كشف وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، عن آخر تطورات التطبيع مع مصر.
وقال الوزير في تصريحات له أن هناك زيارة محتملة لنظيره المصري سامح شكري إلى إسطنبول، مشيرا إلى أنهم يخططون للقاء وزير الخارجية المصري في مأدبة إفطار بإسطنبول خلال شهر رمضان إذا لم يحدث أي تغيير.
وفي وقت سابق كشف تشاووش أوغلو أن بلاد ستقدم قريبا على خطوات جديدة على طريق تطبيع العلاقات مع مصر ، وذلك تطبيقا للسياسة التي اتبعتها تركيا لتصفير المشاكل مع الدول التي معها خلافات.
وقال عقب مشاركته في اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العاصمة البلجيكية بروكسل: “أقدمنا على عدد من الخطوات في إطار تطبيع العلاقات مع مصر، وخلال الأيام المقبلة سنقدم على خطوات أخرى في هذا الخصوص”.
وأضاف أن البلدين سحبا سفراءهما بشكل متبادل وانخفض التمثيل الدبلوماسي بيننا إلى مستوى القائم بالأعمال، والقائم بأعمال السفارة التركية في القاهرة انتهت مدة عمله هناك.
وأوضح أن تركيا ستعين قائما جديدا لأعمال السفارة، مشيرا إلى أنه “عندما نتخذ قرارا متبادلا بتعين السفراء، سنعلن ذلك على الرأي العام، لكن حتى الآن لم يتم اتخاذ مثل هذا القرار”.
وفي وقت سابق قالت صحيفة حرييت نقلا عن مصدر تركي رفيع المستوى إن أهم الأسباب التي سرعت من وتيرة تحسين العلاقات مع الدول المعارضة هو ورحيل دونالد ترامب، وحل الأزمة القطرية.
وأوضح أن العلاقات مع مصر منتظمة ولكن مفاوضات التطبيع تسير ببطء.، مشيرا إلى أن النظام المصري غير مرتاح لوجود المعارضين في تركيا التي أكدت أنها لن تسلمهم، لكنها لن تسمح لهم بالقيام بأي بث إعلامي أو عمل ضد السلطات في مصر.
واشار المصدر إلى أنه رغم أن السيسي وأردوغان لا يتحدثان، فإنهما لم يعودا يستهدفان بعضهما البعض، كاشفا عن وجود شخصية تركية رفيعة المستوى تحدثت مع رئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وعقب انتهاء الجولة الثانية من المحادثات الاستكشافية بين مصر وتركيا تطور الأمر بالحديث عن رفع مستوى العلاقات بين البلدين.
وفي هذا الصدد أوضح وزير الخارجية المصري سامح شكري أن بلاده تحرص على إيجاد صيغة مناسبة لتطبيع العلاقات مع تركيا، لافتا إلى ان أن المحادثات الأخيرة جاءت عقب دعوة من الحكومة التركية.
واضاف شكري في تصريحات صحفية أن رفع مستوى العلاقات مع تركيا سيكون في الوقت المناسب، مشيرا الى انه من المبكر أن نقول أننا استعدنا العلاقات مع تركيا.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن بلاده حريصة على “إيجاد صيغة لاستعادة العلاقات الطبيعية” مع تركيا.
وأوضح الوزير أن مصـر حريصة كل الحرص على استعادة العلاقة، مستدركا أنهم في هذه المرحلة ما زالوا بحاجة إلى تقييم نتائج المرحلة الثانية من المحادثات، وفي المقام الأول سياق العلاقات الثنائية.
وأكد انه على تركيا أن تعالج بعض المواقف المتخذة فيما يخص العلاقة الثنائية، قائلا: “وعندما نكون راضين بأن هذه القضايا تم حلها فهذا سيفتح الباب أمام تقدم أكبر”.
بدورها قالت وزارة الخارجية التركية إن الجولة الثانية من المشاورات الاستكشافية بين القاهرة وأنقرة، أكدت رغبة البلدين في إحراز تقدم في قضايا محل نقاش، وتطبيع العلاقات.
وأضافت الوزارة، في بيان، أن الجولة الثانية من المحادثات عقدت في أنقرة الثلاثاء والأربعاء، برئاسة السفير سادات أونال، نائب وزير الخارجية التركي، ونظيره المصري حمدي لوزا.
وأوضحت أن “اللقاءات تناولت القضايا الثنائية وعددا من القضايا الإقليمية، بما في ذلك التطورات في ليبيا وسوريا وفلسطين و(منطقة) شرق (البحر) المتوسط”.
وتابعت: “أكد الجانبان رغبتهما في اتخاذ مزيد من الخطوات من أجل إحراز تقدم في القضايا التي تمت مناقشتها، وتطبيع العلاقات بين البلدين، واتفقا على مواصلة المشاورات”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد كشف في مايو الماضي عن بدء مرحلة جديدة في العلاقات مع مصر، موضحا أن المحادثات ستتواصل وسيتم تطويرها وتوسيعها، بعد أن كانت العلاقات بينهما على مستوى القائم بالأعمال بشكل متبادل منذ عام 2013.
وتتعلق المباحثات الأخيرة بترسيم الحدود البحرية شرقي المتوسط، بخاصة بعدما احترمت مصر الحقوق التركية وقامت بالتنقيب وفق المخططات التركية المقترحة، فيما سيبحث الطرفان التنسيق المشترك بالملف الليبي، لأن كلا البلدين فاعلان ويسعيان للحل السياسي والاستقرار بليبيا، واحترام سيادة مصر وعدم التدخل بشؤونها الداخلية عبر “ضبط المعارضة المصرية بتركيا”.