صحيفة إسرائيلية تكشف عن ثمن المصالحة مع تركيا

كشفت صحيفة إسرائيلية اليوم أن المسؤولين الأتراك الذين يزورون إسرائيل والاراضي الفلسطينية في هذه الأوقات سيبحثون في تل أبيب ثمن المصالحة والتقارب بين تركيا وإسرائيل.

وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم”، إنّ كبير مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إبراهيم كالين، ونائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، سيبحثان اليوم مع مسؤولين إسرائيليين عدة مسائل.

وأضافت أن الطرفين سيتناولان قضية إعادة السفراء وترتيب زيارة الرئيس التركي إلى إسرائيل، والتعاون الاستخباري، إضافة مشاريع لتصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر تركيا.

وأوضحت أن زيارة كالين وأونال، هي الزيارة الأولى التي يقوم بها مسؤولون أتراك لإسرائيل منذ عقد من الزمان، لافتة إلى أن المسؤولين التركيين سيلتقيان بوكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي ألون أوشفيتس، ومدير ديوان الرئاسة إيال شويكي، لترتيب الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى تركيا، الشهر المقبل.

وأشارت الصحيفة أن الرئيس الإسرائيلي سيزور اليونان قبل وصوله إلى تـركيا، لنقل رسالة للقيادة اليونانية مفادها بأنّ التقارب مع أنقرة لن يكون على حساب العلاقة مع أثينا ولارنكا.

ونقلت عن مسؤولي إسرائيلي كبير أن المفاوضات مع الأتراك تتم “بحذر وبشكل مدروس، وفي حال تم التقارب مع تركيا فلن يكون على حساب العلاقة مع اليونان وقبرص، فالأتراك متلهفون أكثر منا”.

وأوضح المسؤول أنه على الرغم من أنّ الأتراك يتخذون خطوات ضد بنى إرهابية تعمل ضد إسرائيل، إلا أن إسرائيل لم تشترط طرد قادة حركة حماس من تركيا”.

وفي وقت سابق قالت تركيا إن أي خطوة في سبيل تطبيع العلاقات بين بلاده وإسرائيل، لن تكون على حساب القضية الفلسطينية، في الوقت الذي تنتظر فيه البلاد زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الذي يزور تركيا في مارس المقبل.

وأوضح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي له اليوم إنه من المرتقب تعيين ممثلين خاصين لكلا البلدين خلال الزيارة، وتطبيع العلاقات بين البلدين يتم باتخاذ خطوات من كلا الجانبين.

وأضاف أن “أي خطوة سنتخذها تركيا في إطار تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لن تكون على حساب القضية الفلسطينية، كما فعلت بعض الدول لدى تطبيع علاقاتها مع تل أبيب، فموقفنا من القضية ثابت”.

واشار تشاووش أوغلو إلى أن  تطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية، قد يساهم في تعزيز دور تركيا في التوصل لحل الدولتين، مشددا على تمسك بلاده ببعض الثوابت والمبادئ،.

كما أفاد بأن أنقرة وجهت دعوة لكل من وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان، ونائب رئيس البرلمان، والممثل الأرميني الخاص بتركيا، إلا أنها لم تتلق ردا بعد، موضحا أنه من المخطط أن يجري الرئيس رجب طيب أردوغان زيارة إلى الإمارات يومي 14 و15 فبراير/ شباط الجاري.

اقرأ أيضا/ هل تنجح إسرائيل في تحريك مياه العلاقات الراكدة مع تركـيا؟

وفي وقت سابق كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت عن كلمة السر في تحسين العلاقات بين تركيا وإسرائيل.

وقال بينيت في تصرريحات له إن الرئيس إسحاق هرتسوغ “قيمة دبلوماسية غير عادية” من أجل حل المشاكل مع تركيا.

جاءت تلك التصريحات قبيل زيارة هرتسوغ المقررة إلى تركيا خلال الأيام المقبلة، موضحا أن هرتسوغ  لعب دورًا مهمًا في الاتصالات الدبلوماسية مع أنقرة.

اقرأ أيضا

خبر محزن لسكان إسطنبول بشأن تساقط الثلوج!

وأوضح بينيت أن الرئيس هرتسوغ  يقوم بأمور غير عادية، فهو قيمة دبلوماسية بارزة في حل المشاكل”.

