تجددت الدعوات من داخل الاتحاد الأوروبي في الأونة الأخيرة لاغتنام الفرصة والتقرب من تركيا أكثر، خاصة في ظل تمسكها بدعم الحل السلمي بين روسيا وأوكرانيا وعدم انحيازها لأي منهما خلال الحرب.
وكان مقرر البرلمان الأوروبي في تركيا، ناتشو سانشيز آمور قد دعا إلى تحسين العلاقات بين أنقرة والاتحاد الأوروبي وذلك بعد عام من التقارب وإعادة العلاقات بين تركيا وبين العديد الدول التي كانت تعاديها.
وشدد على ضرورة اغتنام الأجواء “الإيجابية” السائدة حاليا بين تركيا والاتحاد الأوروبي من أجل تحسين العلاقات “الخاملة” منذ فترة طويلة بين الجانبين.
وقال إنه يجب اغتنام هذه الفترة لتحسين العلاقات، بما فيها العلاقات بين تركيا واليونان”، وأكد على ضرورة إنهاء الجدل الحاصل بين تركيا والاتحاد الأوروبي في الماضي والتركيز على المستقبل.
وأبدى المقرر الأوروبي امتنانه إزاء رؤية تركيا وهي تتبنّى نفس موقف الاتحاد الأوروبي تجاه الأزمة الأوكرانية.
توالت التصريحات الإيجابية من أوروبا تجاه تركيا تقديرا لجهودها التي تبذلها لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، بالطرق الدبلوماسية، ما جعلها تحرك قضية عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي.
فقد عبر متحدث المفوضية الأوروبية بيتر ستانو عن تقديره لموقف تركيا الواضح من الحرب إذ عارضت التدخل العسكري ولعبت دورا مهما في الوساطة بين الطرفين، كان آخرها تنظبم أول لقاء مباشر بين وزيري الخارجية الأوكراني والروسي عقب بدء الحرب.
وفي هذا السياق تقول الكاتبة والباحثة السياسية صالحة علام أن السياسة الخارجية التركية منذ البداية غردت خارج السرب الغربي ما أهلتها – دون غيرها – للقيام بدور الوسيط النزيه، الذي يسعى بجدية إلى إيجاد حل عملي ومنطقي يفضي إلى وقف كامل لإطلاق النار.
وأوضحت علام أن التحرك التركي لقى ترحيبا كبيرا من دول حلف الناتو، التي تخشى اتساع رقعة الحرب، بما ينذر حال حدوثه باشتعال حرب عالمية ثالثة، العالم في غني عنها.
وأشارت إلى أن أن هذه المواقف الإيجابية تجاه التحرك الدبلوماسي التركي، شجعت أنقرة على استغلال الفرصة لتحقيق بعض المكاسب السريعة، أبرزها عضوية الاتحاد.
ولفتت إلى أن أردوغان أعلن أن على الاتحاد الأوربي أن ينظر إلى تركيا من نفس منظور نظرته إلى أوكرانيا، وينهي ملف عضويتها به، خصوصا وأن بلاده مرشحة لهذه العضوية منذ العام 1987.
وأوصحت الكاتبة أن الاتحاد الأوربي أصبح يدرك الآن الأهمية القصوى لموقع تركيا الجيوسياسي، بعد أن صدمه هذا الاجتياح الروسي لدولة أوكرانيا، الذي يعد الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، وعدم قدرة حلف الناتو على الرد خشية اتساع نطاق الحرب.
وأضافت: سارع الأوربيون للحديث عن تركيا كحليف لا يمكن الاستغناء عن خدماته في مجالات الهجرة والأمن والطاقة، بعد أن برزت أهمية الإمدادات التركية للغاز الطبيعي إلى القارة الأوربية.
وفي وقت سابق ذكرت مصادر إعلامية أن اللجنة البرلمانية المشتركة بين تركيا والاتحاد الأوروبي قد التئمت من جديد في البرلمان الأوروبي في بروكسل بعد انقطاع ثلاث سنوات.
