تنبأت الرئاسة التركية بأمور قد تحدث بعد الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدة أن الجميع ينشدون إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا في أقرب وقت.
وقال متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، الأحد، أن العالم بحاجة الماسة لهيكل أمني عالمي جديد، لافتا إلى أن الأحداث التي ستقع خلال السنوات المقبلة ستحدد طبيعة وشكل الهيكل الأمني.
وأكد على أن إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا ستكون المفتاح في تشكيل الهيكل الأمني العالمي الجديد.
وأضاف ان روسيا لن تذهب إلى أي مكان وستبقى دولة، والتكتل الغربي كذلك سيبقى مكانه، كما ستبقى أوكرانيا دولة ذات سيادة ومستقلة ومتكاملة إقليميا
وشدد على ضرورة إنشاء جو يحس فيه كافة الفاعلين المهمين من روسيا إلى إيران ومن الولايات المتحدة إلى أوروبا ومن تركيا إلى الخليج بالأمان الكافي في النظام الدولي دون اللجوء إلى أي عمل مزعج.
ولفت متحدث الرئاسة التركية إلى أن الطاقة ستكون ذات أهمية رئيسية في العقد القادم، وأن المنظور الجيوسياسي للطاقة سيتغير بعد انتهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وأضاف “لا أعتقد أن زيادة إنتاج النفط والغاز الطبيعي على المدى الطويل ستكون حلاً للمشكلة. خاصة أن أسعار الطاقة والمواد الخام وأسعار الخدمات اللوجستية ارتفعت بشكل كبير جدا بعد الوباء (كورونا)”.
وأفاد قالن بأن المجتمع الدولي بحاجة إلى إيجاد طرق بديلة لمناقشة هذه القضية.
ومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية كل الأنظار اتجهت نحو تركيا باعتبارها صديقة وجارة للدولتين، وازداد الاهتمام بها بعد أن رفضت العقوبات على روسيا ودعمت وحدة أراضي أوكرانيا، إضافة إلى تبنيها دبلوماسية للتوصل وقف الحرب.
ووفق مراقبين فإن تركيا كسبت من هذا الموقف أنها أثبتت صوابية وفعالية دبلوماسييها.
وفي هذا السياق يقول الكاتب والمحلل السياسي سليمان صالح أن من أهم الحقائق التي أظهرتها الحرب أن تركيا امتلكت الرؤية لبناء سياسة خارجية تشكل أساسا لزيادة قوتها الصلبة والناعمة.
وأوضح الكاتب في مقال له أن عملية صنع القرار في النظام التركي الحديث تتم طبقا لدراسات علمية، وتكون نتيجة لعملية تفكير في البدائل المختلفة تقوم بها مراكز البحث، وهذا يعني أنها لا تكون ردود فعل على الأحداث.
ولفت إلى أن أهم الأسس التي قامت عليها السياسة الخارجية التركية -خلال العقدين الماضيين- إدراك الأهمية الجيوإستراتيجية لتركيا، ومعرفة مصادر قوتها السياسية والاقتصادية والثقافية.
وأوضح أنه ليس من مصلحة أية دولة أن تخسر تركيا، وأصبح على أميركا أن تتعامل مع تركيا على أساس أنها شريك له كل حقوق الشراكة.
وفي المقابل فقد أدركت روسيا أنها لابد أن تعمل على تحسين علاقاتها مع تركيا على أسس براغماتية وليست أيديولوجية، وأنها يجب أن تتجنب استخدام القوة أو التهديد باستخدامها خاصة عقب أزمة إسقاط الطائرة الروسية عام 2015.
ولفت الكاتب إلى أن أزمة منظومة الصواريخ الروسية “إس-400” أثبتت أن تركيا تتمتع بالقوة الكافية لتحقيق مصالحها وصياغة علاقاتها الدولية بإرادتها الحرة، وأنها لا تخوض صراعا من أجل أحد، وأنها لا تعادي دولة طبقا لأوامر الولايات المتحدة، وشكل ذلك صورة ذهنية لتركيا أصبحت من مصادر قوتها.
سبق أن أوضح محللون اقتصاديون أن ما يجري يعد لصالح تركيا حتى الآن، حيث إن تعثر روسيا في أوكرانيا، واضطرار الغرب للتعامل معها، سيتحول إلى ميزة بالنسبة لتركيا طالما حافظت على موقفها الحالي.
وشددوا على أن الروس والأوكرانيين يرون أن تركيـا أقرب شريك لهما، كما أن الغرب يواجه صعوبات بالضغط على تركـيا، وعليه فإن تركيا قد تصبح بوابة روسيا إلى الغرب، لافتا إلى أنها قد تصبح سوقا كبيرة لروسيا بسبب العقوبات المفروضة عليها، والروس حاليا يرون أن تركيا هي الدولة الوحيدة الموثوق بها.
وأكدوا أن العقوبات ضد روسيا تعد معادلة أكثر تعقيدا بالنسبة لأوروبا، وذلك يمنح تركـيا مساحة واسعة من المناورة، موضحا أن العديد من الجهات الفاعلة في شرق المتوسط بدأت بتغيير مواقفها تجاه تركيا، بما فيها الكيان الإسرائيلي، واليونان التي يزور رئيس وزرائها أنقرة.
وأشار إلى أن تركـيا قد تكون الرابط الوحيد لأوروبا لكل من الغاز الروسي وغاز شرق المتوسط.
أما الكاتب التركي عبد القادر سيلفي في تقرير نشرته صحيفة “حرييت”، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقود طريقا ثالثا في حرب القوى الدولية بأوكرانيا.
وأشار سلفي إلى أن دول الغرب لا تتخذ خطوات لوقف الحرب، ولا أحد يسعى بعزيمة من أجل وقف نزيف الحرب إلا تركيا.
وأوضح أن موقف تركـيا القائم على رفض غزو أوكرانيا، مع تأكيد حساسيات روسيا بشأن أمن حدودها، جعلها محاورا موثوقا به بالنسبة للرئيسين الروسي والأوكراني.
وأصاف ان تركيا تعمل للحصول على نتائج من خلال الاجتماع بين وزيري أوكرانيا وروسيا، واتخاذ خطوات أخرى، مشيرا إلى أن هدفهم عقد اجتماع ثلاثي بين أردوغان وبوتين وزيلينسكي.
ووفق مراقبين فإنه في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، تم تقييم العلاقات بين تركـيا وروسيا من منظور المنافسة الجيوسياسية المحتملة في مجالات معينة، والتعاون في مجالات تجارية لا سيما الطاقة.
ووصفوا تلك العلاقة بين الجانبين بأنها تعاونية وتنافسية في الوقت نفسه.
المصدر: تركيا الان
انطلقت في إسطنبول أمس فعاليات "ملتقى الأعمال السعودي- التركي"، الذي ينظمه اتحاد الغرف السعودية بالتعاون…
في عملية لمكافحة الدعارة نظمتها الشرطة في كوتاهيا، استهدفت 12 موقعًا، من بينها 3 صالات…
تراجعت نسبة التضخم في تركيا بشهر أكتوبر/تشرين الأول إلى 48.58 بالمئة على أساس سنوي. وأوضحت…
قاصر تركي لديه سجلات جنائية أكثر من عمره! ألقت الشرطة التركية القبض على قاصر…
أعلنت وزارة الداخلية التركية عن إقالة رؤساء بلديات ماردين، باتمان، وهافيلتي التابعين لحزب "DEM" كإجراء…
في صفقة مقايضة غير مألوفة بمدينة قونيا التركية، استبدل الشاب تشاغان حاصيرجي (16 عامًا) سيارة…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.