كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن الأمر الذي طلبه من نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ عندما زار تركيا بداية شهر مارس الجاري.
وتطرق أردوغان في تصريحات له عقب عودته من أوزبكستان إلى سير المحادثات والتطورات في العلاقة بين تركيا وإسرائيل.
وقال إنه طلب من نظيره الإسرائيلي عدم تقييد زياره الفلسطينيين للمسجد الأقصى في شهر رمضان وعيد الفطر
وأوضح أردوغان أن هناك مشاكل وحوادث مؤسفة تقع كل عام في شهر رمضان حول المسجد الأقصى، وأنه أبلغ هرتصوغ بالأمر وطلب منه الدعم لمنع تكرارها.
ولفت إلى أن إسرائيل في عهد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، كانت على وشك تنفيذ مشروع في الطاقة، لكن الأمر سار في اتجاه معاكس فجأة.
وأكد أنه عرض على هرتصوغ إرسال وزيري الخارجية مولود تشاووش أوغلو، والطاقة والموارد الطبيعية فاتح دونماز، إلى إسرائيل لمناقشة التعاون الثنائي في مجال الطاقة بشكل مفصل.
وشدد أردوغان على أن تركيا مستعدة للتعاون إذا كانت هناك خطوات ملموسة وصادقة من الجانب الإسرائيلي، وأن هرتصوغ أعرب عن ترحيبه بالعرض، مشيرا إلى أن هرتصوغ قال خلال اللقاء إنه سيناقش القضية مع رئيس الوزراء نفتالي بينيت، وطلب طرحها أثناء زيارة الأخير المرتقبة إلى تركيا.
وأضاف: “إذا التقينا مع بينيت بعد رمضان واتخذنا خطوات فورية، فإن التعاون التركي الإسرائيلي سيسرع المسار المتعلق بالنفط والغاز الطبيعي في شرقي المتوسط”.
بعد ساعات من مغادرة الرئيس الإسرائيلي اسحاق هرتسوغ للأراضي التركية ولقائه بالرئيس أردوغان، التقى وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو بنظيره الفلسطيني رياض المالكي.
وذكرت وزارة الخارجية الفلسطينية أن أوغلو التقى المالكي على هامش مشاركتهما في منتدى أنطاليا الدبلوماسي بنسخته الثانية.
وقالت الوزارة أن الوزيرين بحثا القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما فيها التطورات الأخيرة على الساحة الدولية والوضع على الأرض.
كما وضع الوزير التركي نظيره الفلسطيني في صورة الاجتماعات الرئاسية التركية الإسرائيلية الأخيرة.
وأكد تشاووش أوغلو على أن إعادة العلاقات مع إسرائيل لن تعني تغييرا في سياسة أنقرة تجاه الشعب الفلسطيني، وحقه في تقرير مصيرهم في دولة فلسطينية على حدود الرابع من (يونيو) حزيران لعام 1067.
وشدد على تمسك بلاده في حماية المسجد الأقصى، من الهجمات الاستيطانية المتكررة.
وفي وقت سابق ذكرت مصادر إعلامية عبرية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طلب من نظيره الإسرائيلـي يتسحاق هرتسوغ، الدفع قدماً بمشروع أنبوب غاز من آبار الغاز في البحر المتوسط عبر تركيا لإيصال الغاز إلى أوروبا”.
وقال مراسل الشؤون السياسية في قناة كان العبرية، عميخاي شتاين في تغريدة له أن “جهات تركية التقت مؤخرا مع جهات أمرييكية وأن الأخيرة تدفع باتجاه إشراك دولة الاحتلال في أنبوب الغاز من الآبار الإسرائيلية عبر تركيا إلى أوروبا”.
وأضاف شتاين أنّ هذه الخطوة قد توقف الارتباط الأوروبي بالغاز الروسي، وذلك بإحلال الغاز الإسرائيلي بديلا عنه، عبر أنبوب يمر من تركيا وصولا إلى أوروبا.
اقرأ أيضا/ أردوغان يعلق على الاجتجاجات الرافضة لزيارة رئيس الكيان الإسرائيلي إلى تركيا
وغادر الرئيس الإسرائيلـي إسحاق هرتسوغ، تركيا في ختام زيارة رسمية استمرت يومين.
ووفق مراقبين فإن هذه الزيارة قد تدفع باتجاه تحسين العلاقة في ظل حاجة البلدين لإعادة تطبيع العلاقة بينهما.
وأوضح مراقبون أن العلاقات التجارية بين تركيا وإسرائيل تطورت باستمرار، رغم التذبذبات التي شهدتها العلاقات السياسية بين البلدين.
وفي هذا السياق يقول روني شاكيد، الباحث في الجامعة العبرية بالقدس، في تصريحات له إن الشعب الإسرائيلي يتوق لزيارة تركيا، وكذلك تركيا تريد عودة السياح الإسرائيليين إليها.
ولفت إلى أن المدن التركية وجهة سياحية مهمة للإسرائيليين، مؤكدا أن تطور العلاقات السياسية بين البلدين مجددًا، سيكون مفيدًا لكلا الجانبين.
وأشار إلى أن زيارة هرتسوغ هي أول اتصال رفيع المستوى بين إسرائيل وتركيا منذ عام 2008، لافتا إلى أنها فترة طويلة جدًا بالنسبة لدولة كبيرة ومهمة مثل تركيا، وكذلك بالنسبة لإسرائيل.
وفيما يخص الحرب في أوكرانيا أوضح شاكيد أنها أوجدت نظامًا جديدًا في المنطقة، ومن المتوقع أن تفرض تعاونًا جديدًا في العلاقات بين إسرائيل وتركيا”.
وأضاف: “خطوط الطاقة ستكون على جدول أعمال العلاقات التركية الإسرائيلية، وأن هذا القطاع كان أحد العوامل التي ساهمت في التقريب بين البلدين.
وشدد على أنه سيكون مفيدًا جدًا للبلدين إنشاء خط أنابيب لإيصال الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر تركيا”.
اقرأ أيضا/ رغم منصبه الشرفي.. الرئيس الإسـرائيلي يكشف سر زيارته المقبلة إلى تركيا
وعلى الرغم من اهتمام الطرفين بزيارة هرتسوغ إلى أن هناك تشاؤم اوترددا في الأوساط الإسرائيلية من هذه الزيارة.
فقد قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن بعض التقديرات تشير غلى أن تركيا ليست جدية بتوجهاتها نحو إسرائيل، وإنما هي تكتيكية لأغراض انتخابية، وتحسين الوضع الاقتصادي، وتقريب المسافات مع واشنطن.
وأوضحت الصحيفة أن بعض الأصوات الرافضة لاستعادة العلاقات مع تركيا تستند إلى تاريخ طويل من العداء معها، بدءًا بتصويتها ضد مشروع التقسيم في الأمم المتحدة عام 1947.
المصدر: تركيا الان