هل تسرع تصريحات أوروبا الإيجابية تجاه تركيا قبول عضويتها في الاتحاد؟

توالت التصريحات الإيجابية من أوروبا تجاه تركيا تقديرا لجهودها التي تبذلها  لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، بالطرق الدبلوماسية، ما جعلها تحرك قضية عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي.

فقد عبر متحدث المفوضية الأوروبية بيتر ستانو عن تقديره لموقف تركيا الواضح من الحرب إذ عارضت التدخل العسكري ولعبت دورا مهما في الوساطة بين الطرفين، كان آخرها تنظبم أول لقاء مباشر بين وزيري الخارجية الأوكراني والروسي عقب بدء الحرب.

وفي هذا السياق تقول الكاتبة والباحثة السياسية صالحة علام أن السياسة الخارجية التركية منذ البداية غردت خارج السرب الغربي ما أهلتها – دون غيرها – للقيام بدور الوسيط النزيه، الذي يسعى بجدية إلى إيجاد حل عملي ومنطقي يفضي إلى وقف كامل لإطلاق النار.

وأوضحت علام  أن التحرك التركي لقى ترحيبا كبيرا من دول حلف الناتو، التي تخشى اتساع رقعة الحرب، بما ينذر حال حدوثه باشتعال حرب عالمية ثالثة، العالم في غني عنها.

وأشارت إلى أن أن هذه المواقف الإيجابية تجاه التحرك الدبلوماسي التركي، شجعت أنقرة على استغلال الفرصة لتحقيق بعض المكاسب السريعة، أبرزها عضوية الاتحاد.

ولفتت  إلى أن أردوغان أعلن أن على الاتحاد الأوربي أن ينظر إلى تركيا من نفس منظور نظرته إلى أوكرانيا، وينهي ملف عضويتها به، خصوصا وأن بلاده مرشحة لهذه العضوية منذ العام 1987.

وأوصحت الكاتبة أن الاتحاد الأوربي أصبح يدرك الآن الأهمية القصوى لموقع تركيا الجيوسياسي، بعد أن صدمه هذا الاجتياح الروسي لدولة أوكرانيا، الذي يعد الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، وعدم قدرة حلف الناتو على الرد خشية اتساع نطاق الحرب.

وأضافت: سارع الأوربيون للحديث عن تركيا كحليف لا يمكن الاستغناء عن خدماته في مجالات الهجرة والأمن والطاقة، بعد أن برزت أهمية الإمدادات التركية للغاز الطبيعي إلى القارة الأوربية.

وفي وقت سابق ذكرت مصادر إعلامية أن اللجنة البرلمانية المشتركة بين تركيا والاتحاد الأوروبي قد التئمت من جديد في البرلمان الأوروبي في بروكسل بعد انقطاع ثلاث سنوات.

وقالت المصادر إن الاجتماع ترأسه باسم الاتحاد الأوروبي سيرغي لاجودينسكي النائب في البرلمان الأوروبي، ومن الجانب التركي النائب إسماعيل أمراه قارايل.

وفي الكلمة الافتتاحية أعرب قارايل عن اعتقاده بأن الاجتماع سيساهم في تطوير العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي،مؤكدا انهم سيناقشون أولا مفاوضات الانضمام.

وأضاف: “من الضروري للغاية أن يتخذ الاتحاد خطوات حقيقية وملموسة في علاقاته مع تركيا في الفترة المقبلة” معربا عن أمله أن يتخذ البرلمان الأوروبي خطوات داعمة في هذا الصدد.. النهج البناء سيصب لصالح الجانبين”.

من جانبه لفت لاجودينسكي إلى أن تركيا شريك مهم للاتحاد الأوروبي ودولة مرشحة لعضويته، مشيرا إلى أن السنوات الأخيرة شهدت اختلافات في قضايا سياسية.

وأكد ان الوقت قد حان لسد هذه الفجوة والاقتراب من بعضنا البعض مرة أخرى.

وتعقد اللجنة البرلمانية المشتركة اجتماعاً في الفترة من 17 إلى 18 مارس/أذار الحالي.

ومن المقرر أن يناقش النواب الأتراك والأوروبيون بشكل مكثف العلاقات البرلمانية الثنائية بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية.

