تركيا غيرت محور العالم.. نهاية النظام الغربي تريليونات الدولارات تبحث عن أسواق وعملات مختلفة.. انتظروا المفاجآت من تركيا
سواء صدقنا هذا أو لم نصدقه: تقع تركيا في قلب هذا العالم الجديد. ودائمًا ما تكون الدول الواقعة عند نقاط التقاطع الفاصلة بين الشرق والغرب مليئة بالصراعات. لكن تركيا كانت عكس ذلك وخلقت مجال قوة لا يصدق بين الشرق والغرب.
تدخل السلام من أردوغان
تركيا تمنع الحرب العالمية!
القوة الجيوسياسية التي أنشأتها تركيا في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وشمال ووسط أفريقيا بوتيرة سريعة ومذهلة، تركت انطباعًا قويًا من خلال المفاوضات الروسية الأوكرانية التي عُقدت في دولما بهجة.
إن الولايات المتحدة وأوروبا والأمم المتحدة وجميع المؤسسات الغربية كانوا غير فعالين في الأزمة الأوكرانية، وتركيا وحدها كانت قادرة على التحدث علنًا في الأزمة والتوصل إلى حل، وقادرة على فتح الأبواب أمام الغرب والشرق على حد سواء.
وكان وصول الرئيس أردوغان شخصيًا إلى قاعة المفاوضات، وخطابه أمام الوفدين، وتصريحاته بأن “العالم ينتظر أخبارًا سارة منكم”، بمثابة “تدخل سلام” عظيم منه.
إذا نجحت “المبادرة التركية” وتم الحصول على نتائج، فإن أردوغان وتركيا لن يوقفا الحرب في أوكرانيا فحسب، بل سيغلقان أيضًا الأبواب أمام حرب عالمية جديدة، التي كان من الممكن فيها شن هجمات نووية.
صورة جديدة تشكلت لتركيا حيث بدأ يسطع نجمها
العالم بدأ يخرج من تحت سيطرة الولايات المتحدة وأوروبا
لدينا أشياء أكثر أهمية للحديث عنها حول الحرب الأوكرانية. هناك صورة جديدة تمامًا تشكلت لتركيا حيث بدأ يسطع نجمها وأصبح للعالم مستقبل، أما بالنسبة للعالم القديم والعالم الغربي قد عفا عليهما الزمن وأصبحا من الماضي.
لقد خرج معظم دول العالم ،الغالبية الساحقة من الدول، من تحت هيمنة الولايات المتحدة وأوروبا. تقوم الولايات المتحدة بعمل أأحداث مقلقة وغير آمنة، في حين تكونت حالة من التشاؤم والخوف لأول مرة في أوروبا.
لذا فإن الأحاديث عن مستقبل كل من تركيا والعالم أصبحت موضوعًا جديدًا للمناقشة. وكل جملة غير ذلك هي حفظ قديم. وسوف تنتهي كل الدول والحركات السياسية التي ما زالت عالقة في الذكريات القديمة.
تركيا، الصين، الهند، السعودية، إندونيسيا
لماذا لم يلتزموا بالعقوبات ضد روسيا؟
لقد انتهت العولمة الغربية بالفعل. سمعة الغرب والثقة به قد ولت منذ زمن طويل. القوة العسكرية الاستبدادية، والنهب الاقتصادي الغاشم، والضغط الدبلوماسي الغاشم، والغزو البشع ، والعدوان كلها لم تكن كافية للحفاظ على النظام الغربي. لقد رأينا بالفعل أن هذا لا يكفي.
لم تنجح خطة إسقاط روسيا عبر العزلة العالمية التي بدأتها الولايات المتحدة ضد روسيا كرد فعل على احتلالها لأوكرانيا، وهذا الأمر أثار المخاوف الأوروبية.
ولم تشارك الصين وتركيا، والهند، والمملكة العربية السعودية، وإندونيسيا، ودول الخليج ،والعديد من الدول الأخرى، في هذه العقوبات القاتلة. لقد وقفت كل دولة ضد احتلال أوكرانيا، لكنهم كانوا يعرفون أن الولايات المتحدة وأوروبا تحرضان على هذه الحرب.
هذه المرة أصبح الغرب تحت التهديد
لكن العالم لم يهتم بأمرهم حتى
والأهم من ذلك، أن هذه الدول، على الرغم من كونها حليفة للولايات المتحدة، إلا أنها لم تثق بها ولم تصدقها، وأدركوا أن العمل معها يشكل الآن تهديدًا، وأنها تفتقد للعالم الجديد.
