مع تصاعد الأزمة الروسية الأوكرانية ودخول شهرها الثاني فقد عاشت الليرة التركية مع الأسواق المحيطة بها حالة من عدم اليقين، غير أن مراقبين أوضحوا أنها ارتفعت هامشيا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، متفاعلة مع البيانات الخاصة بالبطالة ومؤشر الثقة.
وقال المراقبون إن هذا الارتفاع جاء تزامنا مع استقرار مؤشر الدولار الأمريكي قرب مستويات 98.5 نقطة بعد قرار الفيدرالي الأمريكي بتحريك الفائدة بواقع 25 نقطة أساس.
وقبل ساعات أصدر مركز الإحصاء التركي المركزي بيانات مؤشر ثقة المستهلك لشهر مارس، ووفقا لها فقد شهد المؤشر تحسنًا حيث ارتفع من 71.2 نقطة إلى 72.5 نقطة.
أما معدل البطالة في تركيا خلال العام 2021 نحو 12% بانخفاض قدره 1.1 % مقارنة بـ2020، فقد تراجع عدد العاطلين عن العمل العام الماضي بمقدار 121 ألفا، إلى 3 ملايين و919 ألف شخص.
وكان عدد العاطلين عن العمل خلال عام 2020 سجل 4 ملايين و40 ألف شخص، وأشارت البيانات إلى أن معدل البطالة تراجع في 2020 من 13.1 بالمئة إلى 12 بالمئة العام الماضي.
وووفق البيانات فقد بلغ ، بلغ معدل البطالة في تركيا في يناير الماضي 11.4%، ووصل عدد العاطلين عن العمل إلى 3 ملايين و859 ألف شخص.
ولا تزال تداولات الليرة التركية قرب مستويات 14.8 ليرة / دولار بارتفاع طفيف لا يتجاوز 0.1% بينما تتأرجح بين مستويات 14.84 ليرة دولار ومستويات 14.78 ليرة / دولار.
اقرأ أيضا/ كيف سيتم تداول الليرة بعد قرار رفع سعر الفائدة؟
ورغم قرار المركزي التركي الأخير بتثبيت أسعار الفائدة إلا أن الليرة لا تزال تحوم قرب مستويات الـ15 ليرة/ دولار والتي تعد الاعلى منذ النهيار الكبير في ديسمبر حينما سقطت الليرة التركية عند مستويات تتجاوز الـ18 ليرة / دولار.
وأوضح المراقبون أنه بعد أيام من تثبيت البنك المركزي التركي سعر الفائدة عند 14 في المئة للشهر الثالث على التوالي، انخفضت الليرة إلى مستويات وصلت إلى 11 في المئة.
ووفق مراقبين فإن التضخم في تركيا وصل إلى 54 في المئة في فبراير الماضي ومن المتوقع أن يستمر في الارتفاع صوب 70 في المئة في الأشهر المقبلة.
وأشاروا إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية ووجه ضربة شديدة لليرة.
بدوره قال وزير المالية التركي نور الدين نباتي إن انخفاض الليرة في الآونة الأخيرة لا تزال في نطاق المستويات “المقبولة”.
وأضاف أن ارتفاع أسعار الطاقة العالمية يسرع التضخم في بلاده لكنها ستواصل العمل على خفضه، لافتا إلى أن خطة تدعمها الحكومة لحماية قيمة الودائع بالليرة من الانخفاض ساعدت في التخلص من “الهجمات” على سعر صرف الليرة.
وأوضح أن سعر الصرف لا يزال مستقرا لكنه يمضي قدما في حدود مقبولة، لافتا إلى أن العمل التركية انخفضت 44 في المئة العام الماضي.
وجاء الانخفاض في معظمه بعد سلسلة من التخفيضات في أسعار الفائدة، التي سعى إليها الرئيس رجب طيب أردوغان منذ فترة طويلة، والتي أطلقت الشرارة لأزمة عملة ودفعت التضخم إلى أعلى مستوياته في 20 عاما.
وساعدت خطة حماية الليرة بالإضافة إلى تدخل البنك المركزي المكلف في سوق النقد الأجنبي في وقف أزمة العملة في كانون الأول/ديسمبر.
اقرأ أيضا/ 2 مليار و883 مليون دولار انخفاضًا في احتياطي البنك المركزي التركي في أسبوع
في أول مرة منذ عام 2018 قرر البنك الفيدرالي الأمريكي رفع معدل الفائدة اليوم، وذلك بعدما ارتفعت أسعار المستهلكين بأعلى وتيرة منذ 40 عامًا مطلع العام الجاري.
ووفق مراقبين فإن هذا القرار الذي جاء قبل يوم من اجتماع المركزي التركي قد يصيب الليرة التركية بصدمة أو يمنحها دفعة قوية للأمام.
وأوضحوا أنه على إثر القرار فإن تحسنا طفيفا طرأ على الليرة التركية خلال تعاملات اليوم فقد وصلت إلى مستويات المنطقة المحورية عند مناطق 14.68 والتي تعتبر منطقة محورية.
وأشاروا إلى أنه في حال بقاء الأسعار أعلاها سنشهد صعود قوي الى مستويات 14.80، 15.00، 15.20 أما في حالة الهبوط التصحيحي وكسر مستوى المنطقة المحورية الموضحة باللون الأحمر والثبات أدناها بشمعة 4 ساعات كاملة سنشهد هبوط لزوج الدولار مقابل الليرة الى مناطق 14.40، 14.20.
أما من الناحية الفنية فلا شيء جديد على زوج الدولار تركي ومازال يقدم تداولات إيجابية حيث يتراوح السعر بين مناطق المقاومة ومناطق الدعم ولتأكيد الإيجابية أكثر يجب اختراق مناطق المقاومة 15.00 في حال الثبات اعلاها سنشهد إيجابية للأسعار والصعود لمناطق المقاومات التالية 15.30 – 15.60.
المصدر: تركيا الان