أوضح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن انه من الأفضل الاستماع إلى روسيا وفهم مخاوفها الاستراتيجية وليس فرض العقوبات عليها، فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية.
وقال قالن في تصريحات له إن العقوبات الغربية ضد روسيا غير مجدية وتؤدي فقط إلى إرجاء المشاكل، مشيرا إلى أن روسيـا تشعر بالتهديد من حلف الناتو وتريد إعادة ترسيم الحدود وتجديد التحالفات الاستراتيجية بعد 30 عاما من انهيار الاتحاد السوفييتي”.
وشدد على ضرورة تشكيل قواعد ومبادئ جديدة تطمئن الطرفين، مشيرا أن هذا الأمر لا يعني بالضرورة الاستجابة لكافة طلبات روسيا، ولكن الاستماع لها، لافتا إلى ان “الناتو” يعد أنجح وأهم تحالف عسكري شهده العالم.
وأشار قالن إلى أن بلاده عضو مهم في الناتو “لكن ذلك لا يعني أننا لن نشارك في تحالفات أخرى في آسيا الوسطى أو القوقاز أو الشرق الأوسط أو إفريقيا، أو أنه لن تكون لدينا علاقات جيدة مع روسيا أو الصين”.
ولفت إلى أن تركيا تنظر إلى السياسة الخارجية من منظور 360 درجة، وأنها لا ترفض يدًا مُدت إليها، مستدركا بقوله إن ذلك لا يعني بالضرورة أن يكون هناك توافق على كافة الأصعدة.
واستدرك “نحن لا نعترف بضم شبه جزيرة القرم، ولا نؤيد سياستها في سوريا وقوات فاغنر التابعة لها في ليبيا، ولكن هذا لا يضطرنا لمحاربة روسـيا “.
اقرأ أيضا/ الرئاسة التركية: مستمرون في العمل مع روسيا وأوكرانيا لإيجاد حل للأزمة
ولا يزال العالم يصوب أنظاره نحو الشرق، بعد أن حشدت روسيا أكثر من مئة ألف جندي بالقرب من حدود أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، غير أن الغموض يبقى سيد الموقف فيما يخص وقت بدء الغزو.
وفي هذا السياق كشف تقرير لشبكة سي أن أن الأمريكية عن السيناريو المتوقع للحرب التي أوشكت على الاندلاع.
وأظهر التقرير أن روسـيا أنشأت نقاط ضغط على أوكرانيا من ثلاث جهات، هى: شبه جزيرة القرم فى الجنوب، وعلى الجانب الروسى من حدود البلدين، وفى بيلاروسيا شمالا.
ولفت إلى أن القوات الروسية قد انتشرت انتشارا كبيرا في جبهة شبه جزيرة القرم بنحو أكثر من 550 خيمة عسكرية ومئات المركبات وصلت من روسيا لشمال سيمفيروبول عاصمة القرم.
وأوضح أن القرم التي ضمتها روسيا في 2014 تشكل نقطة انطلاق طبيعية لأى عملية عسكرية جديدة لها، لكن من غير الواضح ما إذا كانت موسكو ستحاول بدء تحرك إلى أوكرانيا من شبه جزيرة القرم ام لا.
وبين التقرير تزايد المخاوف أيضا بعد حشد عدد كبير من القوات الروسية فى بيلاروسيا، الدولة المتحالفة مع موسكو والتى يمكن أن تشكل ممرا آخرا للدخول إلى أوكرانيا .
ووفق مراقبين فإن هذا الانتشار الروسي الرهيب على حدود أوكرانيا هو الأكبر منذ الحرب الباردة، فمنذ بداية فبراير فقد نشرت روسـيا 30 ألف جندى، وقوات العمليات الخاصة سبيتسناز، وطائرات مقاتلة بما فى ذلك سو -35، وصواريخ إسكندر ذات القدرة المزدوجة وأنظمة الدفاع الجوى إس -400، ومع هذه التعزيزات العسكرية، من المحتمل غزو روسيا أوكرانيا من بيلاروسيا.
