أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الحرب الروسية الأوكرانية فضحت الأبعاد الخطيرة للإسلاموفوبيا والعنصرية الثقافية.
وقال أردوغان إن الاسلاموفوبيا تواصل الانتشار مثل وباء الطاعون خاصة في الدول الغربية، وتسمم جميع شرائح المجتمعات ابتداءً من الشارع وصولًا إلى طبقة السياسيين والعاملين والمسؤولين الحكوميين.
وأضاف في كلمة مصورة بعثها الرئيس أردوغان إلى منتدى الإعلام الدولي والإسلاموفوبيا بنسخته الثانية المنعقد في العاصمة التركية أنقرة: “مناخ الكراهية الذي تشجعه وسائل الإعلام غير المسؤولة يؤثر سلبًا على المسلمين والملايين من مختلف اللغات والأديان والأصول والثقافات”.
وأبدى الرئيس سروره لتنظيم المنتدى بنسخته الثانية بمشاركة أوسع وأشمل، لافتا إلى أن الجدل المخجل القائم في سياق الأزمة الأوكرانية يكشف عن الأبعاد الخطيرة للإسلاموفوبيا والعنصرية الثقافية.
وأكد أنه : “بصفتنا أشخاص ينتمون لحضارة تقول إن الإنسان أشرف المخلوقات وبوجوب إحياء الإنسان لتحيا الدولة، فإننا نرفض قطعيًا التمييز بين المظلومين والضحايا”.
وأوضح أردوغان أن محاربة الإسلاموفوبيا المتصاعدة ليست مسألة تخص المسلمين فقط بل الإنسانية جمعاء، مستدركًا بأنه خلاف ذلك سيكون من غير الممكن منع الهجمات المعادية للإسلام كالتي وقعت في نيوزيلندا عام 2019 وفي كندا عام 2021.
اقرأ أيضا/ شنطوب: ينتقد سياسات أوروبا بشأن الهجرة والإسلاموفوبيا
ولفت إلى أن المسؤولية الأكبر بهذا الخصوص تقع على عاتق العالم الإسلامي ومؤسساته إلى جانب السياسيين الغربيين ووسائل الإعلام والمؤسسات الحكومية.
وفي وقت سابق كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن فيروس أكثر فتكا وخبثًا من فيروس كورونا، في الوقت الذي أكد فيه أن تركيا وأمريكا دولتان صديقتان على الرغم من بعض خلافات الرأي في بعض القضايا.
وقال الرئيس خلال كلمة له في مدينة نيويورك ضمن ندوة نظمتها اللجنة الوطنية التوجيهية الأمريكية التركية وحملت عنوان “من الممكن إقامة عالم أكثر عدلًا”.
وأضاف أردوغان أن أزمة كورونا كشفت بوضوح الظلم والتشوه وعدم المساواة في النظام العالمي،مشيرا الى ان “العالم خلال العامين الماضيين مر بمرحلة مخاض بسببه”.
وأوضح أن كل دول العالم عانت صعوبات ومشاكل كبيرة في كل المجالات من التعليم إلى الصحة والتجارة والتوظيف، وخاصة في مجالات إنتاج الكمامات وأجهزة التنفس الاصطناعي والأدوية خلال فترة انتشار الوباء.
وشدد على انه لا يزال مئات الملايين من الناس في قارتي آسيا وإفريقيا لم يستطيعوا تلقي الجرعات المضادة لفيروس كورونا سواء كانت الأولى أو الثانية.
من جانب آخر لفت الرئيس أردوغان إلى ان بلاده تكافح فيروسا أكثر فتكًا وخبثاً من كورونا يتمثل في معاداة الإسلام، موضحا أن ذاك الفيروس انتشر بسرعة فائقة لسنوات عديدة في البلدان التي تعد مثالًا باعتبارها مهدا للديمقراطيات والحريات.
وتابع: “السياسة اليوم باتت حبيسة معاداة الإسلام والأجانب وتحولت إلى توجه هدام يصعّب الحياة اليومية للمسلمين ويهدد السلم الاجتماعي ويوجه سياسات الدولة”.
وأكد أردوغان أن قضية تهميش المسلمين بسبب عقيدتهم أو لغتهم أو اسمهم أو لباسهم أصبح أمرًا شائعًا الآن في العديد من البلدان، لافتا الى ان تركيا تلعب دورًا رياديًا في مكافحة معاداة الإسلام والتعصب في المنابر الدولية.
اقرأ أيضا/ أردوغان لبوتين: وقف إطلاق النار يساهم في حل الأزمة سياسيًا مع أوكرانيا
وشدد على أن بلاده تدعم كل مبادرة من شأنها أن ترفع التهديدات ضد الإسلام والمسلمين، وتبذل الجهود من أجل إبقاء مكافحة معاداة الإسلام على أجندة المنظمات الدولية بأسرها وعلى رأسها الأمم المتحدة.
ويأمل الرئيس التركي أن تلعب الجالية التركية في الولايات المتحدة دورًا أكبر في السياسية بالتوازي مع نجاحاتها في المجالات التجارية والعلمية والاجتماعية والثقافية، موضحا أن الإسهامات التي قدمتها الجالية التركية بالولايات المتحدة لها انعكاسات إيجابية للغاية على العلاقات التركية الأمريكية.
ولفت إلى أن تركيا والولايات المتحدة دولتان صديقتان وحليفتان على الرغم من وجود تباين في الرأي حول بعض القضايا بين الحين والآخر، مشددا على أن لبلاده مواقف ومصالح متشابهة في العديد من القضايا الإقليمية والعالمية.
وأردف: “على الرغم من تفشي الوباء، تجاوز حجم التبادل التجاري بيننا 20 مليار دولار العام الماضي. وآمل أن نصل إلى 25 مليار دولار هذا العام، ونواصل جهودنا دون انقطاع من أجل الوصول إلى هدف 100 مليار دولار”.
ولفت أردوغان إلى أنه ونظيره الأمريكي جو بايدن أكدا خلال لقائهما يونيو/ حزيران الماضي عزمهما حيال العمل سويًا من أجل تعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات.
وفي سياق آخر استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ممثلين عن الجالية المسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان اللقاء مغلقا في مبنى مركز مانهاتن، بمدينة نيويورك.
ثم زار مبنى “البيت التركي” الذي سيفتتح اليوم الاثنين في نيويورك بالولايات المتحدة، وتلقى أردوغان معلومات عن المبنى الجديد من مسؤولي “البيت التركي” .
وتبلغ المساحة الإجمالية لمبنى “البيت التركي” متعدد الأغراض قرابة 20 ألف متر مربع، ويبلغ ارتفاعه 171 متراً وعدد طوابقه 35 طابق.
ويضم المبنى حاليًا البعثة التركية الدائمة لدى الأمم المتحدة والقنصلية العامة في نيويورك فضلاً عن غرف الاجتماعات والمعارض وأماكن الإقامة ومواقف السيارات للموظفين.
المصدر: تركيا الان