دور تركيا يحظى بتقدير دولي والغرب لا يريدون إيقاف الحرب

مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية أسبوعها الثالث، لا تزال تركيا تحافظ على دورها وموقفها المتوازن والداعي لإيقاف الحرب.

ووفق مراقبين فإن هذا الدور الذي تلعبه تركيا جعلها تحظى بتقدير كبير في المجتمع الدولي.

وفي هذا السياق يقول الكاتب التركي عبد القادر سيلفي في تقرير على صحيفة “حرييت”، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقود طريقا ثالثا في حرب القوى الدولية بأوكرانيا.

وأشار سلفي إلى أن دول الغرب لا تتخذ خطوات لوقف الحرب، ولا أحد يسعى بعزيمة من أجل وقف نزيف الحرب إلا تركيا.

وأوضح |لى أن موقف تركيا القائم على رفض غزو أوكرانيا، مع تأكيد حساسيات روسيا بشأن أمن حدودها، جعلها محاورا موثوقا به بالنسبة للرئيسين الروسي والأوكراني.

وأصاف ان تركيا تعمل للحصول على نتائج من خلال الاجتماع بين وزيري أوكرانيا وروسيا، واتخاذ خطوات أخرى، مشيرا إلى أن هدفهم عقد اجتماع ثلاثي بين أردوغان وبوتين وزيلينسكي.

ووفق مراقبين فإنه في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، تم تقييم العلاقات بين تركيا وروسيا من منظور المنافسة الجيوسياسية المحتملة في مجالات معينة، والتعاون في مجالات تجارية لا سيما الطاقة.

ووصفوا تلك العلاقة بين الجانبين بأنها تعاونية وتنافسية في الوقت نفسه.

وفيما يخص دور تركيا في الحرب والعلاقة مع روسيا تقول الكاتبة التركية فيشنه كوركماز إن طرفي الحرب وخاصة روسيا تراعي 3 عناصر مهمة تدفعها إلى التفكير في ردود فعل أنقرة.

اقرأ أيضا

بيان من الكرملين بشأن طلاق أسماء الأسد!

أولها: سيطرة تركيا على المضائق من خلال اتفاقية “مونترو”، وهو ما يمنع روسيا اتخاذ خطوات يمكن أن تعطل الاستقرار والتوازنات في البحر الأسود.

وأشارت كوركماز إلى أن روسيا لاحظت موسكو عزم تركيا على إعطاء الأولوية للاستقرار في البحر الأسود، وتبني سياسة تؤكد على أنه لا غنى عن كييف وموسكو بالنسبة لها، وتحافظ على موقف متوازن.

ثانيها: شراء أنقرة لمنظومة “أس400″، وبطبيعة الحال من المهم بالنسبة لروسيا أن تركيا هي العضو الأول والوحيد في الناتو الذي يوقع عقدا لشراء المنظومة الجوية.

وأوضحت أن اقتناء تركيا للمنظومة جاء في الوقت الذي تحولت فيه تركيا لفكرة تعزيز الاستقلالية في صناعاتها الدفاعية، وتنويع مصادر الواردات العسكرية.

ولفتت أن تركيا تتطور بشكل لافت بمجال الصناعات الدفاعية لا يقارن مع التطورات في مجال الطائرات المسيرة، وهذا يزيد قوة تركيا التفاوضية أمام محاوريها في الأسواق التي نوعتها من أجل الحلول الوسيطة.

وأضافت الناتو قد يتخذ موقفًا إستراتيجيًا أكثر تنسيقا ما بين الدول الأعضاء بهدف مواجهة التحديات الروسية المتزايدة، مشيرة إلى ان هذه التطورات لن تقضي تماما على استراتيجية التنويع التركية، ومكان روسيا في هذه الاستراتيجية، ولكن من الجيد لأنقرة تقييم العلاقات مع موسكو على أساس التكلفة والمكاسب.

ثالثها: يكمن في أن المناطق التي تسعى روسيا للتمدد فيها والسيطرة عليها (البحر الأسود، وشرق المتوسط، وجنوب القوقاز)، تعد مناطق لها مكانتها الاستراتيجية لتركيا.

وكان أحد الأسباب التي جمعت أنقرة وموسكو معا في عملية أستانا، هو رغبة العاصمتين في تحقيق التوازن مقابل السياسات الأمريكية غير المرغوبة في سوريا بالتحديد.

أكدت تركيا أن الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا ليست عادلة وأنها ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الأوكراني.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.