من المقرر أن يلتقي الرئيس رجب طيب أردوغان برئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس غدا الأحد في اسطنبول في زيارة هي الأولى بعد انقطاع طويل وتبادل اتهامات بين تركيا واليونان.
وقالت الرئاسة التركية إن الزعيمين سيبحثان العلاقات الثنائية وقضايا اقليمية خلال لقائهما إضافة إلى تداعيات الحرب الروسية والاوكرانية.
ووفق مراقبين وخبراء فإن هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة في هذه الفترة الحساسة، في ظل معاناة الاقتصاد التركي والحرب الدائرة في المنطقة.
وفي هذا السياق اعرب الخبير الاقتصادي لفتت صادق أحمد عن ترحيب عالم الأعمال التركي بالزيارة، مشيرا إلى أن تقوية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ستزيد من شجاعة عالم الأعمال، وستكون عامل تحفيز مهم لرجال الأعمال من البلدين.
وأوضح أن عالم الأعمال يرغب في رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين من 5 إلى 6-7 مليارات دولار خلال فترة قصيرة، مطالباً بتسهيل إجراءات قيام رجال الأعمال الأتراك بتنفيذ استثمارات في اليونان.
واضاف ان أغلب الواردات التركية من اليونان تتم في قطاع البتروكيماويات والمنتجات الزراعية، في حين تشمل الصادرات التركية لليونان العديد من القطاعات أبرزها السيارات والملابس الجاهزة والماكينات.
وتوقع لفنت صادق أحمد وجود فرص كبيرة للتعاون بين البلدين في مجالات الزراعة والسياحة والطاقة، لافتا إلى وجود إمكانات كبيرة لدى البلدين للتعاون في مجال الزراعة.
وتابع: “بالنسبة للسياحة يمكن تنظيم باقات وجولات سياحية مشتركة يقيم فيها السياح بضعة أيام في اليونان وبضعة أيام في تركيا”.
أما ما يخص مجال الطاقة يمكن للشركات التركية واليونانية الاتحاد فيما بينها وتنفيذ استثمارات مشتركة في مجال الطاقة.”
إقرأ أيضا: توتر جديد بين تركيا واليونان بسبب قبرص!
وكشف عن رغبتهم في عقد منتدى أعمال يجتمع فيه رجال الأعمال من البلدين بحضور الرئيس أردوغان ورئيس الوزراء ميتشوتاكيس.
ذكرت مصادر إعلامية أن جولة استكشافية جديدة ستعقد بين اليونان وتركيا لبحث الوضع في بحر إيجة وشرقي المتوسط، ستنعقد يوم الثلاثاء المقبل.
وقالت المصادر إن الجولة القادمة ستجري في أثينا بتاريخ 22 فبراير/ شباط الجاري في إطار الاجتماع الثالث لتطوير أجندة إيجابية بين البلدين.
وفي هذا الإطار قالت وزارة الخارجية التركية إن نائبي وزيري الخارجية التركي سادات أونال، واليوناني كوستاس فراغكوغيانيس، سيلتقيان في اجتماع عمل في 21 فبراير/ شباط الجاري في العاصمة أثينا .
وأوضحت الوزارة أن أونال وفراغكوغيانيس سيبحثان لقاءات “حوار الأجندة الإيجابية” في مجالي الاقتصاد والتجارة بين البلدين.
واشارت إلى أن الجولة الـ64 من المحادثات الاستشارية مع اليونان لبحث الوضع في بحر إيجة وشرقي المتوسط، ستنعقد يوم الثلاثاء المقبل.
وانطلقت الجولة الأولى من المحادثات بين البلدين عام 2002 بأنقرة، من أجل تحضير أرضية لحل “عادل ودائم وشامل” يقبله الطرفان لمعالجة خلافاتهما في بحري إيجة والمتوسط.
وانعقدت الجولة رقم 60 من المحادثات في مارس/ آذار 2016 بأثينا، وبعد ذلك التاريخ، توقفت بسبب الظروف السياسية وموقف اليونان الفاتر.
وفي 2021 استؤنفت المحادثات، حيث انعقدت الجولة رقم 61 في إسطنبول بتاريخ 25 يناير/كانون الثاني 2021، وبدأ منذ ذلك الحين استخدام مصطلح “الاستشارية” عوضا عن “الاستكشافية” لوصف المحادثات.
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو ونظيره اليونان نيكوس دندياس اتفقا في نيسان/ أبريل 2021 على تطوير أجندة إيجابية في مجالي الاقتصاد والتجارة بين البلدين.
اقرأ أيضا/ جولة محادثات استكشافية جديدة بين أنقرة وأثينا
واستضافت مدينة كافالا اليونانية الاجتماع الأول يومي 28 و29 مايو/ أيار، وأنطاليا التركية الاجتماع الثاني في 16 يونيو/ حزيران من العام الماضي.
وازدادت حدة التوتر بين تركيا واليونان في الفترة الأخيرة, على خلفية التصريحات الاستفزازية للأخيرة, فيما تدافع الأولى عن نفسها, معتبرة أنها حريصة على تنفيذ مصالحها بالمنطقة.
وما زاد التوتر مؤخرا, تسلح اليونان بشكل مفاجئ, رغم وجود حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
ودفع هذا الأمر, وزير الدفاع التركي, خلوصي أكار لمهاجمة اليونان, قائلا: “إنها تجري اتفاقات مع عدة دول في حلف شمال الأطلسي”.
وأضاف: “اليونان تسلك حاليا طريقا أكبر من حجمها بكثير, عليها أن تتحمل التبعات”.
وقال أكار في اجتماع مع ممثلي وسائل الإعلام بمبنى وزارة الدفاع بالعاصمة “أنقرة”، إن اليونان تتسلح حاليا, رغم وجودها في “الناتو”.
وتساءل: “هذا التسلح ضد من؟, إنه كثير من أجل الدفاع، وقليل من أجل تركيا”.
وشدد وزير الدفاع التركي, على أن بلاده لا تشكل تهديدا على أحد، وليس لها أطماع في أراضي أحد.
ولفت إلى أن تركيا مصدر أمان لأصدقائها، وهي حليفة قوية وفاعلة، ولا يمكن تحقيق أي نتيجة من خلال تشويه سمعتها.
وأكد أكار أن تركيا لا يمكنها أن تستخدم المنظومة الروسية الدفاعية “إس 400”, إلا في حال الاعتداء عليها.
وبيّن أنها تمثّل إحدى أولويات بلاده لضمان سلامة وأمن 84 مليون تركي, وفقا لتأكيده.
وفيما يتعلق بتقارب العلاقات بين السعودية ومصر من جهة, واليونان من جهة أخرى, ذكر الوزير التركي, أن بلاده تراقب التطورات من كافة محاورها.
وأشارت إلى أن تركيا تنظر بحيادية تجاه هذه العلاقة, دون أن يكون لها أي رد فعل.
ولفت إلى أن هذا الأمر غير مقلق, خاصة أنه لا يهدد أمن واستقرار المنطقة.
ولكنه شدد على أن تركيا تراقب عن كثب كل ما يدور حولها من تطورات.
ونوه إلى أن بلاده وصلت لمرحلة مهمة مع الإمارات, وستحاول تقريب وجهات النظر مع السعودية ومصر أيضا.
وذكر أن بلاده تلعب دورا فاعلا في الفترة الأخيرة بتوسيع دائرة علاقاتها ودورها المؤثر, خاصة أنها امتدت إلى 3 قارات.
المصدر: تركيا الان