وقالت المصادر إن الاجتماع ترأسه باسم الاتحاد الأوروبي سيرغي لاجودينسكي النائب في البرلمان الأوروبي، ومن الجانب التركي النائب إسماعيل أمراه قارايل.
وفي الكلمة الافتتاحية أعرب قارايل عن اعتقاده بأن الاجتماع سيساهم في تطوير العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي،مؤكدا انهم سيناقشون أولا مفاوضات الانضمام.
وأضاف: “من الضروري للغاية أن يتخذ الاتحاد خطوات حقيقية وملموسة في علاقاته مع تركيا في الفترة المقبلة” معربا عن أمله أن يتخذ البرلمان الأوروبي خطوات داعمة في هذا الصدد.. النهج البناء سيصب لصالح الجانبين”.
من جانبه لفت لاجودينسكي إلى أن تركيا شريك مهم للاتحاد الأوروبي ودولة مرشحة لعضويته، مشيرا إلى أن السنوات الأخيرة شهدت اختلافات في قضايا سياسية.
وأكد ان الوقت قد حان لسد هذه الفجوة والاقتراب من بعضنا البعض مرة أخرى.
وتعقد اللجنة البرلمانية المشتركة اجتماعاً في الفترة من 17 إلى 18 مارس/أذار الحالي.
ومن المقرر أن يناقش النواب الأتراك والأوروبيون بشكل مكثف العلاقات البرلمانية الثنائية بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية.
وفي الآونة الأخيرة، زادت الزيارات من المسؤولين الأوروبيين إلى تركيا، كان آخرها زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس، هي الأولى من نوعها منذ تسلمه مهامه في ديسمبر الماضي، وقبلها رئيس الوزراء اليوناني الذي أكد أن الخلافات مع تركيا في طريقها للحل.
ووفق مراقبين فإن هذه الزيارات المتعاقبة تأتي متزامنة مع الجهد الدبلوماسي الذي تجريه تركيا تجاه الأزمة الروسية الأوكرانية.
وفي هذا السياق يقول الكاتب التركي برهان الدين دوران، في تقرير نشرته صحيفة “صباح”، إن سبب هذه الزيارات هو السياسة التي اتبعتها تركيا في الأشهر الأخيرة وهي صفر مشاكل وبدأتها مع الإمارات و إسرائيل واليونان.
واشار دوران إلى أن عزل روسيا من الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي قاسية لدرجة أن الهزات الارتدادية في الزلزال الذي أحدثته القوة العظمى تثير قلق عواصم العالم.
وأوضح أنه حتى إذا نجح بوتين أو التحالف الغربي فإن النظام الدولي سيكون مليئا بالتوترات الجديدة، إضافة أن دول آسيا الوسطى والشرق الأوسط والقوقاز بالإضافة إلى أوروبا الشرقية ودول البلطيق ستشعر بمزيد من الضغط من روسيا.
المصدر: تركيا الان
كشفت مؤسسة ASAL Research التركية للأبحاث والدراسات، الاثنين، عن نتائج آخر استطلاع رأي حول نتائج…
كشفت وسائل إعلام، الاثنين، عن معدلات الذكاء في الولايات التركية. وقالت أنه أجري الاستطلاع في…
كشفت هيئة الأرصاد التركية، في بيان، عن أخبار حزينة لسكان إسطنبول الذين كانوا ينتظرون تساقط…
تحطمت سفينة حاويات تحمل اسم AMNAH لسبب غير معروف في ميناء أمبارلي مرداس بإسطنبول. …
أصدرت هيئة الأرصاد الجوية التركية، الاثنين، التحذير الأصفر لـ6 مدن تركية من سقوط أمطار غزيرة…
وجه وزير الدفاع السوري الجديد مرهف أبو قسرة، الاثنين، الإنذار الأخير لحزب العمال الكردستاني والأكراد.…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.