ولفت إلى أنهم يتقدمون بحذر شديد مع تركيا، على الأقل ليست صديقا كبيرا لإيران، لذلك لا ينبغي علينا الانجرار نحو السذاجة التي تمنعنا من العمل وتشكيل التحالفات”.

قبل أيام أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ سيزور تركيا خلال شهر مارس المقبل، في المقابل سيتم إرسال ممثلين أتراك إلى إسرائيل قبيل تلك الزيارة.

غير أن المصادر الإعلامية أوردت أنباء عن وجود اشتراطات إسرائيلية على أنقرة قبيل زيارة هرتسوغ منها إعطاء تعليمات لوسائل الإعلام التركية بعدم وصف إسرائيل بدولة الاحتلال، وأن على تركيا ترحيل عناصر حماس من اراضيها.

هذه الأنباء لم تنفها السلطات التركية ولم تؤكدها، إلا أن الكاتب والمحلل السياسي التركي طه داغلي قد أشار إلى أن تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب لم يحدث بعد، ولكن قد تتجه لذلك، وقبيل بدء المحادثات هناك مزاعم لا صحة لها يجري تداولها.

وأوضح داغلي أن زيارة هرتسوغ إلى أنقرة لا تعني الشيء الكثير وذلك لأن منصب “الرئيس” في “إسرائيل” يعد رمزيا، لافتا في الوقت ذاته إلى أن  هذه الزيارة تعد مهمة لمستقبل العلاقات بين البلدين.

ولفت إلى ان العلاقات قطعت بشكل كامل بين البلدين بعد مجزرة سفينة “مافي مرمرة” والتي مر عليها 12 عاما، ووضعت أنقرة شروطا لإعادة العلاقة.

وأشار الباحث السياسي إلى أن إسرائيل اعتذرت ووافقت على دفع التعويضات، وخففت قليلا الحصار عن قطاع غزة”، أما في العام الماضي فتغير رئيس الوزراء نتنياهو الذي كان المصدر الرئيس للمشكلة.

وأوضح أنه على الرغم من أن بديله نفتالي بينيت ليس صديقا لتركيا، فإن غياب نتنياهو عن العلاقات التركية الإسرائيلية عامل حاسم، مشيرا إلى أنه لم تجر أي لقاءات رسمية منذ 12 عاما بين أنقرة وتل أبيب، لكن التجارة والسياحة متواصلة بين الجانبين وهي بازدياد.

اقرأ أيضا/ اليونان وإسرائيل في مهب الريح.. أمريكا لن تدعم مشروعهما الجديد الذي ترفضه تركيا

وقال داغلي: “ليس لدى تركيا أي مشكلة مع “الشعب اليهودي” بل مع “الاحتلال وسياسة إسرائيل الصهيونية”، ونتنياهو قام بتغذية ذلك، وعليه فإن غيابه فرصة بشأن العلاقات التركية الإسرائيلية”

وأضاف: “هناك من سيقول إنه ما دواعي اللقاء مع إسرائيل، ويمكننا الإجابة على هذا السؤال عبر القول ماذا ربحنا من خلال عدم اللقاء معها؟”.

وأوضح أنه قبل 12 عاما لم يكن بإمكان المستوطنين دخول المسجد الأقصى، كان هناك المزيد من الفلسطينيين في القدس، والاعتداءات الإسرائيلية تزايدت عن قبل 12 عاما، واعتبرت الولايات المتحدة القدس عاصمة لإسرائيل، وتزايدت الدول العربية الصديقة لها عن السابق، كما أن الخارطة الاحتلالية توسعت، وعدم اللقاء مع الإسرائيليين لم يكسب فلسطين شيئا”.

كما لفت داغلي إلى أن  هذه المعضلات لن تزول في حال تطبيع تركيا مع إسـرائيل وأنها لن تتراجع عن سياستها الاحتلالية وستواصل اعتداءاتها، لكن الدبلوماسية تبقى دبلوماسية”.

وتابع: “إذا أردنا مساعدة الفلسطينيين، للأسف فإن طريق ذلك يمر عبر إسـرائيل، ولم تتوقف تركيا عن تقديم المساعدة للقدس وغزة والضفة الغربية منذ 12 عاما، وواصلت دعمها في ظل علاقات دبلوماسية ضئيلة مع إسـرائيل”، زاعما بأن الدعم سيزداد أكثر بعد عودة العلاقات بين أنقرة وتل أبيب.

المصدر: تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.