3 أمور يغفل عنها زعيم المعارضة تجعله غير قادر على منافسة الرئيس أردوغان

الناظر إلى حال المعارضة التركية في الآونة الأخيرة وخاصة زعيمها كمال كليجدار أوغلو يجدها في وضع لا تحسد عليه خاصة في ظل الانشقاقات وعدم التوافق على على مرشح قوي ينافس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ووفق مراقبين فإن كليجدار أوغلو ليس المرشح الأنسب لمنافسة أردوغان، وذلك أنه يفتقد للكاريزما من جهة، ولا يملك سجلا سياسيا حافلا بالانتصارات من جهة أخرى.

وأوضحوا أنه خسر جميع المنافسات الانتخابية بجميع أنواعها أمام أردوغان والعدالة والتنمية منذ توليه رئاسة حزبه.

وفي هذا السياق يقول الكاتب والمحلل السياسي سعيد الحاج في مقال له إن كليجدار أوغلو لا يكترث بآراء الأحزاب الأخرى ويحاول أن يضعها أمام الأمر الواقع.

وأشار الحاج إلى أن زعيم المعارضة يرى أن الانتخابات الرئاسية من الصعب أن تحسم في الجولة الأولى وستحتاج إلى جولة إعادة، وعليه سيكون هو المنافس لأردوغان فيها.

وأوضح أن كليجدار أوغلو يغفل وربما يتجاهل عمداً عدة أمور في غاية الأهمية:

الأمر الأول : أحزاب المعارضة وتحديداً الصغيرة والجديدة منها لم تحسم أمرها بشكل نهائي حول موقفها من التحالفات القائمة، وإن بدت حتى اللحظة إلى جانب تحالف الشعب المعارض.

الأمر الثاني: هذه الأحزاب على وجه الخصوص قد تفضّل أن تقدم مرشحها الخاص للانتخابات الرئاسية لزيادة حضورها وفرصها في الانتخابات البرلمانية مما يمكن أن يشتت أصوات المعارضة.

الأمر الثالث:  أن الانتخابات أبعد ما تكون عن العمليات الحسابية الدقيقة والمنضبطة، إذ بفرض تقديم المعارضة إياه مرشحاً توافقياً أمام أردوغان فذلك لا يضمن تصويت كوادرها وأنصارها له على حساب أردوغان.

وأشار الحاج إلى أن الناخب التركي في العادة يصوت بشكل منفصل ومتمايز في الرئاسيات عن الانتخابات التشريعية والبلدية.

وختم بأنه يمكن أن يكون معارضاً للعدالة والتنمية وينتخب حزبه الخاص دون أن يمنعه ذلك من انتخاب أردوغان على حساب منافس آخر ليس مقتنعاً به، وقد أظهرت نتائج الاستطلاع سالف الذكر شيئاً من ذلك.

ومع افتراب الاستحقاق الانتخابي في تركيا شيئا فشيئا، تزداد الانشقاقات بين أحزاب المعارضة فيما يخص الشخصية التي ستنافس الرئيس رجب طيب أردوغان.

وقالت مصادر إعلامية إن كتلة كبيرة من المعارضة تريد أن يكون المرشح الرئاسي المشترك رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش، ليكون الشخص الثالث إلى جانب كمال كليتشدار أوغلو وأكرم إمام أوغلو.

وفي هذا السياق تقول الكاتبة التركية كوبرا بار في تقرير نشرته صحيفة “خبر ترك” إن يافاش يتميز بشخصيته الهادئة والمجتهدة والقادرة على الحصول على أصوات من قواعد “تحالف الجمهور”.

وأشارت الكاتبة التركية إلى وجود صراع ليس بالحاد بين  “المنصوريين” و”الأكرميين”، إلا أن لديهما قاسما مشتركا وهو أنهما تريان أن ترشيح كليتشدار أوغلو محفوفا بالمخاطر.

