تتواصل مع مصر لوضع العلاقات على أرضية سليمة، وقال إنه: “يمكن اتخاذ خطوات ملموسة في هذا المجال في المستقبل القريب”.

ملفات كانت متعثرة

وفي وقت سابق كشفت تقارير إعلامية عن استئناف الاتصالات بين القاهرة وأنقرة في ظلّ مؤشرات على قرب اتخاذ خطوات فعّالة لعودة العلاقات الكاملة بين البلدين.

وقالت التقارير إن التعطيل التكتيكي الذي ساد حتى منتصف شهر أغسطس/آب الحالي، انتهى ببحث بعض الملفات التي كانت متعثرة بين الطرفين، عقب زيارة مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد إلى أنقرة، الأسبوع الماضي، ولقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأوضحت أن زيارة طحنون شجعت  الجانب المصري على المضي قدماً في الاتصالات مع تركيا، نظراً لمحاولة الإمارات عرقلتها سابقاً، مشيرة إلى أن استئناف الاتصالات مرتبط أيضاً بالترتيبات الأميركية الجديدة في المنطقة، التي ترحب بالتقارب بين مصر وتركيا وإسرائيل.

وبشأن العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، فقد أشار المصدر التركي إلى وجود مباحثات مكثفة بين الجانبين، موضحا أنه تم تذكير “تل أبيب” بأنها أرسلت 10 أعضاء من حركة حماس إلى تركيا (في إشارة إلى الأسرى المحررين الذين أفرج عنهم وأبعدوا إلى تركيا في إطار صفقة شاليط).

وأكد المصدر أنه في المفاوضات معهم فقد أكدت تركيا أنها لم ولن تقدم مساعدات عسكرية لحركة حماس، مشيرا إلى أن تركيا أبلغت قائد حركة حماس، بأن الأسماء التي لها دور ونشاط عسكري لن تبقى في تركيا.

المصدر: تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.