في حرب الخليج عام 1991 كان العالم كله تقريبًا خلف الولايات المتحدة الأمريكية. وكان غزو العراق عام 2003 مدعومًا من قبل حلفاء الولايات المتحدة المقربين، وعارضته الغالبية العظمى من العالم.
لكن هذه المرة وقعت الحرب في دول أخرى، ليس في البلاد المسلمة، وأصبحت الحرب على أبواب أوروبا. يتعرض مركز العالم للتهديد. وهذه المرة هم من يطلبون المساعدة.
وباءت جهود الولايات المتحدة الأمريكية، لإعادة العالم للوقوف على قدميه، بالفشل. حتى بعض الدول الأوروبية مترددة في العمل مع الولايات المتحدة.
الولايات المتحدة هي تهديد وجودي للعالم بأسره!
تفقد المؤسسات والمنظمات والأنظمة الدولية التي أنشأها الغرب نفوذها. حيث باتت الغالبية العظمى من العالم تعتبرها تهديدًا وجوديًا.
وقد وصلت الاعتراضات على النظام المالي الجديد إلى حد الانفجار، والذي نما منذ الأزمة الاقتصادية عام 2008، وأدى الحظر الاقتصادي المفروض على روسيا إلى تسريع البحث عن نظام مالي غير الدولار، وقد تم تنفيذه منذ فترة طويلة ضمن المحور الروسي الصيني.
أعلنت روسيا أنها ستبيع الآن الغاز الطبيعي إلى أوروبا بالروبل الروسي. كما بدأت الصين وروسيا صفقات تجارية من شأنها التخلص التدريجي من الدولار. واتفقت الهند وروسيا على إجراء مبيعات للنفط والغاز بأموال محلية.
توجيه تريليونات الدولارات نحو عملات وأسواق مختلفة
كما أبرمت السعودية وروسيا نفس الاتفاق. وعقدت تركيا اتفاقيات تجارية متبادلة مع بعض البلدان لفترة من الوقت باستخدام عملاتها المحلية. وهنا قامت الولايات المتحدة أيضًا باستخدام الدولار كسلاح وفتحت الأبواب أمام هروب العالم من الدولار.
بدأ العالم يهرب من الدولار الأمريكي، ورأس المال يهرب من الولايات المتحدة والأسواق الأوروبية. تريليونات الدولارات حاليًا يتم توجيهها نحو أسواق اقتصادية مختلفة وعملات مختلفة.
هل تتدفق هذه الأموال إلى تركيا؟
استولت الدول الغربية على نصف احتياطيات روسيا البالغة نحو 650 مليار دولار. يبدو الأمر كما لو أنه تم نهبها. وقد شكلت هذه سابقة، حيث تخشى جميع الدول الآن مصادرة أصولهم الأمريكية والأوروبية أولًا.
وقدم “خروج تركيا” نفسه كعنوان آمن لهذه الدول.
ومن المفترض أن يتدفق جزءًا كبيرًا من رأس المال، الذي يهرب من الولايات المتحدة وأوروبا، إلى تركيا. على سبيل المثال هذا هو الوضع بالنسبة للصناديق السيادية الروسية والخليجية في الوقت الحالي، وحسب التقارير أن هذا الأمر يمكن أن يسبب انخفاضًا صادمًا في سعر صرف الدولار في تركيا.
تركيا تغير محور العالم
كشفت الحرب الأوكرانية عن الحرب السرية التي كانت موجودة. حيث تحول الصراع العسكري والأمني والدبلوماسي والاقتصادي الآن إلى حرب مفتوحة. لقد وُضعت أمامنا حقيقة أكبر بكثير من الحرب في أوكرانيا.
جميع أنواع الانقسامات، النظامية والهيكلية، وكلما يتبادر إلى الذهن ، في أي مجال ، والسعي لتحقيق نظام جديد، كلها أصبحت واضحة ومكشوفة. وفي كل هذه المجالات ، ينأى معظم العالم بنفسه عن الغرب.
وقد برزت تركيا في جميع هذه المجالات دون استثناء. لقد أصبحت “بلدا رابحًا” في جميع المجالات. كل خطوة تتخذها ،وكل كلمة تقولها ، لها تأثيرها.