اقرأ أيضا/ الشريك الأكبر لها ..الاتحاد الأوروبي يحدّث الاتفاقية التجارية مع تركيا

وفي الآونة الأخيرة، زادت الزيارات من المسؤولين الأوروبيين إلى تركيا، كان آخرها زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس، هي الأولى من نوعها منذ تسلمه مهامه في ديسمبر الماضي، وقبلها رئيس الوزراء اليوناني الذي أكد أن الخلافات مع تركيا في طريقها للحل.

ووفق مراقبين فإن هذه الزيارات المتعاقبة تأتي متزامنة مع الجهد الدبلوماسي الذي تجريه تركيا تجاه الأزمة الروسية الأوكرانية.

وفي هذا السياق يقول الكاتب التركي برهان الدين دوران، في تقرير نشرته صحيفة “صباح”، إن سبب هذه الزيارات هو السياسة التي اتبعتها تركيا في الأشهر الأخيرة وهي صفر مشاكل وبدأتها مع الإمارات و إسرائيل واليونان.

واشار دوران إلى أن عزل روسيا من الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي قاسية لدرجة أن الهزات الارتدادية في الزلزال الذي أحدثته القوة العظمى تثير قلق عواصم العالم.

وأوضح أنه حتى إذا نجح بوتين أو التحالف الغربي فإن النظام الدولي سيكون مليئا بالتوترات الجديدة، إضافة أن دول آسيا الوسطى والشرق الأوسط والقوقاز بالإضافة إلى أوروبا الشرقية ودول البلطيق ستشعر بمزيد من الضغط من روسيا.

وفي اتجاه آخر يرى الكاتب أنه إذا أجبر التحالف الغربي روسيا على التراجع، فإن الولايات المتحدة ستستخدم هذا النجاح في منافستها مع الصين.

ولفت إلى إن قادة العالم باتوا أكثر إدراكا للتحول الجيوسياسي ما جعلهم يتجهون إلى مساعٍ جديدة في القطاعات الاستراتيجية لاسيما الدفاع والمواد الخام والطاقة والغذاء.

كما أن الغرب أصبح في وضع لم يعد فيه قادرا على تجاهل الدور الذي لعبته ويمكن أن تلعبه تركيا، التي أدركت أهميتها في الأزمات السورية والعراقية والليبية.

واشار إلى  أن ألمانيا التي تعد المحرك الاقتصادي للاتحاد الأوروبي تحتاج إلى خطوة تعاون جديدة مع تركيا من أجل خلق بدائل في مجال الطاقة، وأصبح شرق المتوسط محور اهتمام التحالفات المتغيرة.

وشدد على أن ثلاث دول تلعب دورا بارزا في تشكيل مستقبل أوروبا، وهي روسيا وبريطانيا وتركيا، ومع غزو أوكرانيا أصبحت روسيا بوتين في موضع العدو لأوروبا، وتعطي العقوبات الثقافية والاقتصادية الحادة انطباعا بأن اندماج روسيا مع الغرب قد تم التخلي عنه لفترة طويلة.

وتابع بأن الأزمة الأوكرانية أظهرت أنه إذا لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من التغلب على “العمى الاستراتيجي” تجاه تركيا، فمن المرجح أن يشهد أزمات جديدة، والمستشار الألماني الجديد يتعين عليه اتخاذ قرارات جريئة وصعبة من أجل مستقبل الاتحاد.

ذكرت مصادر إعلامية أن إحدى الدول الأوروبية تخشى من غزو روسي مماثل لما حدث مع أوكرانيا،في وقت طلبت فيه من تركيا المساعدة بتزويدها بطائرات مسيرة من نوع “بيرقدار تي بي 2”.

وقالت المصادر إن أرتيس بابريكس، نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع في لاتفيا، قد طلب من تركيا نشر الطائرات المسيرة  في بلاده لعدة أشهر.

وأوضحت أن المسؤول اللاتفي أجرى مقابلة مع “موقع الصناعات الدفاعية” المختص بأخبار الصناعات الدفاعية التركية، على هامش مشاركته في منتدى أنطاليا الدبلوماسي.

ولفت بابريكس، إلى أن المفاوضات بشأن شراء “بيرقدار تي بي 2” من تركيا لا تزال جارية، مضيفا أنه لم يجر التوقيع بشأنها بعد، موضحا أن بلاده مهتمة بالعديد من الصناعات الدفاعية التي تنتجها تركيا.

وأكد أن لاتفيا بحاجة إلى النظر إلى ميزانيتها، مضيفا: “نريد اختبار بيرقدار تي بي 2 في سمائنا، ونجري حاليا مفاوضات بهذا الشأن، نحن مهتمون بها”.

المصدر: تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.