بعد اتفاقها مع إسرائيل.. تركيا تتواصل مع دولة أوروبية لتعزيز نقل الغاز
بعد أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن ملف الغاز الطبيعي سيصبح من أهم الخطوات المشتركة التي سنتخذها في علاقاتنا مع إسرائيل، تحاول تركيا التواصل مع دولة أوروبية لتعزيز التعاون في نقل الغاز.
وقال الرئيس أردوغان إن بلاده مستعدة لتعزيز التعاون مع النمسا في مجال نقل الغاز الطبيعي من بحري قزوين والمتوسط إلى أوروبا.
وأضاف الرئيس خلال اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي كارل نيهامر أنه مرتاح لمستوى العلاقات خلال الفترة الأخيرة بين البلدين.
وبحث الرئيس مع المستشار العلاقات الثنائية، وقضايا إقليمية بينها الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرا إلى أن المجتمع التركي في النمسا يشكل أقوى رابطة إنسانية بين البلدين.
وأوضح أردوغان أن بلاده تتطلع إلى إعادة تشغيل الآليات القائمة للعلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، وإحراز تقدم ملموس بخصوص رفع تأشيرات الدخول عن مواطني تركيا إلى بلدان الاتحاد الأوروبي.
وفتح فصول جيدة في مسار انضمام أنقرة للاتحاد، وبدء مفاوضات تحديث الاتحاد الجمركي دون تأخير.
وأشار إلى المكانة الاستراتيجية لتركيا حيال نقل موارد الطاقة من بحري قزوين وشرقي المتوسط إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.
ونوّه بأن النمسا تعد مركز توزيع مهم للغاز الطبيعي في أوروبا، معربا عن استعداد أنقرة لتعزيز تعاونها مع فيينا في هذا الإطار.
وسبق أن أكد أردوغان أن بلاده ستحصل على أفضل نتيجة من اللقاءات مع إسرائيل، مشيرا إلى احتمالية أن يزور رئيس الحكومة نفتالي بينيت إلى تركيا خلال الفترة المقبلة.
وقال أردوغان في تصريحات له أن هذه الزيارة المرتقبة يمكن اعتبارها إطلاق مرحلة جديدة في العلاقات التركية الإسرائيلية”.
وشدد على أن ملف الغاز الطبيعي سيصبح من أهم الخطوات المشتركة التي سنتخذها في علاقاتنا مع إسرائيل.
وفيما يخص التفاصيل أوضح أردوغان أنهم سيناقشونها في وقت لاحق، خلال زيارة وزيري الخارجية والطاقة التركيين لإسرائيل”
وفي وقت سابق ذكرت مصادر إعلامية عبرية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طلب من نظيره الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، الدفع قدماً بمشروع أنبوب غاز من آبار الغاز في البحر المتوسط عبر تركيا لإيصال الغاز إلى أوروبا”.
وقال مراسل الشؤون السياسية في قناة كان العبرية، عميخاي شتاين في تغريدة له أن “جهات تركية التقت مؤخرا مع جهات أمرييكية وأن الأخيرة تدفع باتجاه إشراك دولة الاحتلال في أنبوب الغاز من الآبار الإسرائيلية عبر تركيا إلى أوروبا”.
وأضاف شتاين أنّ هذه الخطوة قد توقف الارتباط الأوروبي بالغاز الروسي، وذلك بإحلال الغاز الإسرائيلي بديلا عنه، عبر أنبوب يمر من تركيا وصولا إلى أوروبا.
اقرأ أيضا/ أردوغان يعلق على الاجتجاجات الرافضة لزيارة رئيس الكيان الإسرائيلي إلى تركيا
والتقى هرتسوغ ، في ثاني أيام زيارته، أعضاء الجماعة اليهودية في إسطنبول، ومن ثم شارك في الطقوس الدينية في كنيس “نيفي شالوم” بمنطقة “بي أوغلو” التاريخية وسط المدينة.
وتوجه والوفد المرافق إلى مطار أتاتورك الدولي، حيث أقلعوا بطائرتهم الخاصة من هناك.
ووفق مراقبين فإن هذه الزيارة قد تدفع باتجاه تحسين العلاقة في ظل حاجة البلدين لإعادة تطبيع العلاقة بينهما.