وعندما كنت أكتب في مقالاتي السابقة أن “تركيا تستطيع تغيير محور العالم”، لم يكن حينها أي من هذا موجودًا. واليوم نرى أن هذا المحور يتغير. وتركيا تتغير!
الولايات المتحدة تحاول التعويض لكن الآوان فات
حان الوقت لإنشاء جمل جديدة
إن عبارة الرئيس الأمريكي جو بايدن “سيتم إنشاء نظام جديد” لا تصف مشاريعه الخاصة. إنها محاولة للتعويض لكن الآوان قد فات. ومنذ عام 1990، تحاول الولايات المتحدة لأول مرة مواكبة النظام العالمي الذي يتشكل خارجها، وهي التي أطلقت على نفسها مرارًا وتكرارًا اسم “النظام العالمي الجديد”.
هذا الوضع بمثابة إعلان واضح للموجة العالمية بأن مصير “النظام الغربي” و”النظام الدولاري” يخرج من أيدي الولايات المتحدة وأوروبا. لقد انتهت قرون الغرب. لم يعد الغرب مؤسس النظام، بل واحد فقط من هذه الكتل.
من الضروري إجراء قراءات جديدة لتشكيل جمل جديدة، وذلك من أجل فتح أبواب المستقبل. وستصعد البلدان التي تفعل ذلك. حيث سطع نجم تركيا للقيام بذلك. وفي حين أن الجميع عالقون في خنادقهم، فإن تركيا تتجول في القارات وتنتشر.
نهاية العالم الذي نعرفه
انتظروا المفاجآت من تركيا التي سطع نجمها
العالم كما نعرفه يقترب من نهايته. أنماط السلطة القديمة تتغير. وامتيازات القوى العظمى تُؤخذ. وتحدث الصحوات لإنهاء ثروة وحكم الدول الاستعمارية.
تعود الأمم ذات التاريخ الإمبراطوري بكلمات جديدة. يبدأ عصر الصعود المذهل والانهيارات الصادمة.
وفي المستقبل القريب جدًا، سنرى خريطة عالم مختلفة وخريطة قوى مختلفة.
تستعد تركيا لذلك في جميع المجالات. دعونا نكون واضحين، لقد نجحت في ذلك! من الآن فصاعدًا، سنشهد مفاجآت تركيا ،الدولة التي سطع نجمها.
تركيا تمتلك عقلية سياسية عمرها مئات السنين. وأولئك الذين يؤمنون بتركيا سينتصرون.
بواسطة/ إبراهيم قراغول
النظام العالمي يتحول الآن ويجري تشكيله من جديد،. منذ انهيار الاتحاد السوفيتي بدأ التحول بشكل متنامي ،. القطب الأسيوطي أصبح محور العالم اقتصاديا وعلميا وتقنيا واجتماعيا وأشار الكاتب الأمريكي فريد زكريا في كتابه عالم ما بعد أمريكا إلى تغير الوضع العالمى والوضع الآن هو عالم ما بعد الغرب، فالعلوم والتقنيات وتوجه الاستثمارات وتطور الأسواق يتجه صوب أوراسيا حيث يقود التحول اقتصاديا العالم الصيني وعسكريا روسيا + الصين + كوريا الشمالية مما يشكل أقطاب جديدة وعالم جديد، وتركيا تقبع في قلب ذلك التحول واستعدت لعقدين لتواكب التطورات الجيوسياسية العالمية وستصبح قطب عالمي في المستقبل القريب، النظام العالمي الجديد هو في مرحلة المخاض / التشكيل
النظام العالمي في طور الانتقال من القديم إلى نظام جديد يتشكل حاليآ وفي السنوات القليلة القادمة،. حيث صعود الإمبراطوريات القديمة الصين وروسيا وتركيا، إن الأسواق وحركة الاستثمار ورؤس الأموال والعلوم والتقنيات تتجه شرقا نحو أوراسيا وأشار الكاتب الأمريكي فريد زكريا إلى هذه الحقائق قبل 13 عاما في كتابه عالم ما بعد أمريكا والواقع الآن يقول أننا نعيش عالم ما بعد الغرب حيث برز الشرق بثقافاته ونظرته المميزة للحياة ونهضة أقتصادية وتجارية وتكنولوجية مذهلة جعلته قطب موازي للغرب وسيتعداه في غضون سنوات قليلة، تركيا هي في عنق الزجاجة من التحول من قوة إقليمية كبري وإلى قوة عالمية وتحتاج إلى عقد من الكفاح الشاق لتصل إلى المكانة التي تستحقها