رغم اتفاقهم على النظام البرلماني..انقسام عميق داخل المعارضة التركية
على الرغم من اتفاقهم على النظام البرلماني المعزز قبل أسابيع، برز انقسام عميق بين أحزاب المعارضة التركية خاصة بعد تصريحات رئيسة حزب الجيد ميرال أكشنار.
وصرحت أكشنار أنها تخطط لتقديم مرشح رئاسي لا يعرف اسمه أي أحد ولم يطرح اسمه على وسائل الإعلام أبدا، في إشارة إلى أنها لا تدعم ترشح كليتشدار أوغلو للانتخابات المقبلة.
ووفق محللين فإن هذا التصريح يدلل على أن المعارضة تشهد انقساما كبيرا في قضية تحديد “المرشح الرئاسي” الذي سيمثلهم في الانتخابات القادمة”.
وفي هذا السياق يقول الكاتب التركي محمد أجاد في مقال نشرته صحيفة يني شفق إن هذه الخلافات بين أحزاب المعارضة ليست جديدة خاصة أن أكشنار لمحت مرارا وتكرارا بأنها لا تفضل كليتشدار أوغلو كمرشح رئاسي.
ونقل عن مصادر في الحزب أنه ينوي تقديم مرشح مختلف عن مرشح حزب الشعب الجمهوري، الذي غالبا ما سيكون كمال كليتشدار أوغلو.
ولفت أجاد إلى أن تصريح أكشنار تهدف من ورائه استخدامه كورقة رابحة من أجل المنافسة مع زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو.
وأشار إلى ان أكشنار ترنو إلى ما هو أعلى من منصب رئاسة الوزراء الذي وعدها به كليجدار اوغلو، موضحا أن تصريحاتها أثارت حفيظة أنصار حزب الشعب الجمهوري.
وتوقع الباحث التركي أن المعارضة في البلاد تأخذ تعليماتها من الدول الخارجية الداعمة لها، لافتا إلى أن “القرار الأخير في تحديد شخصية المرشح الرئاسي لن تكون بيد هذه الأحزاب أساسا”.
اقرأ أيضا/ اجتماع سداسي لأول مرة.. هل سيتكمن زعماء المعارضة التركية من الاتفاق على مرشح ينافس أردوغان حقاً؟
وفي وقت سابق ذكرت مصادر إعلامية أن التحالف الحاكم في تركيا الذي يضم حزب العدالة والتنمية والحركة القومية، قدم مشروع قرار لرئاسة البرلمان التركي فيما يخص الانتخابات، في خطوة تعد استباقية ومفاجئة للمعارضة التركية.
وقالت المصادر أن كل نواب الحزبين وقعوا على المقترح الذي يقترح خفض العتبة الانتخابية لدخول البرلمان من 10 إلى 7 بالمئة.
وبموجب مشروع القرار المقترح، سيتمكن كل حزب سياسي في تركيا، من الدخول إلى البرلمان بمجرد حصوله على 7 بالمئة من أصوات الناخبين.
وينص مشروع القرار أيضاً على ضرورة أن يكون الحزب السياسي الراغب في المشاركة بالانتخابات قد عقد لمرتين متتاليتين مؤتمراتها الكبرى في الولايات والأقضية.
وبالتالي، لا يحق للأحزاب السياسية التي لها كتل نيابية في البرلمان، من خوض الانتخابات ما لم تكن قد عقدت مؤتمراتها لمرتين على الأقل خلال المدة المحددة في قانون الأحزاب السياسية وفي أنظمتها الداخلية.
ووفق مراقبين فإن هذه هذا القرار يعد خطوة استباقية ومفاجئة لأحزاب المعارضة التي اتفقت قبل أياام على النظام البرلماني المعزز وكان من ضمنها تخفيض العتبة الانتخابية.
