إلى أين وصلت خطوات التطبيع بين السعودية وتركيا؟

في الآونة الأخيرة، انتهجت تركيا سياسة تصفير المشاكل مع كل الدول التي بينها إشكاليات سياسية، أبرزها السعودية والإمارات ومصر وإسرائيل.

وفي آخر تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال فيه إن بلاده مستمرة في الحوار الإيجابي مع السعودية.

وأضاف الرئيس في حوار مع الصحفين بعد عودته من الإمارات: “نواصل حوارنا الإيجابي مع السعودية. نريد أن نواصل من خلال اتخاذ خطوات ملموسة في الفترة المقبلة. نريد تطوير العملية (عملية الحوار) في اتجاه إيجابي”.

وتوترت العلاقات بين أنقرة والرياض منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018 في قنصلية المملكة في إسطنبول.

وبعد المطالب التركية بمحاكمة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومسؤولين آخرين، فرضت الرياض مقاطعة غير رسمية على البضائع التركية.

وفي 2020 حكمت السعودية بالسجن على 8 أشخاص لمدد تتراوح بين 7 أعوام و20 عاما لضلوعهم في قتل خاشقجي.

وفي ذاك الوقت قالت أنقرة إن الحكم مخيب للتوقعات، لكنها خففت نبرتها منذ ذلك الحين في إطار محاولة أشمل لإصلاح العلاقات مع الخليج، بل إنها ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك وقالت إنه لا يوجد أي مشكلة مع الرياض.

وفي وقت سابق ذكرت مصادر إعلامية أن المملكة العربية السعودية قد بدأت تتخذ سياسة انفتاح أكبر مع تركيا بعد أربع سنوات من القطيعة .

وأوضحت المصادر أن المناخ الدبلوماسي المعتدل مع السعودية انعكس على الاقتصاد، وقررت المملكة رفع المقاطعة غير المعلنة التي فرضتها على البضائع التركية.

ولفتت إلى أن الصادرات التركية إلى السعودية خلال فترة الحظر انخفضت من 2.7 مليار دولار إلى 189 مليون دولار أمريكي، مشيرة إلى أن المملكة التي تعد واحدة من أكبر الاقتصادات في الخليج مستعدة لفتح صفحة جديدة مع تركيا دبلوماسيا واقتصاديا.

وقالت إنه مع القرار السعودي الذي سيتم الإعلان عنه خلال زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى المملكة في شباط/ فبراير المقبل، فإن من المتوقع أن نشهد ارتفاعا في الحجم التجاري بين البلدين.

وفي هذا السياق قالت جمعية مصدري الحبوب والبقول والبذور الزيتية ومنتجاتها في إسطنبول، أن المملكة تعد سوقا جيدة لتركيا.

وأوضحت أنه “مع بدء الحظر عام 2020، تم إغلاق باب شبه الجزيرة العربية تماما، كان لدينا صادرات بـ2.7 مليار دولار في 2018، و2.5 مليار دولار في 2019، و2.3 مليار دولار في 2020، غير أنه انخفض هذا الرقم إلى 189 مليون دولار في 2021 أي بنسبة 90 بالمئة”.

اقرأ أيضا/ هل تضخ زيارة أردوغان المليارات السعودية إلى البنك المركزي التركي؟

وأشارت الجمعية إلى أن السعودية كانت أكثر دولة لديها روابط تجارية مع تركيا، موضحة أنه قبل الحظر كنت ترى البضائع التركية في كافة أنحاء المملكة، وقد أصبحت “صنع في تركيا” ماركة تجارية في المملكة.

ولفتت الجمعية إلى أن المسؤولين الأتراك والسعوديين يتوقعون أن ترتفع التجارة مع المملكة إلى ثلاثة مليارات في المقام الأول.

اقرأ أيضا

وزير العمل التركي يعلن موعد الاجتماع الأخير لتحديد الحد…

وتعد تجارة الأثاث والمواد الغذائية الجاهزة والمنسوجات والفواكه والخضروات الطازجة من أكثر البضائع رواجًا بين تركيا إلى المملكة، وبلغ إجمالي الصادرات من الحبوب والبقوليات وحدها 181 مليون دولار في عام 2020.

وأكدت الجمعية تايجي إلى أن كافة الفنادق تقريبا في المملكة تلبي احتياجاتها من تركيا، متوقعة أنه مع رفع الحظر التجاري، فقد يتم توقيع تعاون جديد في مجال صناعات الدفاع، لافتة إلى أن الحكومة السعودية تعتزم القيام بعملية شراء كبيرة من الطائرات المسيرة.

كما أنه من المتوقع أن يكون هناك نمو كبير في الجانب السياحي، ويرى المصدرون أن السعودية تعد البوابة لدول المنطقة، حيث ستزداد التجارة التركية مع دول الخليج بشكل أكبر.

وحققت تركيا والسعودية, رقما جيدا على صعيد التبادل التجاري بينهما خلال العام المنصرم 2021.

وبحسب التقارير الصحفية التركية, فإن التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى منحنى جيد, بعد هدوء العلاقة بينهما نوعا ما.

وأوضحت الأرقام التي نشرتها هيئة الإحصاء التركية, أن الأخيرة استوردت ما قيمته 3 مليارات دولار خلال الفترة من يناير وحتى نوفمبر عام 2021.

ويعدّ رقم 3 مليارات دولار قياسي مقارنة بالفترة نفسها خلال عام 2020, إذ كانت القيمة 1.7 مليار دولار.

ويدلل هذا الرقم على حجم الثقة الكبيرة بين البلدين, التي عادت بالذات بعد المصالحة الخليجية أوائل العام الماضي.

إقرأ أيضا:بروفيسور تركي يتحدث عن مكاسب عودة العلاقات التركية السعوديـة

أما بخصوص صادرات تركيا إلى السعودية, فبلغت 189 مليون دولار خلال الأشهر الـ11 الأولى من العام الماضي.

وتراجعت قيمة الصادرات بشكل كبير, خاصة أنها كانت 3.2 مليار دولار في 2019.

ونوهت التقارير إلى وجود ما يسمى بـ”عجز” في التجارة الخارجية لدى تركيا مع السعودية, خاصة بسبب اتخاذ السعودية موقفا سلبيا بسبب دعم الجمهورية التركية لقطر.

وبخصوص طبيعة المنتجات التي تشكّل حلقة التبادل التجاري بين البلدين, أوضح هيئة الإحصاء أن المنتجات الكيماوية تحتل الجزء الأكبر لواردات تركيا.

وتستورد تركيا من المنتجات الكيماوية ما قيمته 2.7 مليار دولار.

ويدلل هذا الرقم على جودة المنتجات السعودية في هذا المجال, وذلك بحسب التقارير الصحفية.

المصدر: تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.