اقرأ أيضا

تصريحات هامة للرئيس أردوغان: القضية السورية ومكافحة التضخم…

اقرأ أيضا/ أحزاب المعارضة التركية توقع على اتفاقية “النظام البرلماني المعزز”.. هذه أهم بنوده

وأوضحت أن يافاش منذ البداية أخرج نفسه من الصراعات بشأن الترشح، وركز في عمله برئاسة بلدية أنقرة، ونتيجة لهذا السلوك فقد أصبح اسمه دارجا في الكواليس السياسية ووسائل الإعلام في الأشهر الأخيرة.

وقبل أيام دعا أوميت أوزداغ زعيم حزب النصر المعارض، منصور يافاش، للترشح لانتخابات الرئاسة، معربا عن اعتراضه لإمكانية ترشح كليتشدار أوغلو، وتعقيبا على ذلك تقول الكاتبة بار إنه من غير المعروف إن كان خروج أوزداغ ودعوته لترشيح يافاش، تحركا مضادا لتحركات زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار التي تدعم إمام أوغلو.

وبينت أن أن تصريحاته أثارت الجماهير الصامتة المؤيدة لترشيح رئيس بلدية أنقرة.

أما فيما يخص المرشح الذي قد تجمع عليه طاولة الأحزاب الستة، ترى الكاتبة بار، أن ذلك يعتمد على فكرة “الفوز المؤكد من عدمه”.

وأوضحت أنه إذا كان قادة المعارضة يرون أن أصوات أردوغان منخفضة للغاية لدرجة إمكانية الفوز بأريحية فسيكون خيارهم كليتشدار أوغلو، ولكن إذا وجدوا أن هناك مخاطر وأن أصوات أردوغان ما زالت مرتفعة فإن التوجه سيتحول إلى إمام أوغلو أو يافاش.

وختمت بأن جواب هذا التساؤل يعتمد على التسوية التي قد تجرى بين أكشنار وكليتشدار أوغلو.

وفي وقت سابق برز انقسام عميق بين أحزاب المعارضة التركية خاصة بعد تصريحات رئيسة حزب الجيد ميرال أكشنار.

وصرحت أكشنار أنها تخطط لتقديم مرشح رئاسي لا يعرف اسمه أي أحد ولم يطرح اسمه على وسائل الإعلام أبدا، في إشارة إلى أنها لا تدعم ترشح كليتشدار أوغلو للانتخابات المقبلة.

ووفق محللين فإن هذا التصريح يدلل على أن المعارضة تشهد انقساما كبيرا في قضية تحديد “المرشح الرئاسي” الذي سيمثلهم في الانتخابات القادمة”.

وفي هذا السياق يقول الكاتب التركي محمد أجاد في مقال نشرته صحيفة يني شفق إن هذه الخلافات بين أحزاب المعارضة ليست جديدة خاصة أن أكشنار لمحت مرارا وتكرارا بأنها لا تفضل كليتشدار أوغلو كمرشح رئاسي.

ونقل عن مصادر في الحزب أنه ينوي تقديم مرشح مختلف عن مرشح حزب الشعب الجمهوري، الذي غالبا ما سيكون كمال كليتشدار أوغلو.

ولفت أجاد إلى أن تصريح أكشنار تهدف من ورائه استخدامه كورقة رابحة من أجل المنافسة مع زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو.

وأشار إلى ان أكشنار ترنو إلى ما هو أعلى من منصب رئاسة الوزراء الذي وعدها به كليجدار اوغلو، موضحا أن تصريحاتها أثارت حفيظة أنصار حزب الشعب الجمهوري.

وتوقع الباحث التركي أن المعارضة في البلاد تأخذ تعليماتها من الدول الخارجية الداعمة لها، لافتا إلى أن “القرار الأخير في تحديد شخصية المرشح الرئاسي لن تكون بيد هذه الأحزاب أساسا”.

المصدر: تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.