وأشار التقرير الأمريكي إلى أن معظم الاهتمام يتركز على منطقتى “دونيتسك” و”لوغانسك” الانفصاليتين حيث تخوض القوات الأوكرانية والانفصاليون المدعومون من روسيا قتالا منذ 2014.
وأبرز التوقعات للمختصين الذين يراقبون التحركات الروسية هو أن تقوم روسيا بتعزيز القوة العسكرية التى تمتلكها بالفعل فى المنطقة، اﻷمر الذي يجعل شرق أوكـرانيا أسهل موقع يمكن من خلاله شن الغزو.
وفي وقت سابق أكدت الرئاسة التركية أن بلادها ستواصل العمل، لمنع اندلاع حرب بين روسـيا وأوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن: “نحاول العمل في المحافل الدولية لمنع انزلاق الجارتين روسـيا وأوكـرانيا نحو الحرب”.
وأوضح قالن، أن الرئيس رجب طيب أردوغان، عرض اقتراحا يمنع اندلاع حرب محتملة بين روسيا وأوكرانيا.
وأكد قالن أن تركيا بصفتها عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تدرك ضرورة إقامة علاقات جيدة مع روسـيا والصين ودول إفريقيا والشرق الأوسط والخليج وأمريكا اللاتينية.
ولفت المتحدث باسم الرئاسة إلى أن أنقرة تشكل سياساتها بناء على هذا الأساس، وأن زيارة الرئيس أردوغان إلى أوكرانيا، تشكل أهمية كبيرة في هذا الصدد.
وأوضح أن زيارة الرئيس أردوغان إلى أوكرانيا أدت دورًا مهمًا للغاية في تجاوز الأزمة التي أصبحت في محط أنظار العالم خلال الفترة الأخيرة.
وتابع: “ستظل قضية أوكرانيا على جدول أعمالنا في الأشهر المقبلة، وربما ستظل جدول أعمالنا كقضية لمدة 3-5 سنوات، وليس 3-5 الأشهر القادمة فقط”.
وأشار إلى أن تركيا بصفتها عضوًا في التحالف الغربي وحليفًا في الناتو، ستستمر في أداء الدور الذي يقع على عاتقها لوقف التصعيد، وسط علاقات جيدة مع روسيا وأوكرانيا.
وزاد: “قدم رئيسنا اقتراحًا مهمًا للغاية لمنع حدوث أزمة وربما حرب محتملة، من خلال ضمان التقاء قادة روسيا وأوكرانيا، وسنتابع هذا عن كثب في الفترة المقبلة”.
اقرأ أيضا/ تركيا.. وزارة الخارجية توصي مواطنيها بالامتناع عن السفر إلى شرق أوكـرانيا
والخميس، أكد أردوغان، في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيليسنكي في كييف، إمكانية أن تستضيف أنقرة قمة أوكرانية روسية على مستوى القادة، أو محادثات على المستوى الفني لتجاوز الأزمة الراهنة بين البلدين.
وأوضح أردوغان أن “تركيا على استعداد للقيام بما يلزم من أجل إنهاء الأزمة بين أوكـرانيا وروسـيا (البلدين) الصديقين والجارين في البحر الأسود”.
وأعلنت الرئاسة الروسية “الكرملين”، الجمعة، أن الرئيس فلاديمير بوتين “مستعد للقاء أي شخص” لبحث الأزمة مع أوكـرانيا، لكن هذا يتطلب أولا “توافقا بشأن بنود المباحثات والنتائج المرتقبة”.
ومؤخرا، وجهت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، اتهامات إلى روسيا بحشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، وهددت واشنطن بفرض عقوبات على موسكو إذا شنت هجوما على أوكرانيا.
وترفض روسيا الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها، وتنفي وجود أي خطط عدوانية لديها تجاه أوكـرانيا.
المصدر: تركيا الان