ذكرت مصادر إعلامية أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان التقي بشريكه في الائتلاف الحاكم دولت باهتشلي زعيم الحركة القومية بعد أيام من اجتماع أحزاب المعارضة الستة.
وأوضحت المصادر أن اللقاء كان مغلقا في المجمع الرئاسي بأنقرة، في حين استغرق ساعة واحدة، لافتة إلى أنه لم ترد أي معلومات حول فحوى اللقاء.
وتوقع مراقبون أن الاجتماع تناول بحث سبل التعاون بين أحزاب الائتلاف الحاكم لمواجهة تحالف المعارضة الذين وقعوا اتفاقية النظام البرلماني المعزز.
وأشاروا إلى أنه من المحتمل أن يكون اللقاء بداية لسلسة من اللقاءات التي قد يجريها الرئيس مع عدد من القيادات والشخصيات السياسية في تركيا، وذلك استعدادا للانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو من العام المقبل.
اقرأ أيضا/ أحزاب المعارضة التركية توقع على اتفاقية “النظام البرلماني المعزز”.. هذه أهم بنوده
في المقابل أوضحت المصادر إعلامية أن زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كيلجدار أوغلو، لم يكن طبيعيا في اجتماع قادة المعارضة التركية أمس، الذي نوتج عنه توقيع على اتفاق لتطبيق النظام البرلماني المعزز في حال فوز مرشحهم في الانتخابات المقبلة
وأشارت المصادر إلى أنه كان متوترًا للغاية، في حين كانت زعيمة حزب الجيد، ميرال أكشنير، سعيدة جدًا وراضية وكأنها كانت تنتظر هذه اللحظة طوال حياتها.
وفي هذا السياق يقول الكاتب والمحلل السياسي عبد القادر سيلفي في مقال نشرته صحيفة حرييت إن كليجدار أوغلو كان متوترا بسبب عدم قدرته على إقناع قادة المعارضة والحصول على الدعم الذي كان يتوقعه لاختياره كمرشح رئاسي مشترك، على الرغم من نجاحه في جمع القادة على طاولة واحدة.
واضاف سيلفي أن الهدف الأساسي لكليجدار أوغلو من جمع قادة المعارضة هو الحصول على دعمهم في الانتخابات الرئاسية، والتقدم بخطوة على رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.
وأوضح أن أن ميرال أكشنير وتمل كاراموللا أوغلو (حزب السعادة) وأحمد داوود أوغلو (حزب المستقبل) لم يقتنعوا باختيار كيليتشدار أوغلو كمرشح مشترك.
واشار إلى أنهم يعتقدون أن احتمالية الفوز في الانتخابات مع كيليتشدار أوغلو ضئيلة جدًا.
ووقعت أحزاب المعارضة التركية قد وقعت على مسودة اتفاق بشأن “النظام البرلماني المعزز”، متعهدة بتطبيق بنوده إذا حالفهم الحظ وفازوا في الانتخابات المقبلة التي ستعقد في حزيران يونيو العام المقبل.
والأحزاب التي وقعت الاتفاقية هي حزب الشعب الجمهوري، و”الجيد” و”السعادة “و”المستقبل” و”الديمقراطية والتقدم” و”الحزب الديمقراطي”.
بدوره قال محرم إركيك مساعد رئيس حزب الشعب الجمهوري، في احتفال التوقيع: “لقد قمنا بعمل مكثف على أساس التشاور والمصالحة في مذكرة التفاهم حول النظام البرلماني المعزز التي أعددناها لبناء تركيا الغد”.
وأضاف أن النظام البرلماني المعزز نظام شفاف وخاضع للمساءلة، وبصفتنا ستة أحزاب سياسية فنحن ملتزمون بتنفيذه، ونأمل من خلاله تحقيق السلام والاستقرار للأمة التركية.
ويتكون الاتفاق من 42 صفحة شملت عدة بنود تنظم العمل السياسي وفق النظام الجديد.
المصدر: تركيا الان