بعد أن أسفرت العلاقة بين تركيا وباكستان إلى تحالف إستراتيجي في عهده، أجمع البرلمان الباكستاني على الإطاحة برئيس الوزراء عمران خان قبل نهاية مدة ولايته القانونية.
وعقب ذلك أثيرت التساؤلات حول مصير العلاقة بين البلدين، خاصة بعد انتخاب زعيم المعارضة السابق شهباز شريف، رئيسا جديدا للوزراء في البلاد.
ووفق مراقبين فإن العلاقة بين تركيا والباكستان لن تتغير مع تغيير الحكومة في إسلام آباد، وهي جيدة في كل العصور.
فبعد انتخاب شريف مباشرة، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالا هنأه فيه على انتخابه لهذا المنصب من قبل البرلمان.
وأستدل المراقبون بأن شهباز شريف يميل إلى تحسين العلاقات الفاترة مع الولايات المتحدة، كما أنه صاحب توجه في تطوير العلاقات مع الصين وتركيا.
كما أنه عندما كان رئيسا لحكومة البنجاب سابقا، أغلق كافة مدارس منظمة “غولن” التي تتهمها تركيا بمحاولة الانقلاب في 15 تموز/ يوليو 2016.
وفي هذا السياق يقول الخبير الباكستاني في الشؤون السياسية والدولية، محمد مهدي، أن العلاقات بين باكستان وتركيا لن تتغير خاصة أن شهباز عندما كان رئيسا لوزراء البنجاب، دعا رئيس تركيا إلى الولاية، وسط ترحيب، مشيرا إلى أن هناك علاقات عائلية بين عائلة شريف وعائلة أردوغان.
وأضاف في تصريحات له أن تركيا قامت باستثمارات كبيرة في باكستان خلال عهد نواز شريف، لذلك فإن العلاقات القوية بين البلدين ستكون أقوى بالمستقبل.
أما الباحث التركي يوسف إريم، أوضح أن التقارب التركي مع باكستان لم يقتصر فقط خلال فترة حكم عمران خان، موضحا أن العلاقات بين البلدين كانت قوية من قبل.
وأشار في تصريحات له إلى أن “لتركيا علاقة واسعة جدا وشاملة ليس فقط مع حكومة باكستان، ولكن أيضا مع مؤسساتها وشعبها، وهي علاقة لها عمق تاريحي وروابط ثقافية وقيم ومصالح مشتركة”.
إقرأ أيضا: عبر خط حديدي طوله 6.5 كم.. تركيا تستقبل أول قطار شحن من باكستان
وأوضح أن تركيا لا تتدخل في الشؤون الداخلية لباكستان وتعمل عن كثب مع من يمثل إرادة الشعب الباكستاني، لافتا إلى أنه خلال حكم عمران خان، قد تم تسخير العلاقات وتوسيعها بشكل أكبر في السنوات الأخيرة، وهذا الاتجاه سيستمر بغض النظر عمن الذي يمثل البلاد.
وفي وقت سابق انسحبت باكستان من صفقة عسكرية مع تركيا وباكستان بقيمة مليار دولار, بحيث تشتري باكستان 30 طائرة هليكوبتر هجومية.
ورغم أن الأمور كانت تسير على ما يرام بين البلدين بخصوص إنجاز الصفقة, إلا أن باكستان أعلن انسحابها بشكل مفاجئ.
وبحسب مدير قسم العلاقات العامة بالجيش الباكستاني, بابار افتخار, فإن الصفقة لن تحصل أبدا.
وكان من المنتظر أن تكون هذه الصفقة أكبر صادرات تركية للأسلحة على الإطلاق, حسبما ذكرت تقارير صحفية.
وأوضح افتخار, أن “إسلام أباد” تجري حاليا مفاوضات مع الصين, للحصول على نفس الصفقة.
ويأمل مدير قسم العلاقات العامة بالجيش الباكستاني, أن تتم الصفقة من الصين دون أي عقبات خلال الفترة القادمة.
وبحسب الاتفاقية التي كانت سابقا بين تركيا وباكستان, فقد احتاجت الأولى إلى تصريح تصدير من الولايات المتحدة لإتمامها.
ولكن الولايات المتحدة رفضت ذلك ولو بشكل جزئي, بعدما اشترت تركيا أنظمة صواريخ الدفاع الجوي المتطورة “إس 400” من روسيا.
غير أن الولايات المتحدة وافقت لتركيا على بيع طائرات من طراز T129s إلى الفلبين العام الماضي.
وبحسب تقارير صحفية, فإن مروحية “أتاك” لديها القدرة العالية على المناورة، وتحديد الأهداف.
كما تمتاز بأسلحتها الفعالة المزودة بتكنولوجيا خاصة، ناهيك على أنها تصيب الهدف بشكل دقيق ومن مسافات بعيدة باستخدامها منظومة الرؤية الحرارية، ونظام الرؤية الليلية من الجيل الجديد.
كذلك فإنها تستطيع إصابة المروحية المعادية دون رؤيتها من قبل الطيار بالعين المجردة، وذلك من خلال تحديد إحداثياتها عبر منظومتها الليزرية، وتدميرها حتى لو كانت في الطرف المقابل لجبل ما أو أي حاجز كبير آخر.
اقرأ أيضا/ انطلاق مناورات عسكرية بين تركيا وأذربيجان وباكستان
أما بخصوص مواصفاتها الخاصة, فيبلغ طولها 14.6 مترا, وارتفاعها 3.95 مترا, بالإضافة لامتلاكها محركين بقوة 292 حصانا.
بينما تستطيع الطيران مدة 3 ساعات بالوقود القياسي, وتقطع مسافة 519 كيلو مترا.
وفيما يتعلق بتسلحها, فإنها قادرة على حمل 8 صواريخ مضادة للدبابات بعيدة المدى, وكذلك 12 صاروخا موجها, بجانب 4 صواريخ “جو جو”.
بالإضافة لـ76 قذيفة, كما تحتوي مدفع رشاش من عيار 20 ملم الموجود في المقدمة بمعدل رماية 500 طلقة.
وفي وقت سابق, ذكرت تقارير صحفية تركية, أن المفاوضات ستعود للواجهة من جديد, بشأن الوصول لاتفاق نهائي بين “أنقرة” و”واشطن” بخصوص ملف مقاتلات “إف 35”.
وذكر وزير الدفاع التركي, خلوصي أكار, أن تركيا وأمريكا تعتزمان الرجوع لمناقشة الملف الشائك خلال الفترة القادمة.
وبيّن أكار في تصريحات صحفية, أن هناك اجتماع سيجري عقده في الفترة القريبة القادمة بالولايات المتحدة الأمريكية.