وأوضح مراقبون أن العلاقات التجارية بين تركيا وإسرائيل تطورت باستمرار، رغم التذبذبات التي شهدتها العلاقات السياسية بين البلدين.
وفي هذا السياق يقول روني شاكيد، الباحث في الجامعة العبرية بالقدس، في تصريحات له إن الشعب الإسرائيلي يتوق لزيارة تركيا، وكذلك تركيا تريد عودة السياح الإسرائيليين إليها.
ولفت إلى أن المدن التركية وجهة سياحية مهمة للإسرائيليين، مؤكدا أن تطور العلاقات السياسية بين البلدين مجددًا، سيكون مفيدًا لكلا الجانبين.
وأشار إلى أن زيارة هرتسوغ هي أول اتصال رفيع المستوى بين إسرائيل وتركيا منذ عام 2008، لافتا إلى أنها فترة طويلة جدًا بالنسبة لدولة كبيرة ومهمة مثل تركيا، وكذلك بالنسبة لإسرائيل.
وفيما يخص الحرب في أوكرانيا أوضح شاكيد أنها أوجدت نظامًا جديدًا في المنطقة، ومن المتوقع أن تفرض تعاونًا جديدًا في العلاقات بين إسرائيل وتركيا”.
وأضاف: “خطوط الطاقة ستكون على جدول أعمال العلاقات التركية الإسرائيلية، وأن هذا القطاع كان أحد العوامل التي ساهمت في التقريب بين البلدين.
وشدد على أنه سيكون مفيدًا جدًا للبلدين إنشاء خط أنابيب لإيصال الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر تركيا”.
اقرأ أيضا/ رغم منصبه الشرفي.. الرئيس الإسرائيلي يكشف سر زيارته المقبلة إلى تركيا
وعلى الرغم من اهتمام الطرفين بزيارة هرتسوغ إلى أن هناك تشاؤم اوترددا في الأوساط الإسرائيلية من هذه الزيارة.
فقد قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن بعض التقديرات تشير غلى أن تركيا ليست جدية بتوجهاتها نحو إسرائيل، وإنما هي تكتيكية لأغراض انتخابية، وتحسين الوضع الاقتصادي، وتقريب المسافات مع واشنطن.
وأوضحت الصحيفة أن بعض الأصوات الرافضة لاستعادة العلاقات مع تركيا تستند إلى تاريخ طويل من العداء معها، بدءًا بتصويتها ضد مشروع التقسيم في الأمم المتحدة عام 1947.
ولفتوا إلى أنه كلما اندلعت حرب إسرائيلية مع الفلسطينيين والعرب، كان الأتراك يدعمون “أعداء” إسرائيل، وصوتوا لصالح قانون “الصهيونية مساوية للعنصرية”، ويتبنون مواقف حماس ضد “إسرائيل”.
ونقلت الصحيفة عن عضو الكنيست آرييه إلداد أنه “بين عامي 1986-2000 حدثت بالفعل علاقات خاصة وعاصفة من تحت الطاولة بين أنقرة وتل أبيب، تخللتها صفقات أسلحة وتدريبات عسكرية مشتركة.
وأضاف أنه منذ أن جاء أردوغان -الذي يكره إسرائيل- إلى الحكم دخلت العلاقات أطوارا مختلفة من التوترات المتلاحقة، فطرد السفير مرارا من أنقرة بجانب رحلة سفينة مرمرة لرفع حصار غزة، ولم يتردد الأتراك في وصفنا بأننا “نازيون”.
وأشارت الصجيفة إلى أن الأوساط الإسرائيلية تحاول التعرف على دوافع الأتراك لطرق أبواب تل أبيب مجددا، والتي منها تراجع اقتصادها، ورفض قبولهم من الاتحاد الأوروبي، وعدم حصولهم على دعم من الإدارة الأمريكية، ورغبتهم بتحسين العلاقات مع إسرائيل ومصر والإمارات والسعودية.
وأوضحت تركيا أرسلت بوادر حسن نية مثل إطلاق سراح الزوجين الإسرائيليين بعد اعتقالهما بتهمة تصوير منزل الرئيس، ثم الاتصالات المكوكية بين أردوغان وهرتسوغ
المصدر: تركيا الان