رويترز: كليجدار أوغلو يتعهد بـ”تخريب” السياسة النقدية التي تبناها أردوغان إذا تم انتخابه

تعهد زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو بإجراء ما أسماها “تغييرات وإصلاحات” في البنك المركزي إذا تم انتخابه، أي تخريب سياسات أردوغان النقدية، وفق مراقبين.

وتوقع كليجدار أوغلو الفوز في الانتخابات المزمع عقدها في حزيران/ يونيو 2023، رغم الشكوك حول ما إذا كان “مرشحا مشتركا” لأحزاب المعارضة، موضحا أنه إذا اتفق زعماء الأحزاب الخمسة الآخرين ليكون “مرشحا مشتركا” في منافسة أردوغان، فسيكون شرفا له.

ولفت أن قادة الأحزاب الستة المناهضون لأردوغان سيختارون مرشحهم لاحقا، لكنهم يحتاجون أولا إلى الاتفاق على سياسات اقتصادية واجتماعية وغيرها من أجل برنامجهم المشترك، مشيرا إلى أن من سيختارونه سيكون رئيسا.

وفي سياق آخر انتقد أوغلو في حديث لوكالة رويترز شراء بلاده منظومة الدفاع الجوية “أس400″، مجددا تعهده بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم إذا وصلت المعارضة إلى السلطة.

وتساءل كليتشدار أوغلو: “ضد من سنستخدم هذه الصواريخ؟”، وقال: “لم نتلق إجابة عن هذا السؤل، تم دفع مبلغ كبير من المال، والمنظومة متواجدة حاليا في المخازن”.

وبحسب رويترز، فإن كليجدار أوغلو، يعدّ خبيرا اقتصاديا وموظفا حكوميا سابقا يفتقر إلى كاريزما الرئيس النارية، وقد بقي في ظل أردوغان حيث عانى حزب الشعب الجمهوري الذي يرأسه منذ عام 2010، من هزائم متكررة.

اقرأ أيضا/أردوغان يحرج كليجدار أوغلو: اجعل الكهرباء مجانًا داخل بلدياتك أولًا

وتطرق كليتشدار أوغلو إلى قضية اللاجئين السوريين، وقال إن تركيا ستعيد ملايين اللاجئين إلى بلادهم، وستعاد العلاقات الدبلوماسية مع بشار الأسد إذا فاز تحالف المعارضة في الانتخابات.

وتابع: “إذا دعت الحاجة إلى تدخل الأمم المتحدة، فإنه يجب الحصول على ضمانات بنسبة 100 بالمئة من الأسد، ويجب ربطها بالاتفاقيات الدولية”.

وقال إن “أموال الاتحاد الأوروبي يمكن أن تستخدم في الأماكن التي سيعيش فيها أولئك الذين سيذهبون إلى سوريا، وللمشاركة في تحقيق الأمن”.

على الرغم من الارتياح الكبير داخل الأوساط التركية من الخطوات التصالحية وتصفير المشاكل مع الدول المناوئة التي اتخذها حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، إلا أن مراقبين رأوا أنها تخريبا لخطط المعارضة قبل نحو من عام من موعد الانتخابات الشاملة في البلاد.

وأوضح المراقبون أن حجم الاستقبال الإماراتي المهيب فاجأ أشد المتفائلين المؤيدين لترميم العلاقات بين أنقرة وأبو ظبي.

اقرأ أيضا

هل غدًا عطلة دراسية في تركيا؟ أول تعليق من محافظ أنطاليا

وأشاروا إلى أن من شأن هذا التقارب أن يدشن صفحة جديدة للعلاقات التركية-الإماراتية في ظل التحركات الدبلوماسية التي تشهدها المنطقة، إضافة إلى تأثيرها على  الاقتصاد التركي بشكل إيجابي، من خلال الاستثمارات الإماراتية الضخمة وارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين.

وفي هذا السياق يقول الكاتب والمحلل السياسي إسماعيل ياشا إن المعارضة التركية لا تخفي استياءها من خطوات أنقرة التي تهدف إلى المصالحة مع الدول التي تدهورت علاقات تركيا معها في السنوات الأخيرة.

وأوضح ياشا أن المعارضة انتقدت زيارة أردوغان للعاصمة الإماراتية، خاصة أن رئيس الجمهورية التركي سبق أن اتهم الإمارات بدعم محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها ضباط موالون لجماعة غولن في 15 تموز/ يوليو 2016.

وأضاف أن انزعاج المعارضة من التقارب التركي الإماراتي ونجاح أردوغان في زيارته يعود إلى الآثار السلبية المحتملة التي قد تنعكس على خطط المعارضة الانتخابية، مشيرًا إلى أن ذاك الانزعاج لا ينبع على الإطلاق من موقف مؤيد لمطالبة الشعوب بالديمقراطية ومعارض لوقوف الإمارات ضد ثورات الربيع العربي.

اقرأ ايضا/ اجتماع سداسي لأول مرة.. هل سيتكمن زعماء المعارضة التركية من الاتفاق على مرشح ينافس أردوغان حقاً؟

وأشار إلى أن العلاقات بين الدول تشهد صعودا وهبوطا، كما أن تاريخ البشرية مليء بالحروب ومعاهدات السلام، ولعل أقرب مثال لتحسن العلاقات بين دولتين بعد تدهورها بشكل غير مسبوق، ما جرى بين السعودية وقطر.

ولفت ياشا إلى أن بعد المصالحة الخليجية لم يعد الإعلام السعودي يتهم الدوحة بتمويل الإرهاب، ولا يتحدث عن “قناة سلوى التي ستحوِّل قطر إلى جزيرة معزولة”، كما قيل أيام الأزمة.

وتابع: “تركيا مقبلة على انتخابات في غاية الأهمية. ولذلك، فإن هذا السؤال يطرح نفسه بعد كل تطور: “هل يمكن أن يؤدي هذا إلى تغيير في آراء الناخبين؟”.

ويجيب الباحث السياسي عن هذا السؤال بقوله أن الناخبين قد ينقسمون إلى قسمين: قسم المتعاطفين مع ثورات الربيع العربي والقضية الفلسطينية ومن المحتمل ألا يصوتوا للرئيس أردوغان .

أما القسم الثاني وهم عموم الناخبين الذين يهمهم الوضع الاقتصادي بالدرجة الأولى، وسيتفهمون دوافع هذه الخطوات التي تهدف إلى حماية أمن البلاد واستقرارها ومصالحها القومية والاقتصادية.

ويرى خبراء وعاملون في القطاع السياحي أن تركيا والإمارات تعدان وجهتين سياحيتين متميزتين سواء لاستقطاب السياح أو للتوسع استثماريا بالقطاع؛ لما يتمتع به البلدان من بنية تحتية قوية ومرافق ومعالم سياحية وثقافية وتاريخية متنوعة وجاذبة.

المصدر: تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.