مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية يومها الرابع، يرى مراقبون أن تركيا قد تدفع ثمنا وتكاليف باهظة نتيجة هذه الحرب.
وأشار المراقبون أن الغزو الروسي سينتج عنه أن تركيا ستدفع الثمن على المستوى السياسي والدبلوماسي، على الرغم من أنها اتبعت سياسة حذرة مع روسيا.
وفي هذا السياق يقول الكاتب والمحلل التركي علي حسين باكير في مقال له أن الجانب التركي بعلاقات جيّدة مع روسيا وأوكرانيا، لكنّه انخرط في شراكة استراتيجية متنامية مع كييف خلال السنوات الماضية لموازنة العلاقة مع روسيا.
واضاف أن البعض صنف تركيا في خانة الرابحين على اعتبار أنّ الأزمة أتاحت لها التحرّك دبلوماسياً والتأكيد على دورها المحوري والفاعل في حلف شمال الأطلسي.
ولفت باكير إلى أن روسيا ترتب ما أسماها تكاليف باهظة على تركيا على أكثر من صعيدك “فعلى المستوى السياسي والدبلوماسي، لم يستجب الجانب الروسي لدعوات أنقرة المتكررة للحوار والوساطة وتجاهلها تماماً، وهو ما قلّل من قيمة تركيا.
كما أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أراد أن يوجه رسالة لقادة الدول الأوروبية إنه ليس لدى تركيا ما تقدمه.
اقرأ أيضا/ روسيا: الجيش الأوكراني بدأ الاستخدام المكثف للذخيرة المملوءة بالفوسفور
وأشار إلى أن تركيا حاولت تطوير علاقات أقوى مع أوكرانيا لتحقيق نوع من التوازن مع موسكو، غير أنه في ظل التطورات التي تجري اليوم، فإنّ خلق دولة عميلة لروسيا في أوكرانيا يعني أنّ تركيا ستخسر على الأرجح القدرة على توظيف العلاقة مع كييف لتحقيق توازن في العلاقة مع موسكو، وفق قوله.
وأوضح ان الشراكة الاستراتيجية التي أنشأتها تركيا مع أوكرانيا في مجال الصناعات الدفاعية سيصبح في مهب الريح، خاصة مع الغزو الروسي لأوكرانيا وشروط الاستسلام التي تسعى موسكو لفرضها على كييف.
أما الثمن الأكبر من وجه نظر الكاتب هو من الناحية جيو سياسية، إذ يقول ان احتلال أوكرانيا يعزز من تواجد روسيا العسكري على البحر الأسود للمرّة الثانية بعد احتلال وضم موسكو لشبه جزيرة القرم في العام 2014.
وأضاف: “تعزيز الوجود الروسي على شريط أوسع في البحر الأسود يقوّض من توازن القوى في تلك المنطقة الحيوية، ويميل الكفّة إلى موسكو بما يشكّل تهديداً حقيقياً لتركيا.
كما أن التداعيات الجيو ـ سياسية لغزو أوكرانيا سيتجاوز مداها شرق أوروبا، إذ أن الدول الصغيرة على حدود تركيا والقريبة جغرافيا من روسيا ستصبح في وضع أضعف وستخشى اتباع سياسات لا تتماشى مع الأجندة الروسية، وهذا قد يضعف من موقف أنقرة في القوقاز وآسيا الوسطى.
وفي وقت سابق قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا هي الطرف الذي اختار العاصمة البيلاروسية مينسك مكانا لإجراء مفاوضات، وليس الجانب الأوكراني.
واقترح زيلينسكي أن تحتضن اسطنبول أو وارسو أو باكو أو براتيسلافا أو بودابست بدلًا من بيلاروسيا التي انطلقت منها هجمات على بلاده.
وأوضح في رسالة مصورة أن بيلاروسيا كانت منطلقا لصواريخ تجاه بلاده قبل 4 أيام، لافتا إلى أنه لولا تلك الهجمات لوافقت أوكرانيا على إجراء المفاوضات في مينسك.
ولفت إلى أن بلاده شاركت في مفاوضات بمينسك عندما كانت الأخيرة محايدة، مؤكدا أن أوكرانيا ترغب في السلام والحوار وانتهاء الحرب.
وأفاد أنهم اقترحوا على الجانب الروسي اجراء المفاوضات في إسطنبول أو وارسو أو باكو أو براتيسلافا أو بودابست بدلًا من بيلاروسيا
ونبه أنهم مستعدون للتفاوض في أي دولة لا تنطلق منها القنابل على أوكرانيا، قائلا: “بهذه الصورة فقط يمكن أن تكون المفاوضات صادقة وتنهي الحرب حقا”.
وفي وقت سابق طمأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خاصة مع دخول الغزو الروسي لليوم الرابع.
اقرأ أيضا/ مظاهرات في تركيا تندد بالهجوم الروسي على أوكرانيا
وقال أردوغان خلال اتصال هاتفي مع زيلينسكي إن بلاده تبذل جهودا في سبيل التوصل إلى هدنة تحد من الخسائر بأوكرانيا.
ووفق بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فإن الرئيسين بحثا العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وآخر المستجدات في هذا السياق.
وأبلغ أردوغان زيلينسكي بأن “تركيا تبذل جهودا من أجل التوصل إلى هدنة في أقرب وقت للحد من إلحاق المزيد من الخسائر بأوكرانيا”.
وقدم تعازيه للرئيس الأوكراني في ضحايا الهجوم الروسي، وتمنى الشفاء العاجل للمصابين.
من جانبه قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم الأحد إن وفدا روسيا وصل إلى بيلاروس لإجراء محادثات مع الأوكرانيين.
وقال إن الوفد ضم ممثلين عن وزارة الخارجية ووزارة الدفاع وإدارات أخرى، بما في ذلك إدارة الرئاسة، وأكدت وزارة خارجية بيلاروس وصولهم.
وأضاف “سنكون مستعدين لبدء هذه المفاوضات في مدينة غوميل”.
المصدر: تركيا الان